الصمت هيبه لاغدى البوح نقصان
والبوح هيبه لاغدى الصمت خيبه
لو كل هرج (ن) نسمعه نحط له شان
تلقى الصحيب اليوم مخلّي صحيبه
تعود بداية الشعر النبطي إلى آخر القرن الثامن وبداية القرن التاسع الهجري، أي إلى القرن الـ14 الميلادي كما أشار ابن خلدون في مقدمته، وهو الشعر المنظوم بلهجات أهل البادية العربية، وارتبط ظهور الشعر النبطي بظهور اللهجات العامية وانتشارها في الحواضر بسبب مخالطة العجم، في حين حافظ أهل البادية على سليقتهم اللغوية بعيدا عن التأثيرات العارضة، ومن هنا سمى بعض الدارسين شعر الحضر بالشعر العامي، وشعر البادية بالشعر النبطي.
عن تعريف الشعر النبطي ومفهومه
يقول الباحث عبد الله الصويان في تعريف الشعر النبطي في كتابه “الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص”: “يطلق مسمى الشعر النبطي على الشعر الذي يتناقله جمهور الناس من العامة والخاصة وينظمونه بلهجتهم ولغة الخطاب الدارجة على ألسنتهم في معظم أنحاء الجزيرة العربية، وخصوصا بين القبائل الرحل وسكان وسط الجزيرة ومنطقة نجد، في أوسع وأشمل تعريف لها، وقد نزح هذا الفن الشعري مع من نزح من القبائل العربية من الجزيرة؛ لتستقر في بلاد الشام والرافدين، ووصلت حتى الأهواز وعربستان، ولقبائل البدو في صحارى النقب وسيناء وشمال أفريقيا شعر قريب من الشعر النبطي في اللغة والرؤية والبناء، وإن عرف بأسماء أخرى”.
وقد عبر ابن خلدون عن تحول لغة الشعر من الفصيح إلى العامية ونشوء الشعر النبطي بدون تسميته بهذا الاسم حينذاك بقوله: “لما فسد لسان مضر ولغتهم التي دونت مقاييسها وقوانين إعرابها وفسدت اللغات من بعد بحسب ما خالطها ومازجها من العجمة فكانت تحيل العرب بأنفسهم لغة خالفت لغة سلفهم من مضر في الإعراب جملة وفي كثير من الموضوعات اللغوية وبناء الكلمات.
وكذلك الحضر أهل الأمصار نشأت فيهم لغة أخرى خالفت لسان مضر في الإعراب وأكثر الأوضاع والتصاريف، وخالفت أيضا لغة الجيل من العرب لهذا العهد. واختلفت هي في نفسها بحسب اصطلاحات أهل الآفاق فلأهل الشرق وأمصاره لغة غير لغة أهل المغرب وأمصاره، وتخالفهما أيضا لغة أهل الأندلس وأمصاره.
ثم لما كان الشعر موجودا بالطبع في أهل كل لسان لأن الموازين على نسبة واحدة في أعداد المتحركات والسواكن وتقابلها موجودة في طباع البشر فلم يهجر الشعر بفقدان لغة واحدة وهي لغة مضر الذين كانوا فحوله وفرسان ميدانه حسبما اشتهر بين أهل الخليقة.
بل كل جيل وأهل كل لغة من العرب المستعجمين والحضر أهل الأمصار يتعاطون منه ما يطاوعهم في انتحاله ورصف بنائه على مهيع كلامهم. فأما العرب أهل هذا الجيل المستعجمون عن لغة سلفهم من مضر فيقرضون الشعر لهذا العهد في سائر الأعاريض على ما كان عليه سلفهم المستعربون ويأتون منه بالمطولات”.
ماذا عن التسمية؟
اختلف المؤرخون والباحثون في مجال الأدب في تسمية الشعر النبطي بهذا الاسم؛ إذ قيل إنه سمي بذلك لأن أول من قاله عرب كانوا يسكنون في وادي نبطٍ بناحية المدينة النبوية، وقيل إن التسمية ترجع إلى العرب المستعربة الذين قدموا من بلاد فارس ونزلوا واستقروا بالبطائح، ويعرفون بالأنباط، وقيل إن أصل التسمية يرجع إلى كونه مستنبطا مستحدثا من الشعر الفصيح، وهناك من يسميه بالشعر الملحون.
وعن اختلاف تسميات الشعر النبطي بين الأمصار قال ابن خلدون:
“أهل أمصار المغرب من العرب يسمّون هذه القصائد بالأصمعيّات نسبة إلى الأصمعي راوية العرب في أشعارهم، وأهل المشرق من العرب يسمّون هذا النوع من الشعر بالبدوي والحوراني والقيسي. وربما يلحنون فيه ألحانا بسيطة لا على طريقة الصناعة الموسيقية. ثمّ يغنّون به ويسمّون الغناء به باسم الحوراني نسبة إلى حوران من أطراف العراق والشام، وهي من منازل العرب البادية ومساكنهم إلى هذا العهد”.
ذهب بعض المؤرخين إلى أن أول ظهور للشعر النبطي كان على يدي بني هلال من عرب حوران، واستمر من القرن السابع حتى العاشر، وارتبط بشخصية أبي زيد الهلالي، الشخصية الإشكالية التي يقال إنها أقرب إلى الأسطورة من الحقيقة، تلك الشخصية التي عاشت ما بين القرنين الثاني والرابع الهجريين الموافقين للقرنين الثامن والعاشر الميلاديين، واتكاء على ذلك عرفت طريقة الشعر النبطي بالطريقة الحورانية أو الهلالية.
ويقول ابن عقيل في ذلك: “اعتبرتُ هذا الشعر الهلالي العامي بداية البداية، لأن فيه ما ليس من عامية أهل نجد. إن شكل هذه القصائد ومنهجها هو المثال الذي احتذاه الشعر العامي بلهجة أهل نجد. وبدراسة عاجلة للشعر الهلالي الذي دونه ابن خلدون أو دونته الأسطورة ثم مقارنة ذلك بالدراسة العاجلة للشعر العامي النجدي في بدايته فإن نتيجة المقارنة تسلمنا إلى الجزم بأن الشعر العامي بلهجة أهل نجد وليد الشعر الهلالي العامي”.
أما مجمع اللغة العربية في القاهرة فقد عرف الشعر النبطي بقوله: “شعر عربي منظوم بلهجات الجزيرة العربية وما جاورها من بادية الشام. تراعى فيه الأنماط التقليدية للشعر العربي من حيث الشكل العمودي والالتزام بقافية واحدة، وتستخدم فيه الأوزان العروضية المستخدمة في الشعر الفصيح، أو أوزان أخرى مشتقة منها، ويكثر فيه البدء بمقدمة غزلية تؤدي إلى الموضوع الرئيسي للقصيدة، والاعتماد -على الرغم من عاميته- على مفردات فصيحة. وهو في الأساس شعر مسموع يعتمد في شيوعه على الرواية والإلقاء أكثر من اعتماده على التدوين”.
وقد استخدمت كلمة “نبطي” في فترة من الزمن للاستخفاف والدلالة على الازدراء، إذ كان بعض الناس يصف بها الأشخاص الذين لا يتحدثون اللغة العربية بسلامة وطلاقة، والذين يحافظون على نمط الحياة البدوية ولا يعيرون التعليم والثقافة أي اهتمام، نجد هذا المعنى في شعر المتنبي حين قال:
وماذا بمصر من المُضحكات
ولكنّه ضَحِك كالبُكا
بِها نبطي من أهل السوادِ
يُدرِّس أنساب أهل الفلا
عوامل ظهور الشعر النبطي وأسباب بروزه
يذهب بعض الباحثين إلى أن الشعر النبطي لم يُقصد بنفسه، إنما ظهر نتيجة ضعف اللغة لديهم واعتمادهم لغة الحياة اليومية بعيدا عن الإعراب، وترجيحها على الفصحى في التعبير عما يخالجهم من أفكار ومشاعر شعرا. ويرى ابن خلدون أن البعد عن الإعراب ليس عيبا فيما أنشدوه، إذ يقول مبينا أن البلاغة لا علاقة لها بإظهار حركات الإعراب:
“الكثير من المنتحلين للعلوم لهذا العهد وخصوصا علم اللسان يستنكر هذه الفنون إذا سمعها، ويمج نظمهم إذا أنشد، ويعتقد أن ذوقه إنما نبا عنها لاستهجانها وفقدان الإعراب منها، وهذا إنما أتى من فقدان الملكة في لغتهم، فلو حصلت له ملكة من ملكاتهم لشهد له طبعه وذوقه ببلاغتها إن كان سليما من الآفات في فطرته ونظره، وإلا فالإعراب لا مدخل له في البلاغة، إنما البلاغة مطابقة الكلام للمقصود ولمقتضى الحال من الوجود فيه سواء كان الرفع دالا على الفاعل والنصب دالا على المفعول أو بالعكس، وإنما يدل على ذلك قرائن الكلام كما هو في لغتهم هذه. فالدلالة بحسب ما يصطلح عليه أهل الملكة؛ فإذا عرف اصطلاح في ملكة واشتهر صحت الدلالة، وإذا طابقت تلك الدلالة المقصود ومقتضى الحال صحت البلاغة، ولا عبرة بقوانين النحاة في ذلك”.
يقال إن الشاعر العراقي صفي الدين الحلّي (752هـ) والمؤرخ الشهير ابن خلدون (808هـ) هما أول من ذكر الشعر باللهجة الدارجة، لكنهما لم يذكراه باسمه المعروف به الآن (الشعر النبطي)، وقد ظهر الشعر النبطي في شبه الجزيرة العربية، ووجد في دول الخليج العربي أرضا خصبة لنمائه وازدهاره، وتبدو لغته بعيدة بعض الشيء عن العربية الفصيحة لأنها تتكئ على اللهجة المحلية، ولا بد من الاطلاع على لهجته وإتقانها في بعض الأحيان حتى ينعم المتلقون بتذوق جماله واكتشاف خباياه. ويعرف الشعر النبطي بالشعر الشعبي أو البدوي أيضا.
وبالنظر إلى معنى كلمة “نبط” في المعاجم العربية نجد أن معاني الفعل نبط تدور حول معنى الظهور بعد الخفاء كقولهم: “نبط الماء” أي نبع، ومعنى الظهور والبروز والبث والانتشار بين الناس كقولك: “نبط العلم والحكمة”. ويستخدم اسما للتعبير عن خفايا النفس وما وقر فيها من علم وأسرار كقولنا: “فلان لا يدرك نبطه” أي لا يعلم غوْره وغاية قدْره وعلمه. أما أهل النبط فهم “قوم كانوا يسكنون بين العراق والأردن، كانت لدولتهم حضارة، عاصمتها البتراء وتطلق الآن كلمة أنْباط على أخْلاط الناس وعوامهم”. ويقصد بالكلمة النبطية أنها عامية، وكان يقصد بها الأجنبية لأنها ليست فصيحة ونظرا إلى أن قسما من النبطيين في العراق والسريانيين في سوريا كانوا يتحدثون اللغة الآرامية، على أن ذلك لا ينفي صفة العروبة عنهم.
وعندما نقول “نبطي” فإنه اسم منسوب إلى النبط؛ وينبغي أن نشير هنا إلى أن كلمة النبْط بتسكين الباء تعني واد بناحية المدينة المنورة قرْب حوْراء، وتعني الموت في الوقت نفسه، فقد جاء في حديث علي: “ودع السرة المحكمة أن النبْط قد أتى علينا كلنا”؛ فقال ثعلب: النبْط الموت. ويرجح بعض الدارسين أن الشعر النبطي أخذ صفته هذه من معنى الاشتقاق في لفظ النبط والاعتماد على المعاني المتداولة للألفاظ المشتقة من بعضها؛ وسبب ذلك هو هجرة القبائل العربية واختلاطها وتباعد الأسفار والأزمان وهيمنة اللهجات القبلية المحلية، ما أدى إلى الابتعاد عن اللغة العربية الفصيحة وترجيح اللهجة النبطية المحكية في إبداع الشعر والتعبير عن مكنونات النفس لدى الشعراء. نرى بذلك أن أصل التسمية جاء نسبة إلى الأنباط في سواد العراق، وإلى أهل النبط في الجزيرة العربية، ويرجع إلى اعتماد لغة الشعر النبطي على اللهجة العامية المستنبطة من الفصيحة، التي تحاكي لهجة الناس المحليين، وتتفجر بوساطتها مهارات الشاعر وإبداعاته كما يتفجر الماء وينبع من عيونه.
وفي العصر الحديث نجد الشعر النبطي يتكئ على لغة الحياة والخطاب اليومي، وينتشر في معظم البوادي العربية؛ مثل بادية الخليج والجزيرة العربية امتداداً إلى اليمن وكذلك نحو العراق، وبادية الشام في سوريا وفلسطين والأردن، وبادية سيناء، وبادية السودان، وبادية المغرب العربي.
وها هو الشاعر سلامة إسماعيل القيعان يؤكد بداوة الشعر النبطي وأصالته فيقول:
وِلْد النقب مهما يعيش الحضاره
يــبقى أصيل البيت فعله رزيني
وان كــان شفته يوم يبني عمارة
يــبني خــيامه فــالخلا والبطيني
دنــيا مــغيره مــا بــغيّر مساره
مــا نكّر اطباعه ومثل الحصيني
نظم الشعر النبطي… ما بين الالتزام بالقواعد والخروج عن المألوف
يُكتب الشعر النبطي كما ينطق، وله شكل القصيدة العربية العمودية التقليدية، ويلتزم الشاعر فيه بوحدة القافية، ويستند إلى الأوزان العروضية والبحور الشعرية المعروفة أو إلى أوزان مشتقة منها، يطلقون عليها تسميات مختلفة، ويُلزم بعض الشعراء أنفسهم بتوحيد القافية للشطر الأول من كل بيت أيضا. أما إكثار بعض الشعراء من الألفاظ الفصيحة في الشعر النبطي فيكون بهدف تصحيح الوزن واجتلابا له، ودعما للمعنى وتأكيدا له، غير أنهم يعتمدون على تسكين الكلمات وعدم إظهار حركاتها الإعرابية.
للشعر النبطي بعض القواعد أو الطرق الخاصة بنظمه، وقد أشار إليها الباحث محمد بن عبد الله الحمدان في كتابه “معجم المطبوع من دواوين الشعر العامي القديمة”؛ نذكر منها على سبيل المثال إبدال التنوين نونا، وبعضهم يخص تنوين الكسر بذلك، كما جاء في قول الشاعر تركي بن حميد (1280هـ):
قالوا: جهلت، وقلت: (جهلن) بلا قيس
الجاهل اللي ما يعرف اليمومي
ويمكن للشاعر في التدوين أن يفصل النون التي جاءت عوضا عن التنوين، عن الكلمة نفسها، ويضعها بين قوسين هكذا: جهل(ن).
ومن الطرائق الرائجة بكثرة في الشعر النبطي إشباع حرف الروي المكسور بالياء، وذلك مثل كلمة “اليمومي” في البيت السابق، فحقها في الكتابة الإملائية أن تُكتب هكذا “اليموم”، لكن الشاعر أشبع الكسرة وكتبها “اليمومي”.
يمكننا إجمال خصائص الشعر النبطي بأنه يتميز باستخدام اللغة الدارجة المحكية التي تخالف قواعد اللغة في الإملاء بالدرجة الأولى، ويتميز بكثرة الضرورات الشعرية التي غدت حتما للحفاظ على استقامة الإيقاع وتناغم الموسيقا الشعرية بين الأبيات، كما يتميز بأوزان عروضية مبتكرة تستند إلى الأوزان المعروفة وتتفتق منها، ويُعنى شعراؤه بابتكار المعاني، ويعتمدون على معرفة القصص الشعبية والتبحر في التراث البدوي لإثراء قصائدهم.
ويتميز الشعر النبطي بأسلوب خاص في الإلقاء، فللشعراء طريقة واحدة في الإنشاد ولهم أسلوبهم الفريد في السرد الذي يبدو أقرب إلى السرد الحكائي. كما يعمد بعض شعرائه إلى اعتماد قافيتين في القصيدة الواحدة كقول الشاعر:
يا رب عجل بالنظر والعوافي
وافرج لعين قد تدنا نظرها
هلِّت عَبَرات بصدري خوافي
منها شجر كبدي تقطع ثمرها
تسعين ليله ماتهنيت غافي
كن الحماط بموق عيني جمرها
![الشعر النَّبطي.. حكاية الأصل والبدايات 20 An Arab man sitting in a quiet place, holding a pen in his hand with a piece of paper in front of him. His face shows deep concentration as he writes poetry on the paper, reflecting on its meaning. In the background, there’s a natural landscape or a desert scene, symbolizing the roots of Arabic poetry and its connection to heritage. Scattered around him are some torn, old pieces of paper, reflecting the ongoing process of creativity and experimentation.](https://khaleejtopics.com/wp-content/uploads/2025/02/1739877666_194_%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%B1-1738835768.png)
هل للشعر النبطي أوزان وبحور عروضية خاصة؟
يقسم الشعر النبطي إلى منظوم ومرتجل، وله أوزان تتميز بمرونتها وسهولة استخدامها، وتختلف أسماؤها عما اعتدناه من بحور الشعر العربي التقليدي، كالبحر المسحوب والهجيني وبحر الحداء والعرضة والسامري والمربوع وغيرها، ويميز المهتمون بالشعر النبطي وشعرائه بين وزنين اثنين؛ أولهما البحر الصخري الذي يمكن فيه استخدام قافيتين أو قافية واحدة فقط، والبحر الهلالي الذي لا يجوز فيه أن يربط الشاعر أبيات القصيدة بقافيتين مطلقا. ومن أمثلة التزام الشاعر بالوزن أو البحر الصخري قصيدة للشاعر محمد بن لعبون يقول فيها:
سقا غيث الحيا مزنن تهاما *** على قبرن بتلعات الحجازي
يعط إبه البختري والخزاما *** وترتع فيه طفلات الجوازي
وغنت راعبيات الحماما *** على ذيك المشاريف النوازي
ومن أمثلة الوزن أو البحر الهلالي قول الشاعر محمد بن عشبان:
رياح الهوى لا بدها من سكونها *** تصرف بتدبير أمرها من يكونها
لاعرف منها من ضحى الكون منزل *** فباكر فمن يدرى من ايار كونها
لياهب لك منها ولامن وذعذعت *** فاغنم وعنّم واقض منها شطونها
تؤدي القوافي في الشعر النبطي دورا مهما ومميزا في إضفاء إيقاع موسيقي فريد على القصائد، فهي جزء أصيل من البنية الشعرية، وتساعد في توصيل الأفكار والمشاعر بسهولة وسلاسة وتأثير أكبر، وهذا الإيقاع الخاص الذي يصحب القصائد النبطية يعد سر التأثير والجاذبية والقبول في الشعر النبطي. على أن تكرار القافية في الشعر النبطي يُعد عيبا وضعفا في قدرات الشاعر وذخيرته اللغوية، ولا مرونة في ذلك. أما في الشعر العمودي التقليدي فيُعد ذلك عيبا من عيوب القوافي ويسمى بالإيطاء، غير أنه يصبح أقل قبحا كلما تباعد اللفظان، إذ يجب على الأقل أن يفصل بين اللفظين 7 أبيات.
ماذا عن لغة الشعر النبطي وأغراضه وموضوعاته، هل تناول الأغراض الشعرية نفسها؟ هل استطاع باتكائه على اللغة العامية الدارجة أن ينافس الشعر العمودي التقليدي حضورا وقبولا لدى جمهور المتلقين؟ وكيف يتلقى الناس شعر الغزل النبطي كقول الشاعر عبد الرحمن بن مساعد:
مُذهلة
ماهي بس قصة حسن
رغم أن الحسن فيها بحد ذاته مشكلة
مُذهلة
كل شي فيها طبيعي ومو طبيعي
أجمل من الأخيلة