ناقش معرض الرباط الدولي للكتاب في دورته الـ30 التأثير المتبادل بين الرواية والتغيرات الاجتماعية والسياسية وحقوق الإنسان بشكل عام من خلال ندوة بعنوان “الرواية العربية والمجتمع المدني” شاركت فيها الكاتبة والناقدة المصرية هالة البدري والأكاديمي المغربي هشام موساوي.
وفي غياب المتحدث الثالث بالجلسة الروائي السوري نبيل سليمان، لأسباب تتعلق بترتيبات السفر، استحضر المتحدثان بعض النماذج العربية التي تمثلت فيها الرواية سلاحا في مواجهة التسلط والقمع وكيف كانت مرآة للمجتمع في أحرج الظروف وعكست حراكه المستمر.
وتطرقت الكاتبة المصرية والأكاديمي المغربي إلى كتابات غسان كنفاني وإميل حبيبي وجبرا إبراهيم جبرا، وقالا إنها “كلها كتابات سعت إلى فك الحصار عن الهوية الفلسطينية، وساعدت على تعرفنا على الهوية الفلسطينية وكل أنواع الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون”.
كما تحدثا عن رواية باسم خندقجي، الروائي الفلسطيني الذي سرب مسودة روايتيه الأولى والثانية من السجن في رسائل عبر أهله، وحصل في العام الماضي على الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته “قناع بلون السماء” التي كتبها في السجن أيضا.
وقالت هالة إن رواية خندقجي التي صدرت عن دار الآداب في بيروت “رغم الغرابة تم تهريبها في 480 رسالة”.
وأضافت أن الشعوب العربية “تعرضت لأنواع من القهر وسجن الرأي بشكل رهيب”.
ومن جانبه، تحدث موساوي عن أدب السجون في المغرب، مستشهدا برواية “كان وأخواتها” للكاتب عبد القادر الشاوي الذي كتبها في السجن، وروايات أخرى تتحدث عن السجون السرية مثل سجن “تزمامارت” الذي كان مخفيا في جنوب المغرب وضم معتقلي رأي وجنودا تورطوا في محاولة انقلاب عسكري فاشلة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.
وأكدت هالة أن “الرقابة والقمع المسلطَين على الأعمال الأدبية، أسفرا عن تعبيرات فنية جديدة في الأدب.. وأكثر الطرق الفنية المعقدة نشأت بفضل الضغط الرقابي”.
وقالت لرويترز بعد الندوة إن “الرقابة تتطور والإنسان يتطور ليقاومها”.
وأضافت: “الكاتب سيظل يكتب لأنه لا يستطيع أن يعيش من دون كتابة، ولا يستطيع أن يعيش الحياة من دون أن يوصل رسالة للجمهور وللناس”.
وأصدرت هالة -على مدى مشوارها- سلسلة من الروايات منها “الهامسون” و”مدن السور” و”امرأة..ما” و”منتهى” و”نساء في بيتي”.
ويختتم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط أنشطته وفعالياته اليوم الأحد.