يتوقّع أن تتّخذ منظمة اليونسكو في 26 يوليو/تموز قرارا بشأن إدراج جزر الماركيز، وهي واحدة من الأرخبيلات الخمسة في بولينيزيا الفرنسية، في قائمتها للتراث العالمي، وهي خطوة يقول داعموها إن من شأنها المساهمة في الحفاظ على ثرواتها الثقافية والطبيعية.
وتخضع جزر الماركيز -الواقع وسط المحيط الهادي- للنفوذ الفرنسي منذ العام 1842، بعد صراع مع إنكلترا مطلع القرنين الـ18 والـ19 من أجل السيطرة على بولينيزيا. ويتكون الأرخبيل من 6 جزر مأهولة.
وتعقد لجنة اليونسكو للتراث العالمي دورتها الـ46 في الفترة الممتدة من 21 إلى 31 يوليو/تموز 2024 في نيودلهي، ستدرس خلالها اقتراحات “إدراج 27 موقعا في قائمة التراث العالمي، ودراسة حالة صون 124 موقعا مدرجة أصلا في قائمة التراث العالمي وفي قائمة التراث العالمي المعرض للخطر” وفق ما جاء على موقع المنظمة.
وتتناقض المعارك المقبلة مع التشويق المعتاد حول المواقع المرشحة لدخول القائمة، وهي خطوة من شأنها أن تكون محركا مربحا للسياحة.
وتشدد اليونسكو على أن إدراج موقع ما في القائمة الأضيق للمواقع المهددة بالزوال ليس نقطة سوداء، لكن العديد من البلدان المتضررة، خصوصا في الغرب، ترى الأمر بشكل مختلف.
على سبيل المثال، أُدرجت البندقية في قائمة التراث العالمي لليونسكو عام 1987، لكن تحت تهديد تغير المناخ والسياحة المفرطة، فرضت أخيرا رسوما على الزوار الذين يبقون يوما واحدا فقط في أوقات الذروة من العام.
وبعد سنوات من مواجهة اليونسكو بشأن الحاجز المرجاني العظيم، ضخّت أستراليا المليارات لتحسين نوعية المياه وتخفيف آثار تغير المناخ على الشعاب المرجانية وحماية الأنواع المهددة بالانقراض.
من جهتها، تسعى لندن منذ فترة طويلة إلى بناء نفق طريق سريع يمر قرب ستونهنج الذي أُدرج في قائمة التراث العالمي عام 1986 كونه “الدائرة الحجرية الأكثر تطورا من الناحية المعمارية في عصور ما قبل التاريخ في العالم” وفقا لليونسكو.
التأثير البيئي على التاريخ
ومنعت المحاكم البريطانية المخطط الأولي للنفق في يوليو/تموز 2021 بسبب مخاوف حول التأثير البيئي على الموقع الذي يعود تاريخه إلى ما بين 3 آلاف و2300 قبل الميلاد.
ورغم ذلك، واصلت حكومة المحافظين التي بقيت 14 عاما في السلطة المضي قدما في المشروع، قائلة إن النفق سيحمي ستونهنج عبر تقليص حركة المرور.
وقال لازار إلوندو أسومو رئيس قسم التراث العالمي في اليونسكو، إن حكومة حزب العمال المنتخبة أخيرا برئاسة كير ستارمر، لديها “خط مختلف” بشأن المشروع، رغم أنه لا يعرف ما ستقترحه لندن في نيودلهي.
وفي النيبال، تعد لومبيني، مسقط رأس بوذا نقطة شائكة أخرى. وبعدما أضيفت إلى قائمة التراث العالمي عام 1997، يزورها ملايين الأشخاص كل عام.
وأوضح إلوندو أن “الموقع معرض للخطر لأن العديد من الآثار ليست محفوظة بشكل جيد وتتعرض للتدهور”.
وأشار إلى أن “القيمة العالمية” للموقع معرضة للخطر أيضا لأن الموقع يعاني وطأة “العديد من المشاريع غير المناسبة بتاتا”.
وأضاف إلوندو: “كل منطقة جنوب شرق آسيا تراقب هذا الأمر بقلق بالغ”.
وفي نيودلهي، ستبحث اللجنة أيضا في إدراج مواقع تعدّ معرضة للخطر بسبب عدم الاستقرار السياسي، من بينها تمثالا بوذا في باميان في أفغانستان.