كشفت هيئة دبي للطيران المدني أن دبي تحتضن أكثر من 380 شركة مرخّصة تعمل في مجال الطائرات التجارية بدون طيار، فيما وصل عدد الطائرات التجارية المسجّلة إلى أكثر من 1200 طائرة، مؤكدة أنها تعمل على تطوير الأنظمة الرقابية والإجراءات التشغيلية لمواكبة النمو في القطاع.

وأكدت الهيئة أمس، على هامش مؤتمر «التحول في سلامة الطيران 2025»، أنها تعمل على تطبيق مفهوم إدارة التغيير كجزء أساسي من نظام إدارة السلامة، وذلك عبر تحديد الشركاء المعنيين بكل مشروع جديد أو تقنية ناشئة، موضحة أن الهدف من المؤتمر هو تقليل عنصر المفاجأة في التعامل مع التكنولوجيا الجديدة من خلال الاستعداد المبكر ووضع الخطط المستقبلية.

نمو متسارع

وتفصيلاً، قال مدير إدارة سلامة المطارات والطيران في هيئة دبي للطيران المدني، أحمد سالم الصابري، إن إمارة دبي تواصل ترسيخ مكانتها كإحدى المدن الرائدة عالمياً في تنظيم وتشغيل أنظمة الطائرات بدون طيار، بفضل بنية تشريعية متطورة ومنظومة تشغيلية متكاملة تدعم الاستخدام الآمن والمستدام لهذه التقنية المتقدمة.

وأضاف الصابري في تصريحات على هامش مؤتمر «التحول في سلامة الطيران 2025»، الذي انطلقت أعماله في دبي أمس، أن إجمالي عدد العمليات التي نُفذت بواسطة الطائرات بدون طيار في دبي تجاوز 7200 عملية خلال الفترة الماضية، ما يعكس النمو المتسارع في هذا القطاع الحيوي، الذي يشهد توسعاً كبيراً في مجالات الخدمات اللوجستية، والتصوير الجوي، والمراقبة، والتطبيقات الذكية.

وذكر أن دبي أصبحت موطناً لبيئة أعمال نشطة تحتضن أكثر من 380 شركة مرخّصة تعمل في مجال الطائرات التجارية بدون طيار، ما يعزز من فرص الاستثمار والابتكار في هذا المجال، مشيراً إلى أن عدد الطائرات التجارية المسجّلة بلغ أكثر من 1200 طائرة، ووصل عدد الطائرات غير التجارية المسجلة إلى نحو 1200 طائرة أيضاً، ما يعكس تنوّع الاستخدامات بين الأغراض التجارية والهوايات الترفيهية.

وقال الصابري إن هذه الأرقام تمثل دليلاً واضحاً على نجاح رؤية دبي في تحقيق التوازن بين التطوير التكنولوجي وضمان أعلى معايير السلامة الجوية، مؤكداً أن الهيئة تعمل باستمرار على تطوير الأنظمة الرقابية والإجراءات التشغيلية التي تواكب هذا النمو، وتتيح في الوقت ذاته بيئة آمنة ومبتكرة تواكب توجهات الإمارة نحو التحول الذكي.

عنصر المفاجأة

وأفاد الصابري بأن مؤتمر «التحول في سلامة الطيران 2025» الذي تنظمه الهيئة على مدار يومين يُعدّ الأول من نوعه، ويهدف إلى نقل المعرفة وتبادل الخبرات حول أحدث التطورات في قطاع الطيران، خصوصاً في مجال السلامة، مشيراً إلى أن المؤتمر يأتي في وقت يشهد فيه العالم تزايداً ملحوظاً في استخدام التقنيات الحديثة، مثل الطائرات بدون طيار وعمليات نقل الركاب عبر الطائرات الذاتية القيادة والتاكسي الطائر وهي تقنيات ناشئة قد تحمل فرصاً كبيرة، لكنها في الوقت ذاته تطرح تحديات جديدة على صعيد سلامة الطيران.

وأوضح أن الهدف من المؤتمر هو تقليل عنصر المفاجأة في التعامل مع التكنولوجيا الجديدة من خلال الاستعداد المبكر ووضع الخطط المستقبلية، بما يضمن جاهزية دبي لاحتضان النمو الاقتصادي المرتبط بوسائل النقل الجوي الحديثة، لافتاً إلى أن المؤتمر يتميّز عن غيره بتركيزه على الجوانب التطبيقية والتدريبية.

وأضاف أن كل ورشة عمل تقام على هامش المؤتمر مصممة لتكون فرصة فريدة يحصل المشاركون في نهايتها على شهادة حضور معتمدة.

وبيّن الصابري أن البرنامج العلمي للمؤتمر يتناول محاور متعددة، من بينها نظام إدارة السلامة الصادر عن منظمة الطيران المدني الدولي، وكيفية أتمتة الإجراءات لتتوافق مع المتطلبات الدولية، إلى جانب مناقشة الاستخدام الأمثل للمجال الجوي في ظل توسع الجهات المشغلة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار ومشغلي النقل الجوي الذاتي.

إدارة التغيير

وقال إن هيئة دبي للطيران المدني تعمل على تطبيق مفهوم إدارة التغيير (Management of Change) كجزء أساسي من نظام إدارة السلامة، وذلك عبر تحديد الشركاء المعنيين بكل مشروع جديد أو تقنية ناشئة، مشيراً إلى أن فرق العمل المختصة تعمل حالياً على خطط متكاملة لإعادة هيكلة المجال الجوي وتحديث المسارات بالتنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين، بما يضمن التكامل المنشود.

وذكر الصابري أن الهيئة تعمل أيضاً على استشراف مستقبل النقل الجوي الحضري، لافتاً إلى أن مشروع «التاكسي الطائر» في دبي يُعد واحداً من أبرز المشروعات الطموحة التي يجري تنفيذها، بالتعاون مع هيئة الطرق والمواصلات وعدد من الشركاء الاستراتيجيين.

وأكد أن «الحديث عن التراخيص أو مواعيد التشغيل التجاري يخضع لقنوات تنظيمية خاصة، لكن يمكن القول إن العمل جارٍ بوتيرة متقدمة لضمان أن يكون التشغيل التجاري آمناً ومتوافقاً مع أعلى معايير السلامة».

شاركها.
Exit mobile version