أكد عقاريون أن تحولات الطلب دعمت نمو أسعار الإيجارات في إمارة الشارقة خلال عام 2025، لافتين إلى ثلاثة عوامل رئيسة، أسهمت في ذلك الارتفاع الملحوظ.
وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن العوامل تتمثل في القدرة التنافسية لأسعار الإيجارات في الشارقة، والنمو السكاني المطرد بالإمارة، إضافة إلى العائدات الإيجارية المجزية للمالكين والمستثمرين.
وأظهرت بيانات، أعدتها منصة «بيوت» العقارية لـ«الإمارات اليوم»، أن ثماني مناطق، محل الرصد، واصلت تسجيل ارتفاعات في الإيجارات في مختلف فئات الوحدات السكنية، مع تراجع في منطقتَي «مدينة الشارقة الجامعية» لفئة «الاستوديو»، و«الخان» لفئة غرفة نوم واحدة.
وأفادت البيانات بأن متوسط أسعار الإيجارات لفئة «الاستوديو» في الشارقة في المناطق الثماني محل الرصد خلال عام 2025، بلغ 26.5 ألف درهم، ونحو 37.37 ألف درهم لغرفة نوم واحدة، و53.25 ألف درهم لغرفتي نوم.
مؤشر صحي
وتفصيلاً، أكد الرئيس التنفيذي لشركة «بزلينك» العقارية، إسماعيل الحوسني، أن تحركات الإيجارات السنوية في إمارة الشارقة تعد مؤشراً صحياً يعكس انتعاش السوق وقوة الطلب على السكن، لاسيما في المناطق ذات الموقع الاستراتيجي القريب من مراكز الأعمال والوظائف، والمناطق التطويرية التي تعمل حكومة الشارقة على تطويرها بشكل مستمر.
وقال الحوسني إن زيادة القيمة الإيجارية الحالية لا تعكس بالضرورة متوسط الأسعار الفعلي، مشيراً إلى أن سوق الإيجارات في الشارقة يتحرك وفق مستويين رئيسين: الأول يتمثل في السعر السوقي المعروض على المنصات العقارية، والذي يعكس العرض والطلب اللحظي، والثاني هو السعر الشخصي الذي يحدده المالك عند التفاوض مع المستأجر، والذي قد يكون أقل من الأسعار المعلنة في المنصات بنسبة نحو 10%، وأضاف الحوسني أن تحركات سوق إيجارات الشارقة تأتي مدعومة بالقدرة التنافسية للأسعار، والنمو السكاني، إضافة إلى تحقيق عائدات إيجارية مجزية للمالكين والمستثمرين.
وتوقع الحوسني استمرار مؤشر القيم الإيجارية في إمارة الشارقة بالنمو، مدعوماً بارتفاع الكثافة السكنية وتنامي الطلب، قائلاً: «حتى لو وصلنا إلى مرحلة استقرار بين الطلب والعرض، فلن تشهد القيم الإيجارية انخفاضاً، وستستمر في اتجاهها الصاعد حتى عام 2030».
خيارات بديلة
من جهته، قال المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «بيزنت» للاستشارات المتخصصة في إدارة وتطوير المشاريع العقارية، إسماعيل الحمادي، إن الضغط على أسعار المناطق الرئيسة في إمارة الشارقة دفع المستهلكين إلى البحث عن خيارات بديلة.
وأشار إلى أن ذلك أسهم في زيادة الطلب على مناطق جديدة مثل مويلح، الأمر الذي انعكس بدوره على ارتفاع أسعارها بشكل ملحوظ، بعدما كانت تصنف سابقاً ضمن المناطق منخفضة الأسعار.
وأوضح أن الطلب على السكن في الشارقة يشهد كثافة عالية، خصوصاً من العائلات متوسطة الدخل، نظراً لقربها الجغرافي من مراكز الأعمال، وأسعار الإيجارات المناسبة.
وأكد أن هذا التوجه الطبيعي نحو السكن في الشارقة أسهم في دعم ارتفاع الأسعار، إلى جانب عوامل اقتصادية أخرى، مثل انفتاح الإمارة على الاستثمار الأجنبي في مختلف القطاعات وتوافد مستثمرين جدد.
تحولات الطلب
بدوره، قال رئيس مجلس إدارة شركة «أون بلان» العقارية، أحمد الدولة، إن تحولات الطلب دعمت نمو أسعار الإيجارات بإمارة الشارقة خلال 2025 مقارنة بالعام الماضي، مشيراً إلى تزايد الإقبال على مناطق محددة داخل الإمارة، لاسيما القريبة من مراكز الأعمال.
وأضاف أن هذه التحركات أسهمت في إعادة تشكيل خريطة الطلب على الوحدات السكنية، في ظل تنوع الخيارات السكنية وتنامي جاذبية المشروعات الحديثة، ما عزز مستويات الطلب بشكل عام.
الإيجارات العقارية
إلى ذلك، أظهرت بيانات أعدتها منصة «بيوت» العقارية لـ«الإمارات اليوم»، وترصد الإيجارات العقارية في الشارقة خلال عامَي 2024 و2025 تحركات ملحوظة في متوسط أسعار الإيجارات في ثماني مناطق رئيسة بالإمارة.
ووفقاً للبيانات، فقد واصلت كل المناطق تسجيل ارتفاعات في الإيجارات في مختلف فئات الوحدات السكنية، وتراجعاً في منطقتي «مدينة الشارقة الجامعية»، لفئة «الاستوديو»، و«الخان» لفئة غرفة نوم واحدة، وضمت قائمة المناطق الثماني محل الرصد: «الخان»، و«المجاز»، و«النهدة»، و«القاسمية»، و«التعاون»، و«مويلح»، و«مويلح التجارية»، و«مدينة الشارقة الجامعية».
وأفادت البيانات بأن متوسط أسعار الإيجارات لفئة «الاستوديو» في الشارقة في المناطق الثماني محل الرصد خلال عام 2025 بلغ 26.5 ألف درهم، مقارنة بمتوسط إيجاري بلغ 24.25 ألفاً في 2024، وبنمو 9.27%.
وبحسب البيانات، فإن متوسط إيجار شقة سكنية بغرفة نوم واحدة في العام الجاري، بلغ نحو 37.375 ألف درهم مقارنة بـ33.875 ألف درهم في 2024، بزيادة تقدر بنحو 10.33%، فيما بلغ متوسط إيجار شقة مكونة من غرفتين وصالة نحو 53.25 ألف درهم، مقارنة بـ46.125 ألف درهم في العام الماضي، بزيادة نسبتها 15.44%.
