تقود مديرة المشاريع بقسم الثورة الصناعية والتحول الرقمي في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، هلا الهاشمي، فريقاً يتولى مهمة تنفيذ مشاريع التحول الرقمي في الشركة، من خلال تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي والقدرات الرقمية المتطورة والتحليلات المتقدمة لتعزيز الإنتاجية والكفاءة التشغيلية.
وقالت الهاشمي لـ«الإمارات اليوم» إنها تتطلع إلى الاستمرار في تطوير استراتيجيات التحول الرقمي، وقيادة الفريق نحو التوسع في تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع الصناعة، بما يحقق رؤية الإمارات في أن تصبح مركزاً عالمياً للصناعات المتقدمة.
وأضافت أن مستقبل الذكاء الاصطناعي في القطاع الصناعي بالإمارات واعد للغاية، حيث تسعى الدولة لأن تكون رائدة عالمياً في تبني تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، ما يفتح آفاقاً جديدة للنمو والابتكار.
ورأت الهاشمي أن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تعزيز الاستدامة من خلال تقليل الانبعاثات، وتحسين إدارة الموارد، وتعزيز التعاون بين القطاعين الصناعي والأكاديمي لتسريع الابتكار وتطوير حلول متقدمة، مبينة أن إنشاء مصانع تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي سيحقق مستويات غير مسبوقة من الكفاءة والدقة التشغيلية.
وكشفت الهاشمي أنها اختارت هذا المجال لأنها تؤمن بأن التكنولوجيا هي المفتاح الرئيس لمستقبل الصناعة، لاسيما في دولة الإمارات التي تقود التحول الرقمي على مستوى العالم، لافتة إلى أنها، وباعتبارها أول إماراتية خريجة هندسة صناعية ونظم في «جامعة خليفة»، وجدت أن شغفها يكمن في الجمع بين إدارة العمليات والهندسة والتقنيات الحديثة، لتحقيق التحسين المستمر في الإنتاجية والاستدامة.
وأوضحت أن المهام الرئيسة التي تقوم بها تشمل وضع خريطة طريق رقمية لتطوير وتبني التقنيات الحديثة، بما يتماشى مع استراتيجية التحول الرقمي للشركة، والعمل مع فِرَق متعددة التخصصات لتصميم وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتحسين العمليات الصناعية، فضلاً عن إدارة فرق تطوير البرمجيات والمهندسين لضمان تنفيذ المشاريع الرقمية بنجاح، وتقييم أداء المشاريع الرقمية ومتابعة تأثيرها في كفاءة الإنتاج والتكلفة والاستدامة.
وبيّنت الهاشمي أن فريقها يعمل على تنفيذ مشاريع التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في الشركة، عبر تطوير خوارزميات الذكاء الاصطناعي لمراقبة وتحسين العمليات التشغيلية في المصانع، وتصميم أنظمة الرؤية العميقة والتعلم الآلي لتوفير بيانات لحظية عن أداء المعدات، وتحسين الصيانة الاستباقية، وتدريب الموظفين على استخدام الأدوات الرقمية لضمان استدامة التحول الرقمي في الشركة، والتعاون مع شركات التكنولوجيا الناشئة والجامعات المحلية لاستكشاف حلول مبتكرة تدعم استراتيجيات الذكاء الاصطناعي.
وكشفت الهاشمي أن الفريق نجح في تطوير نموذج لمراقبة جودة «الأنود الكربوني»، الذي يعد جزءاً أساسياً في عملية إنتاج الألمنيوم عبر الذكاء الاصطناعي، من خلال تركيب كاميرات متطورة في محطات الفحص، ما أتاح إمكانية فحص جودة جميع قوالب «الأنود» بنسبة 100%، والتعرف إلى العيوب بعد أن كان الفحص اليدوي يشمل ما لا يتجاوز 2% فقط من القوالب المنتجة، ما يعني أن بعض العيوب قد تمر دون اكتشاف، الأمر الذي قد يؤثر في جودة الألمنيوم النهائي، مشيرة إلى أن الفريق تمكن من تحليل نحو أربعة ملايين صورة سنوياً، ما أدى إلى تحسين دقة الفحص، وتقليل احتمالية الأخطاء البشرية، وبالتالي تعزيز جودة الإنتاج، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية.
وأوضحت الهاشمي أن أحد أكبر التحديات التي تواجهها في عملية التحول الرقمي، هو التكامل بين الأنظمة القديمة والجديدة، إذ تعتمد الشركة على أنظمة صناعية قائمة منذ سنوات، ما يتطلب تطوير حلول مبتكرة لدمج هذه الأنظمة مع التقنيات الحديثة دون التأثير في استمرارية العمليات.
وقالت إن تقنيات الثورة الصناعية الرابعة أصبحت حالياً جزءاً أساسياً في جميع عمليات الشركة التشغيلية والإدارية، حيث يتم توظيف أدوات تحليل متقدمة للتنبؤ بتحركات أسواق السلع الأساسية مع استخدام أنظمة مراقبة الجودة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لضمان أعلى مستويات الدقة والكفاءة، ما أسهم في تحقيق وفورات تتجاوز 300 مليون درهم، تعزز استدامة ونمو الشركة على المدى الطويل.
مكانة عالمية
قالت مديرة المشاريع في قسم الثورة الصناعية والتحول الرقمي في شركة الإمارات العالمية للألمنيوم، هلا الهاشمي، إن الشركة حققت مكانة رائدة باعتبارها أول شركة صناعية في دولة الإمارات، وأول شركة في قطاع الألمنيوم على مستوى العالم يتم تصنيفها كمنارة عالمية في تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، ما يعكس مدى التقدم الذي أحرزته الشركة منذ إطلاق خطة التحول الرقمي وإنجازاتها كشركة وطنية عالمية في قيادة التحول الرقمي في القطاع الصناعي.