بات المنتخب الوطني للناشئين لكرة القدم تحت 17 عاماً بارقة أمل للكرة الإماراتية، بعد تأهله إلى نهائيات كأس العالم 2025، المقررة في قطر خلال نوفمبر المقبل، وذلك بتخطيه مجموعته القوية في نهائيات بطولة آسيا المقامة في السعودية، إذ بلغ الدور ربع النهائي قبل أن يودّع المنافسة على يد المنتخب الأوزبكي 1-3.
وتتوسم الجماهير الإماراتية خيراً في النجوم الواعدة، وبدأت تربط الجيل الحالي من اللاعبين بقيادة المدرب، المواطن ماجد الزعابي، ونظيره جيل المواهب يتقدّمهم عمر عبدالرحمن (عموري) بقيادة المدرب الوطني أيضاً، مهدي علي، الذي سبق له تحقيق إنجازات كبيرة يتقدمها الصعود إلى أولمبياد «لندن 2012».
وكان «أبيض الناشئين» قد حصل على المركز الثاني في مجموعته بعد أن جمع أربع نقاط، وتأهل إلى بطولة كأس العالم تحت 17 سنة، بعد الفوز على أستراليا والتعادل مع فيتنام، مقابل خسارة من اليابان في بداية مشواره في البطولة، لتكرر الإمارات الإنجاز للمرة الرابعة في تاريخها، إذ كانت الإمارات قد صعدت سابقاً إلى مونديال «إيطاليا 1991»، و«نيجيريا 2009»، و«الإمارات 2013»، حين استضافت الدولة البطولة.
وتشهد بطولة كأس العالم للناشئين في قطر 2025 التي ستقام سنوياً، مشاركة 48 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ البطولة بنظامها الجديد المعتمد من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ويأتي إنجاز منتخب الناشئين في وقت تخشى فيه الجماهير الإماراتية عدم قدرة المنتخب الأول على الصعود إلى كأس العالم، إثر النتائج السلبية الأخيرة التي أضعفت فرص الصعود المباشر، بحلوله في المركز الثالث لمجموعته، وتسببت في إقالة المدرب البرتغالي باولو بينتو.
وأنعش منتخب الناشئين الحالي الذكريات الجميلة لـ«جيل عموري» وأحمد خليل وعلي مبخوت الذي صاغه «المهندس» مهدي علي، وحقق إنجازات كبيرة أبرزها الفوز بكأس آسيا مع منتخب الشباب 2010، وفضية دورة الألعاب الآسيوية مع المنتخب الأولمبي في العام نفسه، إضافة إلى الفوز بلقب كأس الخليج 2013، وتحقق المركز الثالث في كأس آسيا 2015.
ويتعلق الجمهور بالجيل الجديد لمنتخب الناشئين لتحقيق جزء من هذه الإنجازات، في وقت يواجه فيه هذا الجيل تحدياً كبيراً بسبب نظام اللوائح الجديد المعتمد حالياً في الاتحاد والأندية، بالاعتماد على اللاعبين المقيمين وتجنيسهم لتمثيل المنتخبات، كما يعد هذا الجيل ثمرة جهد عدد من الأندية التي عملت على إنتاجهم واكتشافهم قبل انضمامهم إلى المنتخب، وعلى رأسها نادي النصر الذي يضم العدد الأكبر من لاعبي منتخب الناشئين (ستة لاعبين).
عبدالله حسن: الظروف تغيرت.. و«اللوائح» لن تحافظ على هذا الجيل
حذّر الخبير الفني للتدريب والتطوير في الاتحاد الدولي لكرة القدم، عبدالله حسن، من انتهاء مشوار هذا الجيل مبكراً قبل الصعود إلى الفريق الأول، في حالة عدم حصولهم على فرص المشاركة في المباريات مع أنديتهم والمنتخبات أيضاً.
وقال لـ«الإمارات اليوم»: «من الصعب جداً أن يتكرر جيل عموري السابق، مع المنتخب الحالي الصاعد إلى كأس العالم 2025، فالظروف تغيرت كثيراً واللوائح الحالية لا يمكن أن تعيد تكرار هذا الإنجاز، وتحافظ على هذا الجيل من اللاعبين، بسبب قلة مشاركة هؤلاء اللاعبين مع أنديتهم، سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل، بسبب سياسة الأندية في الاعتماد على اللاعبين المقيمين».
وأضاف عبدالله حسن: «يجب تغيير اللوائح التي تضمن مشاركة هذا الجيل من اللاعبين مع أنديتهم، حيث إن هذا الموقف يتكرر حالياً مع نجوم من منتخبنا الوطني، ومنهم حارب سهيل ويحيى الغساني، وهما من نجوم منتخباتنا الوطنية في الناشئين والشباب، لكن للأسف لا يستطيعون الآن الحضور أو حجز مكانهم، سواء مع فريق شباب الأهلي أو المنتخب الوطني بشكل دائم، بسبب سياسة الاعتماد على اللاعبين المقيمين».
وختم: «يجب إيجاد الفرصة والطريق لهؤلاء اللاعبين من أجل المشاركات، وتغيير بعض اللوائح، ولابد هنا من الإشادة بتجربة المنتخب السعودي للناشئين التي من الضروري الاستفادة منها، إذ يخوض حالياً المنافسة في دوري تحت 19 عاماً في مسابقة الدوري المحلي السعودي، ما يزيد احتكاك هؤلاء اللاعبين».
عبدالله حسن:
. لاعبو الناشئين بحاجة إلى فرص للمشاركة في المباريات مع أنديتهم والمنتخبات.