شكا مستهلكون قيام مطاعم و«كافيهات» في مراكز تجارية بالدولة، ببيع عبوات المياه الصغيرة بأسعار مرتفعة تصل إلى 12 درهماً، على الرغم من أن أسعار هذه العبوات نفسها في منافذ البيع في الدولة تبلغ 90 فلساً أو درهماً واحداً على الأكثر، أي بنسبة زيادة وصلت إلى 1233%.

ووصف مستهلكون أسعار هذه العبوات في بعض المطاعم والمقاهي في مراكز تجارية بأنها مرتفعة بشكل كبير وغير مبرر، وتضيف كلفة على العائلات خصوصاً الكبيرة، ما يُعدّ استغلالاً للمستهلكين، خصوصاً أنها من النوعيات نفسها المتوافرة في المنافذ بأسعار أقل بكثير.

وفي المقابل، أكد مديران في مطعم ومقهى، أن أسعار عبوات المياه في المطاعم والمقاهي منطقية، مقارنة بالكلفة التشغيلية للمطاعم والمقاهي، وتشمل كلفة الإيجارات وأيام العمل التي تتركز في أيام محدودة خلال الأسبوع، مشيرين إلى أن بعض المطاعم والمقاهي توفر أنواعاً معينة من المياه ذات مواصفات خاصة، وتكون مرتفعة الثمن من الأساس.

بدورها، اعتبرت جمعية الإمارات لحماية المستهلك أن أسعار عبوات المياه في بعض المطاعم والمقاهي مبالغ فيها، وتُعدّ استغلالاً للمستهلكين، خصوصاً أنها تباع بأسعار أقل من ذلك في منافذ البيع.

 

مطاعم و«كافيهات»

وتفصيلاً، قال المستهلك، شادي سمير، إن «مطاعم و(كافيهات) في مراكز تجارية بالدولة تبيع عبوات المياه الصغيرة (500 مللي وأقل)، بأسعار مرتفعة تصل إلى 12 درهماً، وهي العبوات نفسها التي يتم بيعها في منافذ البيع المختلفة في الدولة بأسعار تبلغ 90 فلساً أو درهماً واحداً على الأكثر، أي بزيادات تجاوزت 1233%».

واعتبر أن أسعار عبوات المياه العادية الصغيرة مرتفعة بشكل كبير وغير مبرر في هذه المطاعم والمقاهي، ما يُمثّل استغلالاً للمستهلكين، خصوصاً أنها من النوعيات الرخيصة نفسها المتوافرة في المنافذ بأسعار أقل بكثير.

وقال المستهلك، أكرم نعيم، إن «مطاعم و(كافيهات) في مراكز تجارية في الدولة، تبيع عبوات المياه العادية الصغيرة بأسعار مرتفعة تراوح في معظمها بين ستة دراهم وأكثر من 10 دراهم، وهي العبوات نفسها التي يتم بيعها في منافذ البيع المختلفة في الدولة بـ90 فلساً أو درهم واحد، وأحياناً أقل من ذلك لكثرة العروض عليها».

واعتبر أن الارتفاعات في أسعار هذه العبوات كبيرة وتضيف كلفة غير مبررة، خصوصاً بالنسبة للعائلات الكبيرة، إذ إن البعض قد يطلب أكثر من عبوة واحدة للشخص، مع بعض أنواع الأطعمة، كما أن بعض المطاعم لا تبيع العبوات الكبيرة التي قد تكون اقتصادية أكثر للعائلات.

وانتقدت المستهلكة، ريم الأحمد، ارتفاع أسعار عبوات المياه في بعض المطاعم والمقاهي في مراكز تجارية. وقالت إن الأسعار في معظمها تبدأ من سبعة أو ثمانية دراهم، وتصل إلى 12 درهماً للعبوات الصغيرة (500 مللي وأقل).

وأوضحت أن بعض المطاعم تبيع أنواعاً من المياه مرتفعة الثمن، نظراً إلى أنها ذات مواصفات وخصائص معينة بأسعار تصل 20 درهماً، ما يُجبر المستهلكين على شرائها في حالات الضرورة.

 

عبوات المياه

وفي المقابل، قال مدير أحد المطاعم الكبرى في أحد المراكز التجارية (ع.س)، فضّل عدم ذكر اسمه، إن «أسعار عبوات المياه في بعض المطاعم والمقاهي في مراكز تجارية، منطقية، على الرغم من أن البعض يعتبرها مرتفعة أو مبالغاً فيها، خصوصاً أن إيجارات المطاعم في المراكز التجارية مرتفعة بشكل كبير. كما يتركز العمل في هذه المطاعم في عطلات نهاية الأسبوع فقط، وليس الأسبوع كله، ما يؤثر في الكلفة التشغيلية لهذه المطاعم».

وأوضح أن قيم الأسعار لا تتحدّد في ضوء سعر المياه الأصلي فقط، بل تتحدد في ضوء الخدمات المتميزة التي تُقدّمها هذه المطاعم، خصوصاً أن بعضها يتميز بإطلالات فريدة ومؤثرات موسيقية.

من جهته، قال المدير المسؤول في أحد المقاهي، نبيل عطا الله، إن «أسعار عبوات المياه (معقولة) في ضوء ارتفاع الإيجارات والديكورات الفخمة وكلفة الأيدي العاملة، وتوريدات الأغذية والمشروبات التي تتعرض لتذبذبات، وفقاً لسياسات التوريد».

ولفت إلى أن بعض مطاعم ومقاهي «المولات» توفر أنواعاً معينة من المياه ذات مواصفات خاصة، تكون مرتفعة الثمن من الأصل، لأنها من بعض المصادر المحدودة طبيعياً، ولها تركيبة معدنية فريدة، أو أنها غنية ببعض المعادن الصحية المهمة، تلبية لرغبة عملائها الذين يطلبون هذه النوعيات بشكل خاص.

بدوره، قال أمين الصندوق عضو مجلس إدارة جمعية الإمارات لحماية المستهلك في الدولة، راشد النقبي، إن «أسعار عبوات المياه في بعض المطاعم والمقاهي مبالغ فيها، وتُعدّ استغلالاً للمستهلكين، خصوصاً أن عبوات المياه من العلامات التجارية والحجم نفسه تباع بأسعار أقل من ذلك كثيراً في منافذ البيع».

وأوضح النقبي أنه يمكن لهذه المطاعم والمقاهي رفع أسعار عبوات المياه بشكل معقول لتصل إلى ثلاثة دراهم على سبيل المثال، خصوصاً أن بعض هذه المطاعم تشتريها بأقل من درهم واحد من منافذ البيع، لأن كثيراً من المنافذ تطرح عليها عادة عروضاً سعرية تخفض سعرها أكثر من ذلك، كما تتعاقد مطاعم على شراء كميات كبيرة منها بالجملة، ما يزيد ربح هذه المطاعم والمقاهي بشكل كبير.

وطالب النقبي المطاعم والمقاهي التي تبيع الأنواع مرتفعة الثمن من المياه، والتي لها مزايا ومواصفات خاصة، بإتاحة أكثر من صنف أو علامة من المياه لتوفير حرية الاختيار للمستهلكين.

ونوّه بأن بعض المطاعم والمقاهي تستفيد من بُعد بعض منافذ البيع في بعض المراكز التجارية، عن المستهلك، وتحتاج إلى وقت وجهد للوصول إليها، وبالتالي يجد المستهلك صعوبة في الذهاب إليها، ما يضطره إلى شراء المياه بأسعار مرتفعة.

وأشار إلى عامل نفسي مهم بالنسبة للمستهلكين، وهو أن بعض المستهلكين يتناولون الطعام في مطاعم غالية الثمن لارتفاع جودتها، وتقديمها بعض الخدمات المتميزة إلى جانب الطعام، لكنهم يعرفون السعر الأصلي لعبوة المياه وأنه أقل من ذلك بكثير خارج المطعم أو المقهى، فيشعرون بأنه تم استغلالهم.

• إيجارات المطاعم في المراكز التجارية مرتفعة بشكل كبير، كما يتركز العمل في هذه المطاعم في عطلات نهاية الأسبوع فقط، وليس الأسبوع كله، ما يؤثر في الكلفة التشغيلية للمطاعم.

شاركها.
Exit mobile version