شهدت فعاليات معرض «جيتكس غلوبال» طرح مركبة ذكية شبه ذاتية القيادة، تم تصنيعها في دبي، وسيتم البدء في استخدامها بداية العام المقبل في مجمعات سكنية بدبي لتوصيل طلبات الطعام والبقالة.
ورصدت «الإمارات اليوم»، على هامش معرض «جيتكس»، الذي أنهى أعماله أخيراً في مركز دبي التجاري العالمي، طرح شركات تقنية أخيراً نماذج لأنماط مركبات التنقل الذكية.
وأفاد خبراء ومسؤولون في شركات للتقنية لـ«الإمارات اليوم»، بأن مركبات تنقل المستقبل الذكي أصبحت أقرب للتطبيق مع توافر نماذج لتلك المركبات من المنتظر طرحها خلال فترات قريبة مقبلة في أسواق الدولة.
وتفصيلاً، أفادت المدير العام في شركة «تيلي فلوكس»، إيفا زاريفا، لـ«الإمارات اليوم»، بأن «المركبة يطلق عليها (درون)، وهي أول (درون) مخصص للشوارع والطرقات، وليس بالمفهوم التقليدي لـ(الدرون) التي تطير في السماء، وتم تصنيعها في مقر الشركة بدبي، ومدعمة بمواصفات وتقنيات ذكية متطورة».
وقالت إن «المركبة شبه ذاتية القيادة، وذلك مع توفير عمليات القيادة للمسؤولين عنها في غرف للتحكم، حتى يتم توصيل الطلبات، سواء من وجبات الطعام أو البقالة للمنازل، إذ تتوافر بها منطقتان لتخزين الوجبات الساخنة والباردة».
من جهته، قال رئيس النمو الهندسي في شركة «تيلي فلوكس»، طارق هكانين، إن «المركبة الذكية التي تعمل كـ(درون) في الشوارع مع التحكم فيها عن بعد، تم دعمها بكاميرات ذكية ونقاط استشعار، وستعمل من خلال تقنيات شبكات الجيل الخامس المتقدمة».
وأوضح أن «المركبات سيتم بدء العمل في استخدامها مطلع العام المقبل في مجمعات سكنية في دبي، كما يخطط لاستخدامها في مجمعات سكنية في أبوظبي أيضاً، وذلك لتوصيل الطلبات عقب إنهاء اتفاقية مشتركة مع (سمايلز)، ويتم بحث التوسع مع شركات أخرى لتوصيل طلبات الطعام والبقالة في الدولة ليتم عقد اتفاقيات شراكة معها، لتكون تلك المركبات بديلاً بشكل مرحلي للدراجات النارية التقليدية التي من الشائع استخدامها في توصيل الطلبات، ولكن مع فارق أن السائق أو ما يطلق عليه الطيار سيتولى عملية التحكم عن بعد باستخدام عصا التحكم ونظارات متابعة المركبة». وأضاف أن «تلك المركبات صديقة للبيئة من خلال استخدام الكهرباء في عمليات شحنها، وتتسم بمواصفات الأمان والسلامة، مع توافر التقنيات اللازمة لدعم المركبة، وتصل سرعتها إلى 90 كيلومتراً في الساعة، وبمدى مخصص يصل إلى 200 كيلومتر»، لافتاً إلى أن «المركبة من المنتظر أن يتم التوسع بشكل تدريجي في طرحها بأسواق الدولة خلال الفترة المقبلة، مع تصميمها لتكون بديلاً للدراجات النارية في توصيل الطلبات».
وقال خبير التقنية ومؤسس ورئيس تنفيذي لشركة «الايند اتومشن»، نيتين اهوجا، إن «الذكاء الاصطناعي أتاح قدرات فائقة غير محدودة في التحول لأنماط المركبات الذكية، إذ يتيح استخدام الذكاء الاصطناعي المتقدم، وتقنيات التعلم الآلي، والتحليلات، توليد رؤى معمقة حول الأداء واستراتيجيات تحسين أنماط القيادة، وتوفير ميزات أكثر أماناً وسلامة للسائقين، وهو ما يتم تطبيقه بشكل فعلي حالياً».
وقال مدير المبيعات في شركة «ايريا» للتقنية، جيليو زاهر، إن «شركته طرحت نماذج لأنظمة الذكاء الاصطناعي التي يتم استخدامها في السيارات، ومنها السيارات المستخدمة في السباقات، والتي تتيح جمع البيانات وتحليلها، وبشكل يوفر معايير أكثر كفاءة للسلامة والأمان»، معتبراً أن «تلك التقنيات تشهد اتجاهاً للتوسع في استخدامها خلال الفترات المقبلة».
وأضاف مدير أول المشاريع في شركة «كي تو» للتقنية، شنجوا اكسيو، أن «الشركة طرحت نماذج لمركبات ذكية مدعمة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، متطورة ومدعمة بنقاط استشعار، ويمكن استخدامها في أغراض متنوعة».
بدوره، قال خبير التقنية ومدير المبيعات الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط بشركة «أريس» الدولية للتقنية، محمد بكير، إن «المركبات الذكية أصبحت جزءاً واقعياً مهماً من أنماط المدن الذكية المعتمدة على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، وهو ما جعل الشركات تتوسع بطرح نماذج موسعة لها، تشمل نماذج يتم تطبيقها خلال فترات قريبة»، معتبراً أن «الذكاء الاصطناعي وفّر نقلة نوعية في التحول نحو أنماط التنقل الذكية».
المركبة الذكية (درون) تم دعمها بكاميرات ذكية ونقاط استشعار، وستعمل من خلال تقنيات شبكات الجيل الخامس المتقدمة.