طرحت شركات، خلال مشاركتها في معرض «غلفود للتصنيع 2024»، الذي انتهت أعماله أخيراً في مركز دبي التجاري العالمي، منتجات مبتكرة لصناعات غذائية شملت «آيس كريم» مُصنعاً بالكامل من حبوب الفول ودون ألبان، ومنتجات لحوم وبرغر مصنعة من الفول، وألبان مستخلصة من حبوب عباد الشمس والعسل، إضافة إلى منتجات مصنعة من مواد نباتية بطعم الأسماك والسلطعون، إضافة إلى أجهزة لإعادة تدوير العبوات الكرتونية للمشروبات لتستخدم في أثاثات مكتبية ومنزلية.
وأكد مسؤولو شركات، لـ«الإمارات اليوم»، أن نماذج الابتكارات المطروحة تعد من أبرز توجهات صناعات الأغذية عالمياً وتواكب سياسات الاستدامة، كما تشكل بدائل جديدة للأغذية ومصادر البروتين في مواجهة التحديات العالمية لتقديرات التراجع للموارد الغذائية بشكل أكبر مستقبلاً.
وقالت مدير الاتصالات في شركة «جيفايودان»، نيهيل عبدالعال، إن «ابتكارات صناعات الأغذية تواكب حالياً توجهات الاستدامة وتحديات تراجع الموارد الغذائية العالمية، والحاجة لبدائل غذائية لمصادر البروتين في الأغذية التقليدية، وهو ما جعل شركات تتجه لإنتاج نماذج غذائية لوجبات بنكهات ومذاق أسماك أو سلطعون أو لحوم، لكنها مصنعة بالكامل من مواد نباتية غنية بمصادر البروتين أو مدعمة بفيتامينات مضافة».
وأضافت أن شركتها وفرت نكهات للأغذية تنتج من مصادر نباتية، بمذاق ونكهات السلطعون والأسماك واللحوم، لتتيح بدائل غذائية جديدة تتناسب مع الأنماط الغذائية للأفراد وتتيح متطلبات الاستدامة.
من جهتها، قالت مديرة المبيعات في «هوست ميلانو»، فرانشيسكا كافلو، إن «ارتفاع الطلب على منتجات الأغذية مع الزيادة السكانية، وتحديات تراجع ونقص الموارد الغذائية عالمياً، رفع من توجهات الابتكار لدى الشركات، لإيجاد حلول مبتكرة تتيح استدامة المواد وتوفر بدائل متعددة للأغذية، خصوصاً مع ارتفاع كلفة مصادر المواد الأولية لإنتاج الأغذية من المصادر الحيوانية مقارنة بفترات سابقة».
وأضافت أن «التحديات التي فرضتها جائحة (كورونا)، ضمن أبرز العوامل المهمة التي أسهمت في تغير توجهات صناعة الأغذية عالمياً، ورفعت من توجهات الشركات المصنعة ومؤسسات البحوث والتطوير لمواكبة الاستدامة في توفير منتجات غذائية بديلة، تعتمد على مصادر أكثر تنوعاً، ما أسهم في زيادة توجهات الاعتماد على منتجات غذائية منتجة من مواد نباتية وبمذاق اللحوم والأسماك وتشكل مصادر بديلة للبروتين في الأغذية»، متوقعة توسع الشركات بشكل أكبر في طرح تلك المنتجات بالأسواق وانتشار الطلب بمعدلات كبيرة، خصوصاً مع توافر التقنيات التي تسهّل التفرقة في المذاق بينها وبين الأغذية المعتادة للأسماك والدواجن واللحوم.
وأوضحت أن «أسواق دبي تعد من الأسواق المهمة للشركات العالمية في طرح مستجدات الصناعات الغذائية، خصوصاً أنها تعد مركزاً إقليمياً لإعادة تصدير المواد الغذائية لأسواق المنطقة»، لافتة إلى أن «ارتفاع الطلب على الأغذية في أسواق الإمارات ودبي يستقطب العديد من الشركات الدولية المصنعة للأغذية».
بدوره، قال مدير عام شركة «سويس لوج» الشرق الأوسط، رامي يونس، إن «الابتكارات تعيد تشكيل وصياغة مستقبل سلاسل التوريد الغذائية من خلال مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية، بدءاً من عملية الإنتاج وانتهاء بعملية التوزيع، جنباً إلى جنب مع ضمان تحقيق الأهداف البيئية وأهداف الاستدامة. ونظراً لأنه من المقرر أن ينمو عدد سكان العالم إلى 8.5 مليارات نسمة بحلول عام 2030، فيجب أن تتكيف مستودعات الأغذية والمشروبات مع الحجم المُتوقَّع وإدارة العديد من وحدات حفظ المخزون بكفاءة في مساحة محدودة».
وأضاف أن «التوجه نحو الابتكار والأتمتة والتقنيات أحد التوجهات الرئيسة في صناعات الأغذية حالياً»، لافتاً إلى أن «الطلب على خدمات أتمتة الصناعات الغذائية في دولة الإمارات يتوقع أن يحقق نمواً بنسبة تصل إلى 15% خلال عام 2024، مقارنة بعام 2023».
وقال مدير التسويق في شركة «تتراباك»، عبدالمحسن الصبيح، إن «الاستدامة والابتكار أصبحا إحدى الآليات الحديثة في قطاع صناعة الأغذية ما جعل الشركة تطرح منتجات للآيس كريم مصنعة من الفول ودون أي ألبان أو مصادر حيوانية، كبديل للبروتين، كما تم بناء منصة الشركة والأثاثات في (المعرض) من منتجات عبوات كرتونية للمشروبات معاد تدويرها، وقد طرحت الشركة نحو 1000 جهاز في الإمارات لجمع العبوات التي يمكن إعادة تدويرها».