أعلنت المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، أمس، دعمها لـ11 مدينة إفريقية ضمن مبادرة المدن المحايدة كربونياً، بالشراكة مع منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة. جاء ذلك خلال الكلمة الرئيسة التي ألقاها رئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، سعيد محمد الطاير، في جناح المنظمة بالمنطقة الزرقاء في استاد باكو، بحضور الأمين العام لمنظمة المدن المتحدة والحكومات المحلية في إفريقيا، جان بيير مباسي.
وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة، أكد الطاير أهمية التصدي العاجل لتغير المناخ قائلاً: «اليوم، نحن لا نُطلق مبادرة فحسب، وإنما نعلن بدء مسيرة من شأنها أن تعيد صياغة سبل مواجهة المدن لأزمة المناخ بنجاح في مختلف أنحاء القارة الإفريقية، ويسعدني أن أعلن دعم المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر لـ11 مدينة إفريقية ضمن مبادرة المدن المحايدة كربونياً، التي انطلقت خلال القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في عام 2023، بالشراكة مع منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة.. معاً، نعمل على تحفيز التغيير، وتمكين المدن الإفريقية لتصبح نماذج تُحتذى للعمل المناخي، تقود الطريق نحو تحقيق الحياد الكربوني».
وأضاف الطاير: «في عالم يشهد تسارعاً في وتيرة النمو الحضري، فإن المدن تسهم بأكثر من 70% من الانبعاثات الكربونية على مستوى العالم، لكنها في الوقت ذاته تتمتع بمكانة فريدة تؤهلها لريادة مسيرة التغيير، وتمتلك المدن الإفريقية، لاسيما في المناطق الناشئة، إمكانات هائلة لقيادة أجندة الاقتصاد الأخضر على الصعيد العالمي، والإسهام في تحقيق أهدافنا المشتركة للاستدامة، لم يعد تغير المناخ تهديداً مستقبلياً فحسب، بل بات واقعاً راهناً يؤثر في الملايين، لاسيما في المجتمعات الأكثر عرضة للخطر في أرجاء قارة إفريقيا، فتزايد وتيرة الظواهر الجوية بالغة الحدة، وارتفاع درجات الحرارة، والتحديات المصاحبة للتغير المناخي تتطلب منا اتخاذ إجراءات عاجلة ومحددة، وتأتي مبادرة المدن المحايدة كربونياً استجابة من المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر لهذه الحاجة المُلحة، وعبر شراكتنا مع منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة، نلتزم بدعم المدن الإفريقية في خفض بصمتها الكربونية، وتطوير بنيتها التحتية المستدامة، وتعزيز الابتكارات التي تعود بالنفع على الإنسان والبيئة معاً».
وتابع الطاير: «تهدف الشراكة بين المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر ومنظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة إلى التصدي للتحديات المحددة التي تواجه المدن الـ11 في مسيرتها نحو الحياد الكربوني، ومن خلال هذه المبادرة ستقدم المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر مساندة متكاملة مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات الفريدة لكل مدينة على حدة، ويركز نهجنا على بناء قدرات قادة المدن وتعزيز خبراتهم بالاعتماد على أحدث الأدوات وأفضل الممارسات في مجال التخطيط الحضري المستدام والمرونة المناخية، وهي أمور ضرورية لتحقيق هذا الهدف، كما سنوفر التوجيه الفني في مجالات النمو المستدام، والبنية التحتية منخفضة الكربون، وكفاءة الطاقة، والتنقل الأخضر، وعلاوة على ذلك سنساعد المدن على تعزيز مرونتها من خلال دعم الحلول المعتمدة على الطبيعة، والإدارة المستدامة للمياه، واستراتيجيات الحد من مخاطر الكوارث».
مذكرة تفاهم مع بالاو لتعزيز الاقتصاد الأخضر
وقّعت المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر مذكرة تفاهم مع حكومة جمهورية بالاو، خلال فعاليات الدورة الـ29 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP29)، وذلك تأكيداً لالتزامها بدفع عجلة الاقتصاد الأخضر، ودعم العمل المناخي على مستوى العالم.
وقّع مذكرة التفاهم رئيس جمهورية بالاو، سورانجل ويبس جونيور، ورئيس المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، سعيد محمد الطاير، بهدف تعزيز الحلول منخفضة الكربون وحماية الموارد الطبيعية، مع تركيز خاص على حماية المحيطات، التي تحمل أهمية حيوية لبالاو باعتبارها من الدول الجزرية الصغيرة النامية الرائدة، ومن خلال هذه الشراكة تهدف المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر وبالاو إلى وضع دليل للنمو المستدام يراعي الأهداف الوطنية والإقليمية، ما يؤدي في النهاية إلى إسهام مؤثر في جهود الاستدامة العالمية.