أفاد متعاملو بنوك بأنهم تعرضوا لسرقة مبالغ مالية من حساباتهم البنكية وبطاقات الائتمان الخاصة بهم، وذلك خلال مطالبتهم بإرجاع قيمة مشتريات تمت عبر مواقع إلكترونية وخدمية، وأشاروا إلى أنهم قاموا بشراء بضائع ومنتجات من مواقع تعرض خصومات كبيرة، وتبين لاحقاً أن المنتجات غير جيدة، وعندما طلبوا إرجاع المبالغ المدفوعة، تم اختراق بياناتهم المصرفية، ولفتوا إلى وجود احتمالات بتعرض بريدهم الإلكتروني أو الهواتف للاختراق ما يعرض بياناتهم للسرقة والاحتيال.
في المقابل، طالب خبيران، المتعاملين بضرورة عدم مشاركة المعلومات والبيانات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، وضرورة تغيير كلمة السر للهاتف وللحسابات البنكية كل أشهر عدة، مقترحين أن يستخدم المتعامل بطاقة مدفوعة مقدماً، وفيها مبالغ بسيطة للشراء «أون لاين».
وتفصيلاً، قالت المتعاملة (أ.ع)، فضلت عدم ذكر اسمها كاملاً، إنها قامت بحجز تذاكر لأطفالها لدخول منطقة تزلق جليدي في أحد المراكز التجارية الشهيرة، معروضة بسعر مخفض، وتبين لاحقاً أن الموقع مزيف وغير صحيح، ولما تقدمت بشكوى وطالبت بإرجاع المبلغ على حسابها البنكي، أبلغتها سيدة بأنها سترسل رسالة عبر البريد الإلكتروني لإرجاع المبلغ على البطاقة المدفوع بها مباشرة، وطلبت مشاركة بيانات البطاقة، حيث تم سحب 65 ألف درهم مباشرة من رصيد البطاقة.
وأضاف المتعامل (ع.س)، طلب عدم ذكر اسمه كاملاً، أنه اشترى منتجات من شركة عبر الإنترنت، وعندما تسلمها تبين عدم مطابقتها المواصفات المعروضة، فطلب إرجاعها وفق سياسة الإرجاع المكتوبة على الموقع، فاتصل به شخص ادعى أنه من الشركة، وطلب تفاصيل البطاقة المدفوع بها، وإدخال كلمة سر حتى يمكن إرجاع المبلغ، وبعدها تم سحب مبلغ 8000 درهم من حسابه مباشرة.
ونوه بوجود احتمالات لتعرض البريد الإلكتروني أو الهاتف للاختراق ، ما يجعل البيانات عرضة للسرقة.
وأكد المتعامل (أحمد. و)، أنه اشترى ملابس من موقع معروف، وطلب إرجاعها، فتحدث معه شخص مدعياً أنه من الموقع، وطلب إرسال صور للملابس باستخدام تطبيق «واتس أب»، وبعدها أرسل رابط لتعبئة بيانات، وعند فتح الرابط تم سحب مبلغ 25 ألف درهم من حسابه مباشرة.
من جهته، قال استشاري العلوم الإدارية وتكنولوجيا المعلومات في «جي آند كي»، عاصم جلال، لـ«الإمارات اليوم»: «هناك خطوات يجب على المتعاملين اتباعها لحماية أجهزتهم من الاختراق، منها التحديث الدوري كلما أعلنت الشركة المطورة مثل (أبل) و(غوغل) عن إصدار جديد، وذلك لضمان درجة أمان أعلى من الإصدار السابق الذي عادة ما يظهر فيه بعض الثغرات تسمح باختراقها، فيتم علاجها وإصدار التحديث الجديد للحماية بدرجة أكبر».
وأضاف: «يجب أيضاً عدم مشاركة المعلومات والبيانات الشخصية وأماكن السفر والفعاليات الأسرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وضرورة تغيير كلمة السر للهاتف وللحسابات البنكية كل بضعة أشهر».
وتابع جلال: «من المهم عدم التحدث في الأماكن العامة بصوت مرتفع إذا كان الحديث فيه تفاصيل مثل رقم الهاتف أو رقم الحساب المصرفي»، لافتاً إلى أنه من الناحية النظرية يصعب جداً اختراق تطبيقات البنوك من دون إدخال كلمة سر (أو تي بي) أو الضغط على روابط مجهولة، لكن يمكن اختراق البريد الإلكتروني بسهولة، ومنه تبدأ عملية الاحتيال، لذا يجب الانتباه جيداً لهذه النقطة، والأفضل أن يتواصل العميل مع بنكه في حال شك في أي موقع أو رابط قبل الضغط عليه».
بدورها، قالت الخبيرة المصرفية، شيخة العلي، إن «البنوك كلما طورت أنظمتها، ففي المقابل تتنوع الاختراقات، وإذا التزم العميل الضوابط الموضوعة، مثل تحري صحة أي موقع قبل التعامل معه، وعدم الشراء إلا من المواقع المضمونة، وألا يقوم بإدخال بياناته المصرفية إلا بعد التأكد من ذلك، فإنه سيحمي نفسه من عمليات الاختراق تقريباً، لكن الأفضل استخدام بطاقة مدفوعة مقدماً، وبها مبالغ بسيطة للشراء (أون لاين)، وإذا رغب في إرجاع ثمن المشتريات، يطلب الإرجاع على البطاقة المستخدمة ذاتها دون أن يشارك أي بيانات أخرى، أو يضغط على روابط أو يشارك رقم حسابه المصرفي أو يدخل كلمة السر (أو تي بي)».
وبينت العلي، أن الحذر مطلوب جداً، خصوصاً بعد استخدام «الهاكرز» الذكاء الاصطناعي، لذا أتصور أن يتم تخصيص بطاقة محددة للشراء الإلكتروني، وكثير من البنوك يوفرها، سواء كانت مغطاة أو مدفوعة مقدماً.