استضافت «أدنوك» طلاباً إماراتيين للمشاركة في «منطقة الذكاء الاصطناعي»، ضمن فعاليات معرض ومؤتمر «أديبك 2025»، حيث عرضوا مشروعاتهم أمام جمهور من الخبراء والمبتكرين، وجاءت استضافة هؤلاء الطلبة لتمكينهم من التواصل مع المختصين والخبراء في هذا المجال الحيوي الذي أصبح مساهماً رئيساً في صياغة المستقبل.

وفي منطقة القوع الواقعة على أطراف مدينة العين، وُلدت تجربة إماراتية استثنائية، جمعت بين التعليم والإبداع والإرادة، بدأت فصولها عندما أطلق عبدالله الدرعي، وهو ناشط مجتمعي مبادرة «جيل الأثر الرقمي»، الهادفة إلى تدريب الطلبة على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي وبناء جيلٍ يواكب التكنولوجيا الحديثة، مع الحفاظ على هويته الإماراتية وقيمه الأخلاقية الأصيلة.

وركزت المبادرة على تمكين الطلبة من خوض تجارب مُبكّرة في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة والإبداع الرقمي، من خلال الاستفادة منها في نشاطات عديدة، منها تأليف القصص وتطوير أدوات وحلول ذكية، بما يسهم في تعزيز ثقتهم بأنفسهم، ويجعلهم أكثر وعياً بقدراتهم على الإسهام في بناء المستقبل.

وجمعت المبادرة أربعة طلبة لديهم شغف مشترك بتحقيق التميز وإحداث أثر ملموس في المجتمع، هم: حمد معضد الدرعي، الطالب في الصف العاشر، الذي استفاد من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتأليف قصة بعنوان «أشخاص ملهمون من القوع»، وحمد نجيم الدرعي، البالغ من العمر 12 عاماً، الذي قام بتطوير أداة ذكية لإدارة المصروف اليومي، وعمار حميد الدرعي، الذي قاده اهتمامه بالتراث الإماراتي وتعزيز الهوية الوطنية إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتأليف قصة تسلط الضوء على مكونات الثقافة المحلية وعرضها في جناح خاص بقصص الأطفال ضمن معرض أبوظبي للكتاب، أما ذياب الدرعي، البالغ من العمر 11 عاماً، فلديه اهتمام واسع بتطوير التقنيات الزراعية الذكية، ومن خلال مشاركتهم في «تحدي ناسا لتطبيقات الفضاء العالمي»، طوّر الطلبة حلاً تكنولوجياً لرصد التلوث الضوئي في دولة الإمارات، للإسهام في تعزيز الوعي البيئي من خلال الابتكار العلمي.

وتسهم المبادرة في تشكيل جيل رقمي متوازن، يجمع بين القيم الإماراتية الأصيلة والقدرة على التفاعل بمسؤولية مع أدوات المستقبل، وتتيح للطلبة تحدي أنفسهم، واكتشاف قدراتهم الإبداعية، فعلى المستوى الفردي، شكّلت نقطة تحوّل في شخصياتهم، ومكّنتهم من إنتاج محتوى إبداعي وتوظيف أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعبير عن أفكارهم وصياغة قصصهم، أما على المستوى الاجتماعي، فقد امتد أثر المبادرة ليشمل أسر الطلاب ومدارسهم ومجتمع القوع بأكمله، إذ تحوّلت قصص الطلبة وإنجازاتهم إلى مصدر إلهام لأقرانهم، الذين بدؤوا يرون فيهم نماذج حيّة لقدرة اليافعين على الإبداع والتميّز.

شاركها.
Exit mobile version