أكد خليفة الزفين، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مدينة دبي للطيران ودبي الجنوب، أن مطار آل مكتوم الدولي أصبح محركاً رئيسياً للاستثمار المستقبلي.
حيث نجح في زيادة زخم التدفقات الاستثمارية إلى دبي الجنوب، لاسيما في القطاع العقاري، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في تحقيق أجندة دبي الاقتصادية D33، التي تستهدف مضاعفة حجم اقتصاد المدينة خلال العقد المقبل، وتعزيز موقعها كواحدة من أفضل ثلاث مدن اقتصادية على مستوى العالم.
وقال الزفين في حوار مع «البيان»: إن حجم الاستثمارات في دبي الجنوب تتراوح بين 27 ملياراً إلى 30 مليار درهم، وأن حصة القطاع الخاص من هذه الاستثمارات تتراوح بين 50 % و60%، مشيراً إلى أن دبي الجنوب تنفق 2 مليار درهم سنوياً في مشاريع تطوير البنية التحتية.
وكشف أن العمل في مشروع مطار آل مكتوم لن يكون من خلال شركة واحدة فقط، بل عبر ائتلاف من الشركات والمؤسسات ذات الاختصاص، نظراً لحجم المشروع وأهدافه الضخمة والطموحة، مشيراً إلى أنه تجري حالياً عملية تأهيل شركات المقاولات الراغبة بالمساهمة في تطوير مطار آل مكتوم الدولي.
وأضاف أن مشروع محمد بن راشد للطيران يشهد زخماً كبيراً مع استقطابه استثمارات أجنبية على مدار الأشهر الأخيرة للشركات العاملة في قطاع الطيران، حيث تشمل هذه الاستثمارات بناء منشآت ومرافق مخصصة لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات، فضلاً عن تقديم حلول وخدمات لقطاع النقل الجوي، وتفوق قيمة الاستثمارات في المشروع أكثر من 3 مليارات درهم.
وقال إن المعاملات العقارية في دبي الجنوب شهدت خلال العام الماضي نمواً بنسبة 11% مقارنة بالعام 2022، كما شهدت أسعار العقارات مؤخراً ارتفاعاً ملحوظاً بنسب تراوحت بين 20% و30%، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن خطط تطوير المطار. وفيما يلي نص الحوار:
كيف ستنعكس الخطط الجديدة للمطار على اقتصاد دبي بشكل عام وعلى دبي الجنوب بشكل خاص؟
لا شك أن اعتماد تصاميم مبنى المسافرين الجديد في مطار آل مكتوم الدولي سيجلب مزايا كثيرة لإمارة دبي في العديد من القطاعات التي ستسهم في نمو الاقتصاد المحلي. وسيسهم تطوير المطار في الارتقاء بالمدينة ومساعيها المستمرة لتحفيز الأعمال والاستثمارات ضمن منظومة متكاملة تدعم التقدم الاقتصادي وتوفر بيئة مناسبة للمجتمعات السكنية.
وكذلك للأعمال التجاريّة والاستثمارات الأجنبية. أما بخصوص المزايا بالنسبة لدبي الجنوب، فإن قطاعات مثل العقارات والخدمات اللوجستية والطيران ستشهد تحولات هائلة بفعل النقلة النوعية التي سيحدثها المطار.
فعلى صعيد تحفيز القطاع العقاري؛ فإن دبي الجنوب، باعتبارها أكبر مشروع تطوير حضري في دبي يركز على الطيران والخدمات اللوجستية والعقارات؛ ستكون بفضل هذا المشروع الاستراتيجي والرؤية السديدة للقيادة الرشيدة، أمام نمو وزيادة بالطلب على العقارات في مشاريع شركة دبي الجنوب للعقارات والمناطق المجاورة لها، مدفوعة بموقعها بالقرب من المطار، مع توقعات أن تصبح موطناً لأكثر من مليون نسمة.
وتتميز المنطقة السكنية في دبي الجنوب بكونها وجهة استثمارية استثنائية بفضل موقعها الاستراتيجي المتميز والكثير من المزايا التي توفرها، مثل إمكانية التملك للأجانب، فضلاً عن أنها تتمتع ببنية تحتية متطورة تسمح لها بمواكبة النقلة النوعية التي سيحدثها المطار الجديد حيث ستتصدر دبي قطاع الطيران الدولي للأربعين عاماً المقبلة.
ماذا عن التأثير على قطاع الخدمات اللوجستية؟
في الوقت الذي يعتبر فيه المطار الجديد داعماً رئيساً لإحدى أولويات أجندة دبي الاقتصادية D33 والمتمثلة بجعل الإمارة من أهم 5 مراكز لوجستية حول العالم، فإن دبي الجنوب كذلك تنسجم مع هذا الهدف عبر منطقتها اللوجستية التي تضع معايير جديدة لعمليات تسليم البضائع والشحن، ويلتقي فيها الابتكار اللوجستي غير المحدود مع شبكات البنى التحتية الفائقة لتعزيز السرعة والفعالية في العمليات.
ومع البدء بنقل كافة عمليات مطار دبي الدولي إلى مطار آل مكتوم الدولي عند اكتماله؛ فإن مشروع محمد بن راشد للطيران في دبي الجنوب سيكون جاهزاً لتلبية الطلب المتنامي على خدمات صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات، وكافة الخدمات الأخرى المتعلقة بالطيران، تأكيداً على تفوق دبي الجنوب في مجال الطيران.
متى سيتم البدء بطرح المناقصات لتنفيذ مشاريع مطار آل مكتوم الدولي؟
تجرى حالياً عملية تأهيل شركات المقاولات الراغبة بالمساهمة في تطوير مطار آل مكتوم الدولي، ونؤكد هنا أن العمل في مشروع مطار آل مكتوم لن يكون بالتأكيد من خلال شركة واحدة فقط، بل عبر ائتلاف من الشركات والمؤسسات ذات الاختصاص، نظراً لحجم المشروع وأهدافه الضخمة والطموحة.
ما حجم الاستثمارات الحكومية والخاصة في دبي الجنوب حتى الآن؟ وهل يمكن أن تتسارع الاستثمارات مع الكشف عن الخطط الجديدة التي تتعلق بالمطار خلال الفترة المقبلة؟
يتراوح إجمالي الاستثمارات في دبي الجنوب حتى الآن بين 27 إلى 30 مليار درهم، ويستحوذ القطاع الخاص على نسبة تتراوح بين 50 % و60% من هذه الاستثمارات.
وبالتزامن مع الإعلان عن خطط المطار الجديدة، نشير هنا إلى أننا في دبي الجنوب ننفق 2 مليار درهم سنوياً على مشاريع تطوير البنية التحتية في دبي الجنوب، وبالتأكيد ستشهد هذه الاستثمارات نموّاً متزايداً يتماشى مع المراحل التي سيمرّ بها تطوير المطار وصولاً إلى تشغيله بالكامل.
ما تقييمكم لأداء القطاع العقاري في دبي الجنوب؟ وما توقعاتكم للأداء بعد الكشف عن الخطط الجديدة للمطار؟
على الرغم من زيادة أسعار الفائدة والارتفاع الكبير في أسعار العقارات في جميع أنحاء دبي، إلا أن الطلب المرتفع حافظ على زخمه. وقد شاركت دبي الجنوب بفعالية في التحول الإيجابي للسوق، وعلى مدار عام 2023 شهدت المعاملات العقارية في دبي الجنوب نمواً بنسبة 11% مقارنة بالعام 2022. كما شهدت أسعار العقارات في دبي الجنوب مؤخراً ارتفاعاً ملحوظاً بنسب تراوحت بين 20% و30%، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن خطط تطوير المطار.
إن دبي الجنوب تستهدف استيعاب مليون شخص للسكن بها، ويستحوذ التطوير العقاري سنوياً على 70% من محفظة الاستثمار التابعة للمؤسسة. ورؤيتنا للعام الحالي 2024 والأعوام المقبلة متفائلة ونتوقع استمرار الطلب على مدار الأشهر المقبلة، تحديداً مع الخطط الرامية إلى طرح المزيد من المشاريع العقارية. بالنظر إلى كل ذلك فإن دبي الجنوب تعتبر محركاً رئيسياً لمشهد النمو العقاري في دبي، لما تتمتع به من خصائص فريدة، وتحديداً مع وجودها ضمن خطة دبي الحضرية 2040.
كيف تنظرون إلى أداء قطاع الطيران الخاص في دبي الجنوب؟ وما هو عدد الرحلات خلال 2023؟
يشهد مشروع محمد بن راشد للطيران زخماً كبيراً مع استقطابه استثمارات أجنبية على مدار الأشهر الأخيرة للشركات العاملة في قطاع الطيران، حيث تشمل بناء منشآت ومرافق مخصصة لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات فضلاً عن تقديم حلول وخدمات لقطاع النقل الجوي، وتفوق قيمة الاستثمارات في المشروع أكثر من 3 مليارات درهم، فيما يواصل التزامه الراسخ تجاه تعزيز رؤية الإمارة لتصبح مركزاً عالمياً رائداً للطيران.
يتجسد هذا الالتزام في النتائج التي حققها مشروع محمد بن راشد للطيران في دبي الجنوب عام 2023، حيث شهد تسجيل نتائج قياسيّة هي الأعلى على الإطلاق بدبي من حيث حركة الطيران الخاص، والتي وصلت إلى 16657 رحلة بنمو 8% مقارنة بعام 2022.
إلى أي مدى أسهمت المنطقة اللوجستية في تعزيز مكانة دبي في هذا القطاع؟ وكيف سيكون انعكاس الكشف عن المخططات الجديدة للمطار على استقطاب الشركات اللوجستية؟
لا شك أن البنية التحتية المتطورة، والخدمات المتميزة، وسهولة تأسيس الشركات، والحصول على التصاريح والتأشيرات، يضاف إلى ذلك موقعها الاستراتيجي، والربط المباشر للمنطقة مع ميناء جبل علي، ومنطقة الشحن في مطار آل مكتوم الدولي، وكافة الطرق الرئيسية في دبي، تعد مجتمعة عوامل جذب للشركات لتأسيس أعمالها، أو التوسع في المنطقة اللوجستية، مما يعزز أهمية هذه المنطقة التي تعد مساهماً رئيسياً في دفع نمو القطاع اللوجستي في دبي. ونفخر بلعب دور مهم في نمو الشركات اعتماداً على الخدمات التي نقدمها للشركات العاملة في القطاع اللوجستي.
وسيشهد الطلب على الخدمات اللوجستية قفزة كبيرة بالتأكيد، وستصبح عمليات نقل البضائع أكثر سهولة مع توقعات أن تصل إلى 12 مليون طن سنوياً، مع قرب الشركات التي تتخذ من دبي الجنوب مقراً لها، من المطار الأكبر في العالم عند اكتماله وميناء جبل علي.
نحن نفتخر باستضافة 9 من أكبر شركات الخدمات اللوجستية العالمية في المنطقة اللوجستية في دبي الجنوب، مما يؤكد مكانتنا القوية في القطاع اللوجيستي الإقليمي.
كيف يسهم الممر اللوجستي الذي يربط المطار مع الميناء في مضاعفة الكفاءة اللوجستية لدبي؟
يعزز الممر اللوجستي بشكل كبير الاتصال بين دبي الجنوب وميناء جبل علي، ويقدم العديد من المزايا، حيث يسهل الحركة الفعالة لنقل البضائع بين الميناء والمنطقة الحرة والمطار في أقل من 20 دقيقة، ما يضمن العمليات السريعة والاتصال الفريد.
وتمتاز المنطقة اللوجستية في دبي الجنوب بالربط السلس بين الجو والبحر، والوصول المباشر إلى الطرق السريعة الرئيسية التي تربط بين مختلف إمارات الدولة، مع وجود خطط لإنشاء محطات لمترو دبي والاتحاد للقطارات.
كما يعد الممر اللوجستي عنصراً مهماً للتجارة، خاصة مع الأهمية التي يتمتع بها ميناء جبل علي باعتباره أحد أكثر الموانئ ازدحاماً في العالم، ما يعزز الحركة السريعة والمستدامة للبضائع، وبالتالي دعم القدرة التنافسية للشركات العاملة في المنطقة اللوجستية.