أقر المشاركون، في الاجتماع الوزاري الـ 37 لمنظمة الدول المصدرة للنفط وحلفائها «أوبك +»، تمديد مستوى الإنتاج الإجمالي الحالي من النفط الخام للدول الأعضاء في المنظمة، وغير الأعضاء في اتفاقية التعاون، وذلك اعتباراً من 1 يناير 2025 حتى 31 ديسمبر 2025.
كما وافق المشاركون على منح دولة الإمارات مستوى إنتاج مرجعي جديد، وهو 3.51 ملايين برميل يومياً في 2025،على أن تكون هذه الزيادة بشكل تدريجي بداية من يناير 2025 حتى سبتمبر 2025 .
ويبلغ إجمالي التخفيضات الطوعية، التي تتبناها بعض الدول الأعضاء 2.2 مليون برميل يومياً، فيما يبلغ إجمالي تخفيضات أعضاء «أوبك +» 5.86 ملايين برميل يومياً، والتي تم تمديدها حتى نهاية العام المقبل.
وخلال اجتماع لجنة المراقبة الوزارية المشتركة، الذي عقد أمس، تم الاتفاق على تمديد فترة التقييم من قبل المصادر الثلاثة المستقلة حتى نهاية نوفمبر 2025 لاستخدامها كدليل إرشادي لمستويات الإنتاج المرجعية لعام 2026.
وجاءت هذه القرارات، أمس، في ضوء التزام الدول الأعضاء في منظمة أوبك، والدول غير الأعضاء في إعلان التعاون بتحقيق استقرار سوق النفط واستدامته، وتوفير التوجيه والشفافية على المدى الطويل للسوق، وتماشياً مع النهج المتمثل في الحيطة والاستباقية، والذي تم اعتماده من قبل «أوبك +».
كما تواصل اللجنة تقييم ظروف السوق عن كثب، مشيرة إلى استعداد دول «أوبك +» لمعالجة تطورات السوق واستعدادها لاتخاذ تدابير إضافية في أي وقت بناء على التنسيق المتواصل بين أوبك، والدول من خارجها. وأقر المشاركون عقد الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك والدول غير الأعضاء فيها كل ستة أشهر، وفقاً للمؤتمر العادي المقرر لمنظمة أوبك.
وأكد المشاركون في الاجتماع مجدداً أنه سيتم مراقبة مطابقة مستويات الإنتاج، مع الأخذ في الاعتبار إنتاج النفط الخام، وذلك باستخدام متوسط المصادر الثانوية السبعة المعتمدة، ووفقاً للمنهجية المطبقة على الدول الأعضاء في منظمة أوبك، مع التأكيد على أهمية الالتزام بالمطابقة الكاملة وآلية التعويض، وتقرر عقد الاجتماع الوزاري الثامن والثلاثين لأوبك وخارجها في الأول من ديسمبر 2024.
بيان التحالف
وجاء في بيان للتحالف أن «أوبك +» «سيمدد مستوى إنتاج النفط الخام… من الأول من يناير 2025 حتى 31 ديسمبر 2025».
واتفقت ثماني دول أعضاء في تحالف أوبك بلاس هي السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان والجزائر وعمان، على تمديد التخفيضات الطوعية لإنتاج النفط لبضعة أشهر قبل إلغائها تدريجياً.
وجاء في البيان أنه سيتم بعد سبتمبر 2024 «إعادة كميات هذا التخفيض، البالغة 2,2 مليون برميل يومياً، تدريجياً، على أساس شهري، حتى نهاية سبتمبر من عام 2025».
وكان من المقرر عقد الاجتماع نصف السنوي لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) المكونة من 12 عضواً بقيادة السعودية، وشركائها العشرة بقيادة روسيا، في مقر المنظمة في فيينا، غير أن قراراً اتُخذ الأسبوع الماضي بإجراء الاجتماع عبر الإنترنت، قبل أن يُطلب من بعض الأعضاء السفر إلى العاصمة السعودية الرياض. وصدر البيان عقب اجتماع نصف سنوي عقد بصيغة هجينة، إذ حضر بعض الأعضاء إلى الرياض بينما شارك آخرون عبر الفيديو، شارك فيه الأعضاء الـ22 في تحالف «أوبك +».
تبلغ هذه الاقتطاعات نحو مليوني برميل يومياً، ومع إضافة الاقتطاعات الطوعية الإضافية لبعض الأعضاء، يصل إجمالي الاقتطاعات إلى نحو 6 ملايين برميل.
ومنذ نهاية العام 2022 اعتمد التحالف تخفيضات في الإمدادات في محاولة لتعزيز أسعار النفط المتراجعة.
مفاجأة سارة
بعد الاجتماع المقتضب رحب جيوفاني ستونوفو المحلل في مؤسسة يو بي اس UBS المالية في تصريح لوكالة فرانس برس بـ«مفاجأة سارة»، في حين كان مراقبون يتوقعون تمديداً أقصر ومعركة أرقام.
في نهاية المطاف تم إرجاء فحص حصص المجموعة ككل حتى نهاية العام 2025، «ما يزيل التوترات المحتملة».
وغالباً ما تثير هذه القضية خلافاً حاداً، فبعض الدول التي تمتلك احتياطات إنتاج كبيرة، وغيرها من الدول الراغبة ببساطة في زيادة الإنتاج، ترفض التخلي عن عائدات نفطية مربحة.
وخرجت أنغولا من أوبك في نهاية العام 2023، احتجاجاً على هدف الإنتاج الذي تم تحديده.
ويقوم أعضاء «أوبك +» حالياً بخفض الإنتاج بنحو ستة ملايين برميل يومياً، سواء بناء على قرار اتخذ على مستوى التحالف أو من خلال قيود طوعية إضافية.
زيادة حصة الإمارات تمكنها من الإبقاء ظاهرياً على الاقتطاعات مع زيادة إنتاجها، لكن بحلول العام 2025 سيواجه تحالف «أوبك +» تحدياً يكمن في التخلي عن الاقتطاعات من دون إغراق السوق بالمعروض، وتراجع الأسعار.
بيئة مليئة بالتحديات
يقول الخبير موكيش ساهديف، المحلل في مركز ريستاد إنرجي، إنه «من المرجح أن يكون عدد البراميل الفعلية، التي تتدفق إلى السوق أعلى مما هو متفق عليه»، مضيفاً: إن هذا الأمر قد يعرقل استراتيجية الكارتل.
وعلاوة على ذلك تخطى العراق وكازاخستان الحصص المخصصة لهما خلال الربع الأول، بينما تجاوزت روسيا إنتاجها في أبريل.
ولم تتغير أسعار النفط إلا قليلاً منذ الاجتماع الأخير، الذي عقد في نوفمبر، لتبقى حول 80 دولاراً للبرميل.
ووسط تساؤلات تحيط بالطلب العالمي، يعتقد بعض المحللين أنه في العام 2025 قد يتم السماح تدريجياً بوصول مزيد من النفط إلى الأسواق. وتواصل أوبك التمسك بتوقعاتها للطلب للعام 2024، في حين أن وكالة الطاقة الدولية تبدو أقل تفاؤلاً بعدما عدلت تقديراتها تنازلياً.
وقالت إيبك أوكارديسكايا، محللة السوق في «سويسكوت بنك»، إنه وسط «تضخم أعلى من المتوسط وتباطؤ توقعات النمو العالمي، وعدم اليقين الذي يحيط بالمصارف المركزية، وارتفاع إنتاج النفط الأمريكي والتوترات في الشرق الأوسط، فإن الأجواء تبدو مليئة بالتحديات».