أعربت جماعات دولية عن قلقها بعد تأكيد أول حالة إصابة بشلل الأطفال والاشتباه في حالات أخرى في غزة.
تدعو جماعات الإغاثة والمنظمات الدولية إلى وقفة إنسانية في القتال في غزة للسماح بحملة تطعيم جماعية ضد شلل الأطفال.
تم تأكيد حالة واحدة من شلل الأطفال في غزة مع الاشتباه بحالات أخرى، وتم اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي في ست عينات في شهر يوليو.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأسبوع الماضي: “إنني أناشد جميع الأطراف تقديم ضمانات ملموسة على الفور لضمان توقف إنساني للحملة”.
وأضاف “دعونا نكون واضحين: إن اللقاح النهائي ضد شلل الأطفال هو السلام ووقف إطلاق النار الإنساني الفوري. ولكن في كل الأحوال فإن وقف إطلاق النار ضد شلل الأطفال أمر لا بد منه”.
وقالت منظمة الصحة العالمية واليونيسف في بيان مشترك يوم الجمعة إنهما تتوقعان إطلاق جولتين من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في نهاية أغسطس وسبتمبر.
وقالت الوكالات الدولية إن هناك حاجة لهدنة إنسانية مدتها سبعة أيام لتنفيذ الحملة.
وقال فرانسيس هيوز، مدير الاستجابة لقطاع غزة في منظمة كير الدولية، لوكالة أسوشيتد برس: “نحن نتوقع ونستعد لأسوأ سيناريو لانتشار مرض شلل الأطفال في الأسابيع أو الشهر المقبل”.
انخفاض تغطية التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة
لقد تم القضاء على شلل الأطفال في غزة منذ 25 عامًا، لكن تغطية اللقاح انخفضت منذ بدء الحرب قبل 10 أشهر.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن تغطية اللقاح المكون من جرعتين ضد شلل الأطفال انخفضت من 99% في عام 2022 إلى أقل من 90% في أوائل عام 2024.
ويعيش مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين في مخيمات تفتقر إلى المياه النظيفة أو وسائل التخلص السليم من مياه الصرف الصحي والقمامة.
شلل الأطفال مرض شديد العدوى وينتقل بشكل رئيسي عن طريق ملامسة البراز أو الماء أو الطعام الملوث. ويمكن أن يسبب صعوبة في التنفس وشللًا لا رجعة فيه، وعادة ما يحدث في الساقين. ويصيب الأطفال الصغار بشكل خاص وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الوفاة.
ولمنع انتشار المرض على نطاق واسع، من المقرر تسليم أكثر من 1.6 مليون جرعة فموية من لقاح شلل الأطفال إلى غزة، وتستعد جماعات الإغاثة لتطعيم أكثر من 600 ألف طفل في الأسابيع المقبلة.
وتشير تقديرات منظمة ميرسي كور الخيرية إلى أن نحو 50 ألف طفل ولدوا منذ بدء الحرب لم يتم تحصينهم ضد شلل الأطفال.
وقال المتحدث باسم اليونيسف عمار عمار يوم السبت “هذا أمر مثير للقلق للغاية”.
“من المستحيل إجراء التطعيم في منطقة حرب نشطة والبديل سيكون غير مقبول بالنسبة للأطفال في غزة والمنطقة بأكملها”.
ويتوقع عمال الإغاثة ارتفاع عدد الحالات المشتبه بها، ويخشون أن يكون من الصعب احتواء المرض دون تدخل عاجل.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن حوالي ثلث مستشفيات غزة البالغ عددها 36 مستشفى و40% من مرافق الرعاية الصحية الأولية تعمل فقط.
وتقول منظمة الصحة العالمية واليونيسيف إن حملة التطعيم ستتم في كل بلدية في غزة، بمساعدة 2700 عامل.