قامت القوات العسكرية الفرنسية بتسليم 120 طنا من المساعدات إلى جزيرة مايوت بعد أن ضرب إعصار تشيدو الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي يوم السبت مما تسبب في دمار واسع النطاق. ويأتي ذلك قبل يوم واحد فقط من وصول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المقرر إلى وزارة الخارجية الفرنسية يوم الخميس.
جلب أفراد عسكريون فرنسيون الطعام والماء إلى سكان جزيرة مايوت بينما تواصل الأراضي الفرنسية فيما وراء البحار التعامل مع آثار إعصار تشيدو. ويعد تشيدو أسوأ إعصار يضرب الجزيرة منذ 90 عاما، وجلب معه رياحا تجاوزت سرعتها 220 كيلومترا في الساعة عندما وصل إلى اليابسة يوم السبت.
تحتوي الشحنة على زجاجات مياه وأغذية معلبة ومستلزمات إسعافات أولية أساسية لتلبية بعض احتياجات الجزيرة الأكثر إلحاحًا في الأيام الأولى من التعافي.
ووزعت القوات الطعام والماء على ضحايا الإعصار، الذين نزحوا بسبب الرياح العاتية التي دمرت منازلهم.
وتقول السلطات الفرنسية إن توزيع 23 طنا من المياه بدأ يوم الأربعاء. لا يزال توفر مياه الشرب النظيفة يمثل مشكلة كبيرة لسكان جزيرة مايوت.
ووصفت السلطات الفرنسية الحدث المأساوي بأنه “كارثة ذات شدة استثنائية”، حيث مزق تشيدو الطرق وشبكات الاتصالات والكهرباء والممتلكات والبنية التحتية المدنية الأخرى في مايوت.
ولا يزال أكثر من ألف شخص في عداد المفقودين، ولا تزال عمليات البحث والإنقاذ مستمرة. وتقول السلطات إن العدد الرسمي للقتلى يبلغ حاليا 31 شخصا، لكن من المفترض بالفعل أن يكون هناك مئات القتلى.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو إن نحو 1500 شخص أصيبوا، أكثر من 200 منهم في حالة حرجة. لكن السلطات تقول إن نحو ثلث سكان الأرخبيل البالغ عددهم 300 ألف نسمة يعيشون في “وضع محفوف بالمخاطر”.
إن الممارسة الإسلامية المتمثلة في إجراء عمليات الدفن خلال 24 ساعة قد تعني أن عدد القتلى الحقيقي أعلى بكثير. يُدرج سجل سكان مايوت أن 95% من سكان الجزيرة هم من المسلمين السنة.
ويقول بعض الناجين وجماعات الإغاثة التي تساعد في جهود الإنقاذ إن رائحة الجثث المتحللة انتشرت في أجزاء من الجزيرة. وهذا، إلى جانب أكوام الركام التي لا نهاية لها من المباني المدمرة، يجعل من الصعب تحديد عدد القتلى.
ومن المقرر أن يصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى جزيرة مايوت يوم الخميس. وفي اجتماع طارئ يوم الاثنين، جمع ماكرون مسؤولين حكوميين رئيسيين حيث أعلن أن باريس ستحشد كل الإغاثة والموارد الطارئة للمساعدة في تعافي مايوت.
وتهدف زيارته إلى إظهار التضامن مع سكان الجزيرة المنكوبة. وقال الرئيس الفرنسي إن المزيد من المساعدات ستصل قريبا وأكد مجددا التزام باريس بتعافي جزيرة مايوت.