تناولت صحف عالمية تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، ورصدت معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة مع تراجع المساعدات إلى مستويات غير مسبوقة، إلى جانب تداعيات سقوط نظام بشار الأسد على النفوذ الروسي والواقع الاقتصادي والسياسي في سوريا.
وسلط تقرير لصحيفة فايننشال تايمز الضوء على المساعدات الإنسانية التي تقترب من أدنى مستوياتها في غزة، رغم التحذيرات الأميركية لإسرائيل.
وأوضح التقرير أن الفلسطينيين في القطاع يعانون نقصا حادا في الغذاء، مع تعرض الإمدادات للسرقة وهجمات الجيش الإسرائيلي التي تستهدف الفلسطينيين المكلفين بحراسة القوافل، وفق شهادات عاملين في المجال الإنساني.
وفي سوريا، عاد تقرير لموقع ميديا بارت الفرنسي إلى الاحتفالات التي شهدتها دمشق عقب فرار بشار الأسد، حيث أُقيمت أول “جمعة للحرية” وسط مشاعر متباينة جمعت بين الفرح بسقوط النظام وألم الفقد وعدم اليقين بشأن المستقبل.
وأشار التقرير إلى أن النظام السابق كان قد استخدم أسلوب زرع الخوف والكراهية بين الطوائف المختلفة من مسيحيين وعلويين ودروز وسنة وشيعة لإحكام قبضته على البلاد، رغم تاريخ طويل من التعايش بين هذه المكونات.
تمهيد للانسحاب
ورأت صحيفة نيويورك تايمز معتمدة على صور أقمار صناعية لتحليل التحركات الروسية في سوريا، أن موسكو تبدو كأنها تمهد لسحب معداتها العسكرية.
وأظهرت الصور تجهيز طائرات مصممة لنقل المعدات الثقيلة في قاعدة حميميم الجوية، بالإضافة إلى استعدادات لنقل وحدات دفاع جوي روسية من طراز “إس-400”.
في حين اعتبر الكاتب فريد زكريا في صحيفة واشنطن بوست أن سقوط النظام السوري كشف ضعف روسيا المتزايد، مؤكدا أن بشار الأسد كان عميلا ثمينا لبوتين، ومع ذلك عجزت موسكو عن إنقاذه.
وأضاف أن سوريا، التي كانت آخر دولة حليفة كبرى لروسيا في الشرق الأوسط، تعكس مدى هشاشة نفوذ موسكو، خاصة مع تدهور العلاقات في مناطق نفوذها التقليدية مثل أرمينيا، والضغوط المتزايدة على القوات الروسية في أفريقيا.
وفي لوبوان الفرنسية، ركز تقرير على صناعة المخدرات في سوريا في عهد الأسد، مشيرا إلى اكتشاف مصانع لإنتاج وتخزين مادة الكبتاغون في معاقل النظام السابق.
واعتبر التقرير أن اقتصاد النظام، الذي أضعفته العقوبات الدولية منذ عام 2011، اعتمد بشكل كبير على تجارة الكبتاغون، ومع سقوط النظام، أظهرت تسجيلات مصورة ومواقف أولية رغبة قوية في القضاء على هذه الصناعة في سوريا.