رغم الإمكانيات والقدرات التي يملكها جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنه يفشل استخباراتيا وتنجح فصائل المقاومة الفلسطينية في نصب الكمائن له في مختلف المناطق، وآخرها في غرب مخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وبثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مشاهد جديدة لكمين محكم استهدفت من خلاله شاحنة تقل عددا من جنود الاحتلال غرب مخيم جباليا في التاسع من الشهر الجاري.
وبحسب الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، فإن الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي يظهر من خلال عجز قوات الاحتلال الموجودة في منطقة جباليا في حماية الجنود الذين استهدفهم مقاتلو كتائب القسام.
فقد نجح مقاتلو القسام -يضيف العقيد الفلاحي- في عملية التسلل والوصول إلى منطقة وجود الجنود الإسرائيليين، ثم تنفيذ الكمين على عدة مراحل، ووصف العملية بأنها نوعية واستخدمت فيها الكثير من الأسلحة النوعية.
وفي تعليقه على كمين القسام في مخيم جباليا، أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي أن هناك عدة ملاحظات تستخلص منه، ومن ذلك تصوير جنود الاحتلال وهم يتنقلون، وتعقب هؤلاء الجنود إلى مناطق دقيقة وحساسة، وهذا يعني جمع معلومات استخبارتية دقيقة تفيدهم في وضع خطة الكمين.
مع العلم أن أحد المقاتلين قال في المشاهد التي بثتها كتائب القسام إنهم رصدوا فرقة من لواء غفعاتي تتمركز في المنطقة المستهدفة، بالإضافة إلى فصيلين من المدرعات والهندسة.
وأعاد العقيد الفلاحي التذكير بما قاله في تحليلات سابقة بأن الإمكانيات والقدرات التي تمتلكها فصائل المقاومة في حرب العصابات تجعلها تختلف عن الجيوش النظامية من حيث الحركة والتسلل والوصول إلى الهدف، بالإضافة إلى المتابعة والرصد.
ويملك جيش الاحتلال الإسرائيلي إمكانيات كبيرة ومنها طائرات مسيّرة تجوب السماء، ومراصد أرضية يمكن أن تقوم بعمليات رصد من مناطق بعيدة، بالإضافة أن القوات الموجودة في المنطقة تشمل فرقا كاملة، و3 ألوية هي: لواء غفعاتي، ولواء 401، ولواء كفير.
وكما يشير العقيد الفلاحي، فإن ما يؤكد فشل جيش الاحتلال الإسرائيلي من الناحية الاستخبارتية هو عجزه عن الوصول إلى المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة.
وعلى ضوء الاختلال في موازين القوة وما يجري على الأرض، فإن القوات الإسرائيلية قد تحولت إلى هدف ثابت لمقاتلي فصائل المقاومة الفلسطينية، كما يقول الخبير العسكري والإستراتيجي في تحليله للمشهد في قطاع غزة.