هذا بخصوص الاستطلاعات لكن هناك أيضاً النقد الأكاديمي، وخاصة من المؤرخين الإسرائيليين الذين يدعمون الرواية الفلسطينية بشكل أساسي، «المؤرخون الجدد». على حد تعبير المؤرخ الأمريكي من أصل فلسطيني «رشيد خالدي».
وبهذا المعنى فإن المؤلفات التي كتبها عدد من المؤرخين وعلماء الاجتماع الإسرائيليين ـ أفي شلايم، وإيلان بابيه، وتوم سيجيف، وبيني موريس، … وغيرهم ـ تندرج بالكامل ضمن هذا التقليد، ذلك أن ما يحاججون به هو الأسطورة القومية لدولة إسرائيل كما شكّلت الروايات الإسرائيلية عن تاريخ تلك الدولة. وتشكّل هذه الأسطورة أيضاً العمود الفقري للنسخة المقبولة من تاريخ الصراع كما يُـنظَر إليه في الغرب.
إن وصف التاريخ الإسرائيلي والأحداث الجارية بمصطلحات مثل التطهير العرقي، والإبادة الجماعية، والاحتلال، والقمع، وانتهاك حقوق الإنسان، والاستعمار أمر شائع في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية، كما يتضح من الهجمات الشاملة على المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية من قبل المنظمات ذات الميول اليمينية.
أنا لم أكن أعلم بوجود مثل هذه الانتقادات القاسية منتشرة على نطاق واسع في أي مكان آخر في العالم الغربي فما بالك بالداخل الإسرائيلي، عدا بالطبع نعوم تشومسكي. الذي أصبحتُ أعرف أنه لا يعزف منفرداً. بل هناك أوركسترا يهودية كاملة تغني ضد إسرائيل.