إن الانفعالات أثناء العمل أمر لا مفر منه، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن 26% من السكان البالغين قد يكونون أكثر عرضة للتوتر في العمل من غيرهم.
وجد الباحثون في جامعة أوساكا أن الأشخاص ذوي الحساسية العالية (HSPs) هم “أكثر عرضة” للتوتر وربما يتعرضون له بمستويات أعلى من زملائهم.
وقالوا إن هذا يظل صحيحًا حتى عند حساب الأشخاص الذين تلاعبوا بالتفاؤل مقابل المتشائمين.
لدى الأشخاص ذوي الحساسية العالية ما يسمى حساسية المعالجة الحسية، أو SPS، مما يعني أن لديهم حساسية عاطفية أعلى وتفاعل أعلى مع المحفزات الداخلية والخارجية مثل الألم والضوء والضوضاء.
أوضحت عالمة النفس إيلين آرون، التي صاغت هذا المصطلح، أن الأشخاص ذوي الحساسية المفرطة غالبًا ما “يتأثرون بسهولة بالمدخلات الحسية القوية” مثل الأضواء الساطعة، أو الروائح القوية، أو الأقمشة الخشنة، أو صفارات الإنذار. حساسون جدًا للألم. تشعر بعدم الارتياح مع الأصوات العالية. وتذهل بسهولة.
كما أنهم غالبًا ما يشعرون بالحاجة إلى تجنب وسائل الإعلام العنيفة، ويتأثرون بسهولة بمزاج الآخرين، ولديهم “حياة داخلية معقدة”، و”يتأثرون بشدة بالفنون أو الموسيقى”.
كل ذلك، وفقاً لدراسة جديدة نشرت في المجلة اليابانية لعلم النفس التطبيقي، يمكن أن يجعل مكان العمل بيئة أكثر إرهاقاً.
ومن خلال تحليل استجابات 270 عاملًا يابانيًا، وجدوا وجود علاقة بين الأشخاص ذوي الحساسية العالية والإدراك العالي للتوتر. وارتبطت هذه السمة أيضًا بإحساس أعلى بالعزلة.
وقال المؤلف الرئيسي توموهيرو إيوكو: “وجدت دراستنا أن الأشخاص ذوي الحساسية العالية في مكان العمل يميلون إلى الشعور بمزيد من التوتر، ويمكن تصنيف ما يقرب من 26% من البالغين العاملين على أنهم ذوي الحساسية العالية”. “هذا أمر مثير للدهشة لأنه يشير إلى أن جزءًا كبيرًا من القوى العاملة قد يعاني من مستويات أعلى من التوتر.”
ولكن هناك جانبًا إيجابيًا: فقد وجدوا أيضًا أن كونك شخصًا شديد الحساسية يرتبط بمزيد من التعاطف.
وأضاف إيشيرو واتامورا، كبير الباحثين: “تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أنه على الرغم من أن الأشخاص ذوي الحساسية العالية أكثر عرضة للإجهاد، فإن مستويات التعاطف العالية لديهم يمكن أن تكون رصيدا قيما للمؤسسات، لا سيما في الأدوار التي تتطلب مهارات قوية في التعامل مع الآخرين”.
يقول إيوكو: “من خلال فهم السمات الفريدة للأشخاص ذوي الحساسية العالية، يمكن للمؤسسات الصناعية تطوير بيئات أكثر شمولاً وداعمة”. “وهذا يمكن أن يحسن الاحتفاظ بالموظفين والرفاهية العامة في مكان العمل.”