أعلن الجيش الكوري الجنوبي، أن كوريا الشمالية أطلقت، أمس، صواريخ باليستية قصيرة المدى باتجاه بحر الشرق المعروف أيضاً باسم بحر اليابان، قبل ساعات قليلة من انطلاق الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقالت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية، في بيان، إنّ كوريا الشمالية أطلقت «عدداً من الصواريخ الباليستية القصيرة المدى، باتجاه المياه الواقعة قبالة الساحل الشرقي لشبه الجزيرة الكورية».
وأضافت أنه «تحسّباً لعمليات إطلاق جديدة، عزّزت قواتنا المسلحة مراقبتها ويقظتها»، مشيرة إلى أنها تتبادل المعلومات المتصلة بهذه التجربة مع كل من واشنطن وطوكيو.
وفي طوكيو، أكد رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، أن بلاده رصدت إطلاق كوريا الشمالية «صواريخ باليستية عدة»، لافتاً إلى أن هذه الصواريخ «سقطت على ما نعتقد خارج» المنطقة الاقتصادية الخالصة اليابانية.
وتأتي هذه التجربة غداة إجراء كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة، الأحد الماضي، مناورات جوية مشتركة، وذلك رداً على اختبار كوريا الشمالية صاروخاً بعيد المدى.
وجرت المناورات بعد ثلاثة أيام من إطلاق بيونغ يانغ صاروخاً باليستياً عابراً للقارات يعمل بالوقود الصلب.
وبحسب خبراء، فإن هذا الصاروخ هو من الأقوى والأبعد مدى في ترسانة بيونغ يانغ، وبإمكانه بلوغ البرّ الرئيس للولايات المتحدة.
ويُعتقد أن الصاروخ الكوري الشمالي العابر للقارات حلّق على ارتفاع أعلى ولمسافة أطول من أي صاروخ سابق، بحسب ما أعلنت كوريا الجنوبية واليابان اللتان تتبّعتاه في الوقت الحقيقي.
وكان هذا أول استعراض للقوة لكوريا الشمالية منذ اتهمها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينكسي ودول غربية بإرسال آلاف الجنود إلى روسيا.
وتأتي عملية الإطلاق أيضاً بعد ساعات فقط من مطالبة وزيرَي الدفاع الأميركي والكوري الجنوبي، بيونغ يانغ، بسحب قواتها من روسيا، حيث تقول واشنطن إن نحو 10 آلاف جندي نُشروا استعدادا للمشاركة في عمليات عسكرية ضد القوات الأوكرانية التي تخوض حرباً مع الجيش الروسي منذ العام 2022.
وأجرت كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة الأحد مناورة جوية مشتركة شملت قاذفة قنابل استراتيجية رداً على إطلاق الصاروخ الباليستي العابر للقارات.
وشاركت في التدريبات قاذفات القنابل الأميركية «B-1B» ومقاتلات «F-15K وKF-16» الكورية الجنوبية، إضافة إلى مقاتلات يابانية من طراز «F-2».
وتثير المناورات العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية غضب بيونغ يانغ التي تعتبرها تدريبات لغزو مستقبلي لأراضيها.
من جهتها، اعتبرت كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، أن المناورات ليست «إلا توضيحاً جديداً للطبيعة العدوانية الأكثر خطورة للعدو تجاه جمهوريتنا»، على حد قولها.
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الكورية الشمالية، أمس، أكدت كيم يو جونغ، أن المناورات هي «الدليل القاطع على صحة وضرورة وجود خط تطوير القوة النووية الذي اخترناه ووضعه قيد التنفيذ».
وحذرت من أن أي «إخلال بتوازن القوى بين المتنافسين في شبه الجزيرة الكورية وفي المنطقة يعني حرباً».