استعرض المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، جمال بن حويرب، محطات حياة المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، مؤكداً أن إنجازاته لاتزال تلهم الأجيال الحالية، وستظل ملهمة كذلك للأجيال المقبلة.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي نظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات والتاريخ، أخيراً، بعنوان «راشد بن سعيد.. دروس في القيادة الحكيمة»، بحضور نخبة من الشخصيات الإماراتية والعربية وجمهور من أصدقاء المركز.
وقال بن حويرب في بداية المحاضرة التي أدارها الشاعر والإعلامي حسين درويش، «إن الجذور التاريخية لنهضة دبي بدأت ملامحها قبل تولي المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، الحكم، إذ بدأت السياسات الاقتصادية الحديثة في عام 1894 في عهد جده الشيخ مكتوم بن حشر بن مكتوم الأول».
وأضاف: «ولد المغفور له الشيخ راشد بن سعيد عام 1912 – وقيل قبل ذلك – في بيت كريم بين والد حكيم ووالدة كريمة وحكيمة، الشيخة حصة بنت المر. ونشأ في بيئة ترسخ القيم النبيلة والشجاعة، وكان مولعاً بالطبيعة والفروسية، وأظهر اهتماماً بالأدب والشعر، خاصة شعر المتنبي. والتحق بالمدرسة الأحمدية في ديرة، التي كانت بداية التعليم النظامي في دبي».
وتابع: «كان المغفور له الشيخ راشد ملازماً لمجالس والده، حيث تعلم فنون الحكم وإدارة الإمارة بحكمة، فقد كان يزور الأسواق ويتابع حركة التجارة بنفسه، ما أكسبه شهرة وثقة المجتمع، وهذه الخبرات جعلته مؤهلاً لإدارة شؤون الإمارة».
وأشار بن حويرب إلى أنه في عام 1937 ساعد المغفور له الشيخ راشد والده في إبرام اتفاقية مع البريطانيين للسماح للطائرات البريطانية بالهبوط في دبي، إذ هبطت أول طائرة برمائية في خور دبي، وأسهم ذلك في تحويل دبي إلى مركز للطيران في الشرق الأوسط، كما عمل الشيخ راشد على مواجهة التحديات الاقتصادية، لاسيما تراجع تجارة اللؤلؤ نتيجة ظهور اللؤلؤ الصناعي.
واستطرد المحاضر: «في 10 سبتمبر 1958، توفي الشيخ سعيد بن مكتوم، وتولى الشيخ راشد حكم دبي رسمياً التي كان يديرها قبل ذلك بـ10 سنوات. وفي بداية فترة حكمه، بدأ المغفور له الشيخ راشد بإطلاق مشاريع كبيرة، مثل حفر خور دبي، الذي ساعد في تعزيز مكانة دبي مركزاً تجارياً إقليمياً، كما عمل على تعزيز العلاقات الدولية، لاسيما مع بريطانيا. واستمر في تنفيذ مشاريع عمرانية كبرى، وشق الطرق وإنشاء الدوائر الحديثة وتنفيذ البنية التحتية على أعلى المستويات العالمية وغيرها من المشاريع الكبيرة في وقتها».
وعدد بن حويرب بعض خصال الشيخ راشد، ومنها: الحكمة في إدارة الموارد، والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة، والتركيز على التعليم والتنمية البشرية، وتعزيز العلاقات الدولية، والتكيّف مع التغيّرات الاقتصادية، وتمكين الجيل القادم، والتواصل مع الشعب.
واختتم بن حويرب محاضرته: «ترك المغفور له الشيخ راشد إرثاً عظيماً من القيادة الحكيمة والتخطيط الاستراتيجي. كانت رؤيته أساساً لتحول دبي إلى مركز عالمي للتجارة والاستثمار، ولاتزال إنجازاته تلهم الأجيال».
رؤية بعيدة المدى
قال جمال بن حويرب: إن «الشيخ راشد كانت لديه رؤية بعيدة المدى لدبي، خاصة في مجال الطيران، إذ خصص-رحمه الله- أرضاً شمال دبي لإنشاء مطار آل مكتوم في الخمسينات، وهي خطوة كانت تعكس فهمه لأهمية البنية التحتية في دعم التطور، ودعم التجارة والاستثمار، حيث تبنى سياسة حماية أموال المستثمرين وحرية التجارة».
وأضاف: «كان من أبرز قرارات الشيخ راشد السماح بتملك الخليجيين العقارات، ما جعل دبي وجهة جذابة للتجار»، مشيراً إلى دور الشيخ راشد المحوري في تأسيس دولة الإمارات، حيث كان مؤمناً بأن الاتحاد هو السبيل لتحقيق التنمية والاستقرار.
. 1912 ولد الشيخ راشد في بيت كريم بين والد حكيم ووالدة كريمة.