يشجّع «تحدي دبي للياقة» المشاركين على التفكير في الفوائد الشاملة للالتزام بممارسة التمارين الرياضية لمدة 30 دقيقة يومياً لمدة 30 يوماً، ويعود التحدي في دورته الثامنة يوم السبت 26 أكتوبر، حيث يُلهم الناس من جميع الأعمار والقدرات لممارسة الرياضة، ويُحفز عقولهم أيضاً من خلال تحدي عزيمتهم، ورفع مستوى تركيزهم، وسط بيئة صحية وحياة اجتماعية مثالية.
ومن السهل ملاحظة دور التمارين الرياضية المنتظمة في تحسين اللياقة البدنية، والتي لها أيضاً فوائد عديدة للصحة النفسية من خلال الالتزام بزيادة النشاط البدني، وعند الشعور بالسعادة والراحة النفسية نتيجة لممارسة الرياضة، ستلاحظ أيضاً تحسناً إيجابياً في نظرتك للحياة، ما يعطيك دافعاً قوياً للاستمرار في ممارسة التمارين بانتظام.
تناغم بين العقل والجسد
وفقاً لكتاب «تشريح القلق» للكاتبة إلين فورا، الحاصلة على شهادة الدكتوراه في الطب، فإن صحتنا الجسدية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمشاعرنا، فيما المحافظة على صحة الجسم تعتبر مفتاحاً مهماً لتحقيق الصحة النفسية. وأثبتت الدراسات مراراً أن النشاط البدني يحسن المزاج العام للأفراد من جميع الأعمار، والخبر السار هو أن أي تمرين بسيط، مثل المشي لمدة 30 دقيقة، يمكن أن يكون له تأثير إيجابي ملحوظ.
ويسهم الالتزام بالتمرين اليومي في تعزيز ثقة المرء بنفسه قبل أن يبدأ به، حيث يعتبر وقوداً رائعاً لتحسين الحالة النفسية.
وما يبعث على التفاؤل هو أن التمرين الرياضي لا يتطلب دائماً جهداً كبيراً ليكون له تأثير. فقد أظهرت الدراسات أن التركيز على وظائف الجسم أثناء ممارسة أنشطة مثل التنفس العميق أو التأمل يمكن أن يحسن تدفق الدم ويُرخي العضلات، ما يساعد على الوصول إلى حالة من الاسترخاء، ويُعزز الصحة النفسية.
العلم يفسر الفوائد
عاش الكثيرون ذلك الشعور الرائع بعد الجري أو الخروج من حصة رياضية وهم مشحونون بطاقة الإندورفين المعروف باسم هرمون السعادة، لكن ما الأسس العلمية التي تفسر هذا التأثير السحري الذي نطلق عليه الحركة؟
ممارسة الرياضة بانتظام تؤثر بشكل إيجابي في الصحة النفسية للإنسان من خلال تعزيز أداء المحور الوطائي – النخامي – الكظري (HPA)، وهو نظام يتكون من الوطاء والغدة النخامية والغدتين الكظريتين، وله دور أساسي في تنظيم تفاعل الجسم مع الضغوط النفسية والحالة المزاجية، ووظائف المناعة، والهضم، وتوازن الطاقة، ودورة النوم والاستيقاظ.
ويساعد التمرين البدني الجسم على التعامل مع التوتر بشكل أكثر فاعلية، ويقلل من فرط نشاط المحور الوطائي – النخامي – الكظري، وبمعنى آخر، تسهم التمارين الرياضية بتدريب هذا المحور ليعمل بشكل أكثر كفاءة، ما يساعد على إدارة التوتر بشكل أفضل، ويعزز الصحة العامة.
بلسم لتهدئة التوتر
تساعد ممارسة التمارين البدنية على تدريب أجسامنا للتكيف مع التحديات التي تحدث في حالات التوتر أو القلق، وجعلها أكثر قدرة على التعامل مع الأعراض الجسدية المرتبطة بالمشاعر. وتسهم التمارين المنتظمة التي ترفع معدل ضربات القلب في تخفيف القلق عن طريق جعل الجسم أقل استجابة للمواقف المسببة للتوتر. ويمكن للأشخاص الذين يعانون القلق تحسين قدرتهم على التعامل مع مشاعر الخوف، مثل تسارع ضربات القلب، من خلال ممارسة الرياضة بانتظام.
تعزيز للياقة وفرصة للتواصل
عند ممارسة التمارين مع صديق، تكون الأجواء تفاعلية، وتعزز الالتزام للاستمرار بها، وتحقق أيضاً فوائد أخرى. وتشير الأبحاث إلى أن ممارسة النشاط الرياضي مع شخص آخر يمكن أن يعزز من تقدير الذات. وليس المقصود هنا التمارين المعقدة، فالأنشطة الرياضية البسيطة مثل ثني الذراعين يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي. وأظهرت دراسة أن التمارين الجماعية المتناسقة تعزز مشاعر التواصل الاجتماعي، وتقوي الروابط بين الناس، ما يزيد من شعورهم بالسعادة، وهذا يفسر لماذا يسعى البشر من مختلف الثقافات منذ زمن بعيد إلى مشاركة التجارب من خلال الاحتفالات الجماعية، والأنشطة الحركية، والمناسبات المتنوعة.
تحسين الصحة والرفاهية
تعمل المشاعر الإيجابية المكتسبة من ممارسة التمارين الرياضية بمثابة قوة دفع قوية لمواصلة روتين اللياقة البدنية الجديد باستمرار، حيث يؤدي تحسن المزاج إلى نظرة أكثر تفاؤلاً وثقة أكبر بالنفس، والذي بدوره يخلق سلسلة من المشاعر المحفزة.
ومع قرب انطلاق «تحدي دبي للياقة»، يبدو هذا هو الوقت المناسب لتبني أسلوب حياة صحي، حيث تتحول دبي إلى ساحة لياقة بدنية على مدار أيام التحدي الـ30. ويمكن للجميع، بغض النظر عن أعمارهم وقدراتهم، اكتشاف الآلاف من الأنشطة الممتعة المجانية في قرى اللياقة البدنية، والمراكز والفعاليات المجتمعية، وينطلق التحدي خلال الفترة من السبت 26 أكتوبر إلى الأحد 24 نوفمبر، وهي فرصة مثالية لممارسة تمارين تعزز السعادة لمدة 30 دقيقة يومياً على مدار 30 يوماً.
ويتضمن «تحدي دبي للياقة» مجموعة متنوعة من الأنشطة المجانية، منها كرة السلة، والسباحة، وركوب الدراجات، والحصص التدريبية، إضافة إلى قرى اللياقة البدنية الثلاث، والمراكز المجتمعية، والدروس المجانية. كما يشمل التحدي فعاليات كبرى، مثل تحدي دبي للدراجات الهوائية برعاية «دي بي ورلد»، وتحدي التجديف على الألواح – وقوفاً برعاية هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وتحدي دبي للجري برعاية ماي دبي، وغيرها الكثير. وتعزز كل هذه الفعاليات والأنشطة مستوى السعادة والثقة بالنفس، وتقوي الروابط المجتمعية.
ومع مجموعة متنوعة من الأنشطة المخصصة للهواة والكثير من الدعم، سيجد المشاركون طرقاً ممتعة وبسيطة للقيام بتمارين رياضية. كل حركة لها أهميتها، سواء كانت جلسة يوغا هادئة في الحديقة، أو نزهة على الشاطئ، أو الأنشطة الخاصة بالأعمال المنزلية، أو صعود السلالم في المكتب، أو المشي في أرجاء المدينة.
ويسهم تحدي 30 x 30 في تحسين مستوى اللياقة البدنية، ويتيح للمشاركين فرصة التواصل وتعزيز الروابط الاجتماعية ضمن أجواء مليئة بالدعم والتحفيز. ويمكن للراغبين في المشاركة التسجيل الآن عبر www.dubaifitnesschallenge.com لبدء رحلة نحو مستقبل أكثر صحة ووعياً.
مبادرة
«تحدي دبي للياقة» هو مبادرة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، تم إطلاقها لدعم رؤية سموه في جعل دبي واحدة من أكثر المدن نشاطاً في العالم. ويساعد «تحدي دبي للياقة» في دورته الثامنة الجميع على اتخاذ أولى الخطوات على سبيل الارتقاء بمستوى صحتهم البدنية من خلال أجندة مليئة بالفعاليات والأنشطة المتنوعة على مدار 30 يوماً، بما في ذلك «تحدي دبي للجري»، و«تحدي دبي للدراجات الهوائية»، إضافة إلى سباق «تحدي التجديف على الألواح – وقوفاً».
منصة لاستشارات الصحة النفسية
تسهم التمارين الرياضية المنتظمة التي يشجع عليها «تحدي دبي للياقة»، من خلال ممارسة 30 دقيقة من النشاط البدني يومياً لمدة 30 يوماً، في تخفيف التوتر والشعور بالراحة بشكل كبير، ما يسهم في خلق مجتمع أكثر سعادة وحيوية. وبمناسبة شهر التوعية بالصحة النفسية، يستعرض سكوت أرمسترونغ، خبير الصحة النفسية ومؤسس منصة «mentl space»، وهي منصة مختصة في استشارات الصحة النفسية، كيف يدعم «تحدي دبي للياقة» الصحة النفسية.
. يتضمن «تحدي دبي للياقة» مجموعة متنوعة من الأنشطة المجانية، منها كرة السلة، والسباحة، وركوب الدراجات، إضافة إلى قرى اللياقة البدنية الثلاث، والمراكز المجتمعية، والدروس.