تواصلت الإدانات وعلى أعلى المستويات لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي وإغلاقها مكتب قناة الجزيرة في مدينة رام الله بالضفة الغربية.
وأدان الرئيس الأيرلندي مايكل هيغينز إغلاق إسرائيل لمكتب الجزيرة في رام الله ووصفه بالأمر الشائن.
وقال هيغينز ردا على سؤال للجزيرة، إن رفض إسرائيل مواصلة قناة الجزيرة لعملها، يحمل دلالات كبيرة.
من جانبه، أعرب ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء إغلاق مكتب الجزيرة في رام الله.
وأضاف في تصريحات خاصة للجزيرة أن ما حدث هو مثال أوسع لما يحدث حول العالم من مضايقات للصحفيين. واعتبر إغلاق مكتب الجزيرة برام الله مثالا على تقييد عمل الصحفيين خلال الحرب.
هجوم على حرية الصحافة
بدوره، أعرب الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجي -في مقابلة مع الجزيرة- من بروكسل، أن الحكومة الإسرائيلية تسعى لإسكات كل الأصوات التي تقدم ما يخالف روايتها للأحداث.
ووصف بيلانجي إغلاق سلطات الاحتلال لمكتب الجزيرة في رام الله، بأنه هجوم على حرية الصحافة. وعبر عن مساندة الاتحاد “للزملاء في الجزيرة إزاء محاولات منعهم”.
أما نادي الصحافة في واشنطن فاعتبر هجوم الجيش الإسرائيلي على مكتب الجزيرة في رام الله عملًا عسكريًا عدوانيًا.
وقال إن التقارير المستقلة للجزيرة هي من المصادر القليلة الموثوقة بشأن ما يحدث في المنطقة، وأكد على أنه لا بد من السماح بفتح مكتب الجزيرة في رام الله وتمكين الصحفيين من مواصلة عملهم.
وشدد النادي على أن تمزيق الجيش الإسرائيلي صورة مراسلة الجزيرة الشهيدة شيرين أبو عاقلة كان عملا عدوانيا غير ضروري.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إن الجيش الإسرائيلي لم يجب عن أسئلة بشأن السماح لصحفيي الجزيرة بمواصلة التغطية في الضفة الغربية، بعد قرار إغلاق مكتب الشبكة برام الله.
اقتحام مسلح
وكانت قوة مدججة بالسلاح من الجيش الإسرائيلي اقتحمت فجر أمس الأحد مكتب قناة الجزيرة في رام الله وأعلنت إغلاقه لمدة 45 يوما دون توضيح الأسباب.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن مصدر أمني أن الجنود الإسرائيليين استخدموا متفجرات لاقتحام مدخل المبنى، وأكد المصدر معاينة أضرار واسعة خارج وداخل المبنى.
وصادرت القوات المقتحمة كل الأجهزة والوثائق مع قرار عسكري بالإغلاق بموجب قانون الطوارئ، ومنعت طاقم الجزيرة برام الله والزميلين وليد العمري وجيفارا البديري من العمل وأوقفت البث.
ودفع الجيش الإسرائيلي بشاحنات لمصادرة ونقل أجهزة التصوير والبث والوثائق من مكتب الجزيرة رغم عدم نص الأمر العسكري على مصادرتها.
وجاءت المداهمة بعد 4 أشهر من إغلاق سلطات الاحتلال مكتب القناة في القدس المحتلة.
شبكة #الجزيرة تستنكر اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمكتبها في رام الله وتتعهد بمواصلة التغطية pic.twitter.com/bmL9uy4bjg
— قناة الجزيرة (@AJArabic) September 22, 2024
بيان الجزيرة
ونددت شبكة الجزيرة بإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، على اقتحام وإغلاق مكتبها في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وأكدت أن هذه الإجراءات القمعية تهدف لمنع العالم من مشاهدة حقيقة الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والحرب على غزة.
ووصفت الشبكة -في بيان لها- اقتحام مكتبها بالعمل الإجرامي، وقالت إن قمع إسرائيل المستمر للصحافة الحرة يهدف لإخفاء أفعالها في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.
وفنّد البيان الادعاءات الباطلة التي قدمتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتبرير هذه المداهمة غير القانونية، وحمّلت حكومة بنيامين نتنياهو مسؤولية سلامة صحفيي الشبكة، وتعهدت باتخاذ الخطوات القانونية لحماية حقوقها وحقوق العاملين معها.
كما تعهدت الجزيرة بمواصلة التغطية ونقل الحقيقة بمهنية وموضوعية حتى في ظل هذه الإجراءات الإسرائيلية الرامية لإسكاتها.
مواقف منددة
وعقب الاقتحام توالت ردود الفعل المنددة بالاعتداء الإسرائيلي الجديد على الجزيرة.
فقد قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن هذه الخطوة تشكل انتهاكًا صارخًا لحرية الصحافة وقمعًا للحريات، وتأتي تتويجًا للحرب المعلنة ضد الصحفيين وتستهدف إخفاء الحقيقة.
كما نددت حركة الجهاد الإسلامي بإغلاق مكتب الجزيرة، وقالت إنه إجراء انتقامي من دورها المهني في فضح جرائم الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
بدورها، رأت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في التحرك الإسرائيلي محاولة يائسة لإسكات الأصوات الحرة التي تسعى لفضح جرائم الاحتلال.
وفي إطار ردود الفعل أيضا، نددت منظمة “مراسلون بلا حدود”، في بيان لها، بما وصفته تحامل إسرائيل على قناة الجزيرة بعد اقتحام جنود إسرائيليين مكتبها برام الله وإغلاقه.
كما عبّرت لجنة حماية الصحفيين عن قلقها إزاء اقتحام الجيش الإسرائيلي وإغلاقه مكتب قناة الجزيرة في رام الله، وأكدت أن الجزيرة تعرضت لعدد كبير من الهجمات طوال الحرب في غزة.
وقالت لجنة حماية الصحفيين في نيويورك إن فرض إسرائيل رقابة على قناة الجزيرة يقوّض حق الجمهور في المعلومات بشأن الحرب.
كذلك عبّر المعهد الدولي للصحافة عن قلقه العميق إزاء مداهمة إسرائيل وإغلاقها القسري لمكتب الجزيرة، ودعا سلطات الاحتلال لاحترام حرية الصحافة والسماح للإعلام بالتغطية بحرية في إسرائيل والضفة وغزة.
وفي السياق، علّقت المقررة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي في منشور لها عن إغلاق مكتب الجزيرة بأنه “لا يسمح بوجود شهود” على انتهاكات إسرائيل.
كما قال المدير السابق لمنظمة هيومن رايتس ووتش، كينيث روث، إن الجزيرة كانت أحد أهم مصادر المعلومات خلال الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، مؤكدا أنه تم إغلاق مكتب الشبكة في رام الله لأنها كشفت القمع الإسرائيلي والفصل العنصري بالضفة المحتلة.
وفي مقابلة مع الجزيرة، قالت كورتني رادسيتش، المحامية السابقة باللجنة الدولية لحماية الصحفيين، إن إغلاق المؤسسات الإعلامية انتهاك لحرية الصحافة، مؤكدة أنه لا يوجد أي مبرر لإغلاق مكتب الجزيرة في رام الله.
أما رابطة الصحافة الأجنبية الإسرائيلية فعبّرت عن انزعاجها بشدة من إغلاق مكتب قناة الجزيرة في الضفة، بحسب ما نقلته عنها صحيفة واشنطن بوست الأميركية.