اتفق محللان وخبيران بالشأن الفلسطيني على أن إقدام الاحتلال الإسرائيلي على إغلاق مكتب الجزيرة في رام الله هدفه إسكات صوت الجزيرة، تمهيدا لضم الضفة الغربية، وإنهاء اتفاق أوسلو.
حيث قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي إن إغلاق الاحتلال الإسرائيلي مكتب قناة الجزيرة في رام الله بالضفة الغربية يؤكد خوفه من الرواية الفلسطينية، ومن الدور الذي تقوم به الجزيرة في فضح وتعرية الجرائم الإسرائيلية والإبادة الجماعية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين، وفي إظهار الحقيقة.
ووصف الإجراء الإسرائيلي بأنه عمل من أعمال قمع حرية الرأي والتعبير، مذكّرا في هذا السياق باغتيال الاحتلال لمراسلي الجزيرة مثل شيرين أبو عاقلة وإسماعيل الغول وعائلة وائل الدحدوح، لافتا لسقوط 174 من الصحفيين الفلسطينيين شهداء في قطاع غزة، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 120 منهم، فيما لا يزال نحو 55 يتعرضون للتعذيب في سجون الاحتلال.
وأشار البرغوثي، في حديث لبرنامج “غزة.. ماذا بعد؟ إلى أن إسرائيل منعت كل الصحفيين الأجانب وما زالت من الدخول إلى قطاع غزة، مما يؤكد -حسب المتحدث- أن الاحتلال يستهدف كل صوت حر يحاول أن ينقل الحقيقة عن ما يجري في فلسطين.
ولفت إلى أنه هو شخصيا من منح الترخيص لقناة الجزيرة عندما كان وزيرا للإعلام في حكومة الوحدة الفلسطينية، واعتبر أن الاقتحام الإسرائيلي للقناة القطرية في قلب رام الله، مقر السلطة الفلسطينية يبعث برسالتين: الأولى أنه لم تعد هناك سلطة، والثانية أن اتفاق أوسلو قد انتهى.
وفي هذا السياق، طالب البرغوثي السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وأن تطالب العالم لفرض عقوبات على دولة الاحتلال.
ومن جهته، وصف الدكتور حسن خريشة، نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني إغلاق مكتب الجزيرة في رام الله، بأنه “جريمة مركبة” ضد وسائل الإعلام، وتحديدا ضد قناة الجزيرة، واستغرب من كون الاحتلال قام بالإغلاق، رغم أن السلطة الوطنية الفلسطينية هي من أعطت الترخيص للجزيرة.
وقال إن الاحتلال يريد من خلال إغلاق مكتب الجزيرة منع وصول الحقيقة بالصوت والصورة إلى العالم بشأن معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، ولفت إلى أن الاحتلال استهدف الجزيرة عام 2021 عندما هدم البرج الذي كان يتواجد فيه مكتبها في غزة.
وبحسب خريشة، فإن رسالة الاحتلال الإسرائيلي من وراء إغلاق مكتب الجزيرة واضحة، وهي أن الحاكم الفعلي للضفة الغربية هو الحاكم العسكري الإسرائيلي، وأن الاحتلال لم يعد يعترف بالسلطة الفلسطينية ولا بسيادتها على المناطق الفلسطينية، “وهي رسالة واضحة لكل من لا يزال يتمسك بوهم تحقيق تسويات مع الاحتلال”.
توقيت القرار الإسرائيلي
وشدد الخريشة على أن الجزيرة هي جزء أساسي من معركة الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وأنها كانت تنقل كل جلسات المجلس التشريعي الفلسطيني، داعيا السلطة الفلسطينية إلى إدانة القرار الإسرائيلي بإغلاق مكتب الجزيرة في رام الله، وأن ترفع قضايا في المحاكم الدولية، وتنقل القضية للمنظمات الحقوقية الدولية، كما دعا نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني السلطة الفلسطينية إلى التحرر من اتفاق أوسلو.
وبشأن توقيت إغلاق مكتب الجزيرة، قال إن له دلالات كثيرة، منها محاولة الاحتلال استعادة احتلال الضفة الغربية.
واتفق البرغوثي مع هذا الرأي، وقال إن ذلك كله يأتي في سياق التمهيد للمشروع الإسرائيلي بالضم والتهويد، وقال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحلم بعودة مرشح الجمهوريين دونالد ترامب للبيت الأبيص، لأنه وعده بضم الضفة.