في 12 يونيو 2014، قام مسلحون فلسطينيون بخطف ثلاثة مستوطنين إسرائيليين وقتلهم قرب مدينة الخليل، فدفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزاته إلى المدينة الأكبر في الضفة الغربية، وكانت شرارة الأحداث، إذ بدأ بعملية عسكرية واسعة، وتدحرجت على إثرها كرة النار بسرعة في بقية مدن الضفة، لتنتهي الأحداث أخيراً بحرب طاحنة على قطاع غزة.
وفي خضم الاجتياح الواسعة لجنين وطولكرم وطوباس وعدد من القرى شمالي الضفة، كانت ماكينة الإعلام الإسرائيلية تبث أخباراً تحريضية عن الخليل جنوباً، بعد توالي الهجمات الفلسطينية فيها (غوش عتصيون، كرمي تسور، وحاجز ترقوميا) والتي قتل خلالها ثلاثة جنود إسرائيليين، وأصيب 10 مستوطنين بجروح. المصادر الإسرائيلية ألمحت إلى أن العديد من المسلحين الفلسطينيين يتواجدون حالياً في الخليل، ويتخذون من البلدة القديمة مكاناً لانطلاق عملياتهم ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين جنوب الضفة.
«ما بعد جنين وطولكرم، هنالك خلايا مسلحة ومنظمة تعمل في الخليل ويجب اجتثاثها»، هكذا عبر قادة عسكريون إسرائيليون عن مخاوفهم من الوضع في المدينة، مشيرين إلى أن هذه المجموعات تعمل بنفس قوة وكفاءة مجموعات شمال الضفة، ما قد يسرّع «وفق مراقبين» من اجتياح واسع للخليل.
وفي ظل العمليات المستمرة على جنين وطولكرم، ألمح قادة إسرائيليون إلى إمكانية استنساخ عملياتهم أو تكرارها في مدن فلسطينية أخرى، من بينها نابلس وأريحا، وأخطرها الخليل، وفق الإعلام الإسرائيلي، وهذا ما عزز إمكانية أن تكون المدينة هي الهدف المقبل.
حسب مصادر فلسطينية، ففي الأيام الأخيرة قتل ثلاثة شبان في الخليل، وهم: محمـد مرقة، زهدي أبو عفيفة، ومهند العسود منفذ عملية ترقوميا، ومن هنا يرجح مراقبون أن يكون الجيش الإسرائيلي يعد لاجتياح واسع للمدينة، وأن ما جرى أخيراً في بلدات ترقوميا وإذنا ودورا والظاهرية، ما هو إلا «بروفة» لاجتياحات أخرى.
وفي خضم الأحداث المتسارعة، والاحتجاجات الإسرائيلية الداخلية، يرجح مراقبون أن يسعى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو لتجميد تلك التظاهرات الغاضبة في الشارع من خلال توسيع رقعة الاجتياح في الضفة، تحت ذريعة تصفية المجموعات المسلحة.