رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرضوخ لضغوط داخلية وخارجية متزايدة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، متعهداً مواصلة القتال لتحقيق أهداف الحرب التي تقترب من إتمام شهرها الحادي عشر.
وجاء موقف نتانياهو في أعقاب احتجاجات شعبية شهدتها إسرائيل منذ الأحد، ورافقها إضراب عام، بعد إعلان الجيش العثور على جثث ستة من الأسرى في جنوب غزة.
ورأت المتخصصة بالشأن الإسرائيلي في مجموعة الأزمات الدولية ميراف زونزين بأن المواقف الأخيرة لنتانياهو تجعل الاتفاق بشأن غزة بعيد المنال. وأوضحت أن رئيس الوزراء «قال عملياً إن استراتيجيته هي أنه لن يوقف الحرب أو يقدم أي تنازل يعتبره وجودياً، إلى أن تستسلم حماس. وهو أعلن عملياً أنه لن يتم إبرام اتفاق».
وأشارت إلى أن نتانياهو «يريد احتلال غزة إلى أجل غير مسمى». واعتبرت أنه «في ما يتعلّق بصفقة الأسرى، يواجه (نتانياهو) معارضة هائلة، لكن لا يوجد أحد على الساحة السياسية قادر على تحدّيه».
ورأت صحيفة «هآرتس» أن نتانياهو «يريد قبل أي شيء حماية موقعه السياسي. هو يعمل لحماية ائتلافه الذي قد ينهار في حال أبرِم اتفاق بشأن غزة».
مقتل 33 شخصاً
في الأثناء، لقي العديد من الفلسطينيين حتفهم خلال قتال في غزة أمس، في وقت قالت إسرائيل إن ثمانية من أعضاء «حماس» – بينهم قيادي – قتلوا في هجوم على مرفق في القطاع. وذكرت وزارة الصحة في غزة أن 33 شخصاً قتلوا وأصيب 67 آخرون في القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن المرفق التابع لـ«حماس» الذي هاجموه في مدينة غزة كان يقع بالقرب من المستشفى الأهلي. وأضاف إن قائد حماس الذي قتل كان متورطاً في الهجوم الكبير على إسرائيل في 7 أكتوبر.
وأوضح أنه يدعى أحمد فوزي ناصر محمد وادية وكان هبط باستخدام الطيران الشراعي في غلاف غزة خلال هجوم 7 أكتوبر.
تطعيم شلل الأطفال
بموازاة الحرب، قالت منظمة الصحة العالمية إن حملة التطعيم ضد شلل الأطفال «المعقدة للغاية» في غزة وصلت بالفعل إلى أكثر من ربع الأطفال المستهدفين في جميع أنحاء القطاع خلال اليومين الأولين من إطلاقها.
وقال الدكتور ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إن أكثر من 161 ألف طفل تم تطعيمهم من أصل 640 ألف طفل مستهدف، حيث بدأت المرحلة الأولى في وسط غزة.