رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، دعوات لتخفيف موقفه من بقاء قوات إسرائيلية في محور فيلادلفيا (صلاح الدين) في جنوب قطاع غزة لإتاحة المجال لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار قائلاً إن من الضروري لإسرائيل السيطرة على شريان حياة رئيسي لحركة (حماس).
يتمدد قطاع غزة على مساحة تبلغ 365 كم مربع (طوله 41 كم وعرضه يتراوح بين 6 و12 كم)، ويعد أحد أكثر مناطق العالم كثافة سكانياً حيث قدر عدد سكانه بنحو (2.142 مليون نسمة)، وسط منطقة ملتهبة بتوترات جيوسياسية كبيرة، وحروب تشنها إسرائيل بين حين وآخر، آخرها هذه الحرب التي توشك أن تكمل عامها الأول.
تمتد حدود قطاع غزة مع إسرائيل بطول 51 كم، ومع مصر بطول 11 كم بالقرب من مدينة رفح فيما يعرف بـ”محور فلادلفيا”، ويتصل بهما عبر سلسلة من المعابر الحدودية التي تلعب دوراً أساسياً في حركة الأفراد والبضائع، حيث تمثل هذه المعابر نقاط التماس بين غزة والعالم الخارجي، وتجسد شريان حياة لسكان القطاع. ورغم المحاولات الدولية والمحلية لتحسين وضعها، تبقى المعابر محوراً أساسياً في الصراع والتحديات اليومية التي يواجهها سكان غزة.
معبر رفح
يقع في جنوب قطاع غزة على الحدود المصرية الفلسطينية، ويُعتبر المعبر البري الوحيد الذي يربط غزة بمصر. ومنذ سيطرة حركة “حماس” على القطاع في يونيو 2007، أغلق المعبر إلى حد كبير باستثناء حالات محدودة.
كان المعبر في السابق، يعمل بكامل طاقته بعد تدمير مطار ياسر عرفات الدولي في نهاية 2001، والذي كان المطار الوحيد الذي يتيح للفلسطينيين السفر جواً. ورغم الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاقية المعابر في 2005، التي هدفت إلى تحسين حركة البضائع والأفراد، لا يزال المعبر يواجه تحديات كبيرة.
معبر بيت حانون (إيريز)
يقع شمالي قطاع غزة وتسيطر عليه إسرائيل، ويعد معبر بيت حانون البوابة الوحيدة التي تمكن سكان غزة من الوصول إلى إسرائيل أو الضفة الغربية مباشرةً. ومنذ سيطرة “حماس”، فرضت إسرائيل إغلاقاً شبه كامل على المعبر، ولا يُسمح بالعبور إلا لموظفي المؤسسات الأجنبية وبعض الشخصيات المهمة والتجار، إضافة إلى الحالات الصحية التي تحصل على التصاريح اللازمة.
ويشهد العابرون إجراءات أمنية مشددة، وفحص أمنياً دقيقاً ومسافة سير على الأقدام تصل إلى كيلومتر واحد. يعد المعبر أيضاً نقطة دخول الصحف والمطبوعات والإرساليات الأخرى إلى القطاع.
معبر المنطار (كارني)
يقع شرق مدينة غزة وتسيطر عليه إسرائيل، وهو من أبرز المعابر التجارية بين القطاع وإسرائيل. كان قبل سيطرة “حماس” على القطاع من أهم معابر البضائع، حيث كان معداً لاستيعاب نحو 220 شاحنة يومياً، لكنه شهد إغلاقاً تاماً أمام عمليات التصدير، بعد سيطرة “حماس” على القطاع. ويخضع لرقابة مشددة، حيث يتم تفتيش البضائع من قبل طرف فلسطيني ثم تقوم شركة إسرائيلية متخصصة بالتفتيش مرة أخرى.
معبر العودة (صوفا)
يقع شرق مدينة رفح وتسيطر عليه إسرائيل، ويُخصص معبر العودة بشكل رئيسي لاستيراد مواد البناء. ومع ذلك، يشهد إغلاقاً مستمراً، ما يؤثر في القدرة على استيراد المواد الأساسية اللازمة لإعادة بناء القطاع.
معبر الشجاعية (ناحال عوز)
يقع في حي الشجاعية شرق مدينة غزة وتسيطر عليه إسرائيل، ويُستخدم بشكل أساسي لعبور الوقود إلى القطاع عبر أنابيب مخصصة لهذا الغرض. رغم أهميته في تزويد القطاع بالطاقة، يغلق المعبر معظم الوقت، ما أسهم دائماً في تفاقم أزمة الطاقة في غزة.
معبر كرم أبو سالم (كيرم شالوم)
يقع في رفح عند نقطة الحدود المصرية الفلسطينية الإسرائيلية، ويُخصص للحركة التجارية بين القطاع وإسرائيل. يُستخدم المعبر كذلك بديلاً لمعبر رفح في بعض الأحيان، ما يجعله نقطة حيوية للتجارة في غزة.
معبر القرارة (كيسوفيم)
يقع شرق خان يونس ودير البلح، ويُخصص للتحرك العسكري الإسرائيلي، حيث تدخل منه الدبابات والقطع العسكرية خلال عمليات الاجتياح. ويعد نقطة تماس مهمة في الأزمات العسكرية، ويعكس الواقع الأمني المعقد في المنطقة.