يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضغوطاً كبيرة، ودعوات للإضراب في إسرائيل، للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح ما بقي من الأسرى في قطاع غزة، بعد مرور نحو 11 شهراً على اندلاع الحرب، وبعد أن قالت إسرائيل إنها استعادت جثث ستة أسرى من نفق جنوبي القطاع، وهو ما أثار احتجاجات، بسبب الفشل في إنقاذهم أحياء.
وأعلن الجيش الإسرائيلي انتشال الجثث من نفق في مدينة رفح الجنوبية تزامناً مع بدء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال في القطاع المدمر، وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال، دانيال هاغاري، أن الجيش نقل جثث الأسرى الستة إلى إسرائيل.
وقال متحدث باسم وزارة الصحة الإسرائيلية، إن الفحص الجنائي حدد أنهم «قُتلوا على يد حماس بعدد من الرصاصات من مسافة قريبة» قبل ما يتراوح بين 48 و72 ساعة، لكن حركة حماس قالت إنهم قتلوا في قصف إسرائيلي، وحملت إسرائيل وأمريكا المسؤولية. وقال مسؤولون في الحركة، إن إسرائيل برفضها التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار هي المسؤولة عن سقوط القتلى.
إضراب عام
في الأثناء دعا رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي «الهستدروت»، أرنون بار دافيد، إلى إضراب عام، اليوم الاثنين، للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادة الأسرى، وقال إن مطار بن غوريون سيُغلق بدءاً من الثامنة صباحاً. وأضاف دافيد «التوصل إلى اتفاق أهم من أي شيء آخر».
كما دعا وزير الدفاع، يوآف غالانت، الذي اختلف مراراً مع نتانياهو، إلى التوصل لاتفاق. وحث زعيم المعارضة، يائير لابيد، الذي تولى رئاسة الحكومة سابقاً، الإسرائيليين على الانضمام إلى تظاهرة في تل أبيب.
وقال زعيم المعارضة، يائير لابيد: «لقد كانوا على قيد الحياة، وقرر نتانياهو وحكومة الموت عدم إنقاذهم. لا يزال هناك أسرى على قيد الحياة، ولا يزال بإمكاننا التوصل إلى اتفاق».
وفي القدس أغلق محتجون طرقاً، وتظاهروا أمام مقر إقامة نتانياهو، كما اصطف محتجون على جانبي بعض الطرق تعبيراً عن حزنهم لمقتل الأسرى الستة. وأعلنت الخدمات البلدية في تل أبيب، وأنحاء أخرى تنظيم إضراب لنصف يوم تضامناً مع الأسرى وأسرهم، فيما أعلنت شبكات مطاعم ودور سينما إغلاق أبوابها «دعماً» لعائلات الأسرى.
تأخير التوقيع
وطالب «منتدى عائلات الأسرى» نتانياهو بتحمل المسؤولية، وتوضيح ما الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق.
وقال في بيان: «أدى التأخير في التوقيع على الاتفاق إلى موتهم، وموت العديد من الأسرى الآخرين».
وتجمع أقارب الأسرى مع مئات من المؤيدين لهم أمام المبنى، الذي كان ينعقد فيه مجلس الوزراء في القدس.
وحضوا الحكومة وهم يحملون الصافرات والطبول على تقديم تنازلات للتوصل إلى اتفاق.
وقال إيال كالديرون قريب الأسير الفرنسي- الإسرائيلي، عوفر كالديرون: «أوقفوا قتل الأسرى بأفعالكم وقراراتكم (…) إنهم في الأنفاق، وعليكم توقيع الاتفاق، يجب أن نوقف هذه الحرب». وأضاف لاحقاً: «إنهم يسمعوننا لكن لديهم انشغالات أخرى سياسية، يريدون الاحتفاظ بمناصبهم».
قصف مستمر
في الأثناء واصلت القوات الإسرائيلية حربها، وقصفت أنحاء عدة من غزة، حيث استهدف الجيش الإسرائيلي ما قال إنه مركز قيادة تابع لـ«حماس» في مدرسة تحولت مركز إيواء بمدينة غزة. وقال مسعفون فلسطينيون إنهم انتشلوا حتى الآن جثث أربعة قتلى جراء ضربة أصيب فيها كثيرون آخرون.
وفي خان يونس قال مسعفون، إن غارة جوية إسرائيلية أدت إلى مقتل فلسطينيين اثنين، وإصابة 10 آخرين.