لقي عشرات الفلسطينيين حتفهم أمس، في اليوم الـ 330 للحرب المتواصلة على قطاع غزة، مع انطلاق حملة مزمعة للتطعيم ضد شلل الأطفال.
وقالت سلطات الصحة في قطاع غزة، أمس، إن ما لا يقل عن 48 شخصاً لقوا حتفهم في هجمات إسرائيلية على القطاع، فيما وقعت اشتباكات في مناطق وسط القطاع وجنوبه.
ويخوض مقاتلون فلسطينيون قتالاً ضد القوات الإسرائيلية في حي الزيتون بشمالي غزة، حيث تنفذ الدبابات عمليات منذ أيام وفي رفح. وقال مسعفون في مخيم النصيرات: إن هجمات إسرائيلية أخرى أدت إلى مقتل 19 على الأقل، بينهم تسعة من عائلة واحدة. وأضاف المسعفون أن أكثر من 30 آخرين لقوا حتفهم، في سلسلة هجمات في مناطق أخرى من غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إنه يواصل عملياته في وسط القطاع وجنوبه. وذكر أن قواته قتلت مسلحين، وفككت بنى تحتية عسكرية في مدينة غزة، كما عثرت على أسلحة، وقتلت مسلحين في تل السلطان غربي رفح. وعادت عائلات إلى مناطقها في خان يونس بجنوبي القطاع، بعدما أنهى الجيش هجوماً استمر 22 يوماً. وأظهر مقطع مصور مناطق واسعة سويت بالأرض، وأبنية وبنى تحتية مدمَرة.
إلى ذلك، قالت منظمة أنيرا للإغاثة الإنسانية، ومقرها الولايات المتحدة، إن ضربة جوية إسرائيلية على قافلة مساعدات تحمل الغذاء والوقود إلى مستشفى في غزة، أسفرت عن مقتل أربعة فلسطينيين، الخميس، بينما زعمت إسرائيل أنهم «مسلحون»، وهو ما نفته المنظمة.
حملة التطعيم
ومن المنتظر أن تبدأ الأمم المتحدة في تطعيم نحو 640 ألف طفل من شلل الأطفال، في مناطق محددة من القطاع، في حملة تعتمد على توقف القتال لثماني ساعات يومياً. ويستعد أكثر من ألفي عامل في القطاعين الطبي والمجتمعي، لبدء حملة التطعيم.
وبدأ أطباء في تطعيم بعض الأطفال في مستشفى ناصر، في تحرك رمزي، قبل انطلاق الحملة الرسمية. وتأتي الحملة عقب تأكيد صدر الأسبوع الماضي، مفاده أن طفلاً أصيب بشلل جزئي بسبب فيروس شلل الأطفال من السلالة 2، وهي أول حالة من نوعها في القطاع منذ 25 عاماً.
وقال يوسف أبو الريش وكيل وزير الصحة في غزة: إن فرق التطعيم ستحاول الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المناطق، لكنه ذكر أن الوقف الشامل لإطلاق النار، فقط هو ما قد يضمن الوصول إلى ما يكفي من الأطفال.
وأضاف لصحافيين في مستشفى ناصر في مدينة خان يونس جنوبي القطاع: «إن هذه الحملة، إن أراد المجتمع الدولي أن يكتب لها النجاح (فيجب أن يدعو إلى وقف إطلاق النار).. والكل يعلم أن هذا الفيروس لا يقف عند حدود، ويمكن أن يصل إلى كل مكان».