أكدت هيئة الصحة في دبي، أن إمارة دبي أصبحت إحدى الوجهات العالمية المهمة في التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، وبينت أن هذه المكانة المتقدمة، التي تحققت استندت إلى مجموعة من المقومات، من بينها التطور الهائل والسريع الذي يشهده القطاع الصحي في الإمارة، وخاصة في جانب الممارسات المهنية وتوفر التخصصات الدقيقة، والبنية التحتية والتقنية والحلول الذكية، فضلاً عن مجموعة المنشآت الطبية الحكومية والخاصة الرائدة، التي يزخر بها القطاع الصحي.
تقدم
وبينت الدكتورة حنان عبيد مدير إدارة السياسات والمعايير الصحية، في هيئة الصحة بدبي، أن تضافر جميع جهود الجهات الصحية المعنية في الدولة، وفي مقدمتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أسهم كثيراً في التقدم الكبير في هذا المجال، ولا سيما مع وجود البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة»، إضافة لحزمة التشريعات والضوابط التي تميزت بها الإمارات، والتي أسست لمناخ صحي آمن ومحفز، سواء على مستوى التبرع أو زراعة الأعضاء البشرية.
وأشارت إلى أن القطاع الصحي في دبي على وجه التحديد، نجح خلال السنوات القليلة الماضية في إجراء عمليات زراعة أعضاء بالغة التعقيد والدقة، وشمل ذلك زراعة «الكلى والكبد»، التي قامت بها مجموعة من المستشفيات الحكومية والخاصة، والمتمثلة في مستشفيات: دبي، والجليلة التخصصي للأطفال، وميديكلينك، وكينغز كوليدج لندن في دبي.
وقالت: في ضوء ذلك تعمل هيئة الصحة بدبي بشكل متواصل على تطوير معايير وبروتوكولات التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية، وفق ما هو معتمد في دولة الإمارات، وما هو معمول به عالمياً، وضمن أعلى الممارسات والأصول المهنية المتعارف عليها.
وأشارت إلى أن الهيئة سبق وأن أطلقت مشروع «المعايير الصحية لتنظيم خدمات التبرع وزراعة الأعضاء في إمارة دبي»، بالتعاون مع الشبكة المتحدة للتبرع بالأعضاء «UNOS»، ويتضمن المشروع حزمة من المعايير الصحية التنظيمية، التي وضعتها الهيئة في إطار جهودها المستمرة لتطوير مجالات الخدمات الصحية، وضمن النظام الصحي المتكامل القائم على تعزيز الجودة وسلامة المرضى، وفي ضوء تطوير ونمو القطاع الصحي في إمارة دبي.
وذكرت أن المعايير أوجدت الأطر المطلوبة لتنظيم الخدمات الصحية المقدمة في مجالات زراعة: الكبد، والبنكرياس، وزراعة القلب، والرئة، والزراعة الترميمية للأطراف والأنسجة الوعائية، والتبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية «المتبرع الحي».
وتحرص الهيئة على تشجيع مجموعة المستشفيات والمراكز الطبية الرائدة في دبي، للتوسع في عمليات زراعة الأعضاء، وتعمل الهيئة على توفير كل ما يدعم هذا التوجه. وما يعزز مكانة دبي وتقدمها في هذا المجال.
ولفتت إلى أن الهيئة تواصل حملاتها التوعوية والتثقيفية، التي تقوم بها من أجل تنمية الوعي المجتمعي بقيمة وأهمية التبرع بالأعضاء، سواء من الناحية الإنسانية أو الصحية.
جهود
من جانبه، قال الدكتور زياد الريس، رئيس الرعاية الفائقة في دبي الصحية: «تلعب دبي الصحية دوراً فاعلاً في الجهود الوطنية التي ترفع مستويات الوعي بأهمية التبرع بالأعضاء، وتسهّل إجراءات التبرع للمتبرعين وعائلاتهم، وذلك من خلال مبادراتها وبرامجها الإنسانية وحملاتها التوعوية المتنوعة، وعبر نظامها الصحي، الذي تتكامل فيه محاور الرعاية والتعلم والاكتشاف والعطاء، بما من شأنه إنقاذ الأرواح والارتقاء بالصحة والسلامة العامة وتحسين جودة الحياة وتعزيز التكاتف المجتمعي».
وأوضح الدكتور زياد الريس أن مستشفى راشد قام بتمكين أكثر من 50 أسرة من أسر المتبرعين المتوفين من التبرع بالأعضاء، ومن خلال هذا العمل الإنساني تم زراعة أكثر من 180 عضواً لإنقاذ حياة مرضى الفشل العضوي في دولة وخارجها.