الأضواء الساطعة، خطر كبير؟
تشير دراسة جديدة إلى أن الأشخاص الذين يتعرضون للضوء الساطع بين الساعة 12:30 ظهراً والساعة 6 صباحاً يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، بغض النظر عن مقدار الضوء الذي يتعرضون له خلال النهار.
وقال أندرو فيليبس، كبير الباحثين في الدراسة، والأستاذ المشارك في جامعة فليندرز في أستراليا، في بيان: “وجدنا أن التعرض للضوء الساطع في الليل مرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني”.
اعتمدت النتائج، التي نشرت هذا الشهر في مجلة لانسيت للصحة الإقليمية – أوروبا، على بيانات من 85000 مشارك في الدراسة. تم ارتداء مستشعر المعصم لمدة أسبوع واحد، لمراقبة تعرضهم للضوء طوال اليوم.
جمع الباحثون 13 مليون ساعة من معلومات مستشعر الضوء وتتبعوا المشاركين لمدة تسع سنوات لمراقبة ما إذا كانوا قد أصيبوا بمرض السكري من النوع الثاني أم لا.
مرض السكري من النوع 2 هو حالة مزمنة تحدث عندما لا ينتج جسمك ما يكفي من الأنسولين أو لا يستخدم الأنسولين بشكل جيد. تعتبر السمنة وسوء التغذية وقلة النشاط من عوامل الخطر الرئيسية.
وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإن أكثر من 38 مليون أمريكي يعانون من مرض السكري (حوالي 1 من كل 10) – حوالي 90٪ إلى 95٪ منهم يعانون من مرض السكري من النوع الثاني. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم بشكل كبير في السنوات القادمة.
وفيما يتعلق بالضوء، أوضح الباحثون أن التعرض ليلا يمكن أن يعطل الساعة البيولوجية للجسم على مدار 24 ساعة، مما يؤدي إلى تغيرات في إفراز الأنسولين واستقلاب الجلوكوز.
وقال فيليبس: “التغيرات في إفراز الأنسولين واستقلاب الجلوكوز الناجمة عن اختلال إيقاعات الساعة البيولوجية تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم مستويات السكر في الدم، مما قد يؤدي في النهاية إلى تطور مرض السكري من النوع الثاني”.
تعكس هذه النتائج دليلاً على وجود صلة بين سوء نوعية النوم وتطور مرض السكري من النوع الثاني.
ومع الأخذ في الاعتبار عوامل أخرى، بما في ذلك أنماط النوم والنظام الغذائي والصحة العقلية، وجد الباحثون أن التعرض للضوء أكثر في الليل لا يزال مؤشرا قويا لمرض السكري.
وقال فيليبس: “أظهرت النتائج أن التعرض لضوء أكثر سطوعا في الليل يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض السكري، مع وجود علاقة تعتمد على الجرعة بين التعرض للضوء والمخاطر”.
على الجانب المشرق، تشير هذه النتائج إلى أن تقليل التعرض للضوء في المساء والحفاظ على بيئة مظلمة يمكن أن يكون وسيلة رخيصة وسهلة لمنع أو تأخير تطور مرض السكري، حتى بالنسبة لأولئك الذين هم في خطر كبير.