أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن روسيا تراقب عن كثب التصريحات الغربية بشأن الضربات في عمق أراضيها، محذراً الغرب وممثلي دول «الناتو» من «اللعب» مع روسيا، في حين اتهمت كييف موسكو بمحاولة تخريب مؤتمر سويسرا للسلام.

وقال في تصريحات صحافية في ظل الحديث عن السماح لكييف بضرب روسيا: «يجب على ممثلي دول الناتو، وبخاصة في أوروبا، أن يفهموا بماذا يلعبون».

وقال إنه ستكون هناك «عواقب خطيرة» إذا أعطت الدول الغربية موافقتها لأوكرانيا على استخدام أسلحتها في ضربات على الأراضي الروسية. وقال «في أوروبا، وبخاصة في الدول الصغيرة، يجب أن يكونوا مدركين لما يقومون به. يجب أن يتذكروا أنهم دول ذات أراض صغيرة مع كثافة سكانية عالية. يجب أن يأخذوا ذلك في الاعتبار قبل الحديث عن ضرب الأراضي الروسية في العمق».

وأشار بوتين إلى أنه قال علناً قبل ستة أشهر: «إنه إذا استمروا في ضرب المناطق السكنية فستضطر روسيا إلى إنشاء منطقة أمنية». وأوضح «على خلفية تصريحات الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ بشأن الهجمات على روسيا نؤكد أنه لا يمكن استخدام الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى دون بيانات استخباراتية فضائية».

وجدد وزير الخارجية البولندي أمس، القول إن بلاده لا تستبعد إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا، وإنها «يجب أن تبقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حالة ترقب بشأن ما إذا كان سيتم اتخاذ مثل هذا القرار على الإطلاق».

المرتزقة

وقال بوتين: «إن روسيا تعلم بوجود مرتزقة غربيين في أوكرانيا، وإن مدربين عسكريين يوجدون هناك تحت ستارهم»، مضيفاً: «نسمع على الهواء خطاباً باللغة الإنجليزية، ثم الفرنسية، والبولندية. نحن نعلم أنهم هناك». وأشار إلى أن المرتزقة الفرنسيين موجودون في أوكرانيا منذ وقت طويل، وإن ظهور الجيش النظامي هناك سيكون خطوة أخرى نحو اندلاع صراع عالمي.

وشدد بوتين على أن على أوكرانيا إجراء انتخابات رئاسية بعد انتهاء فترة ولاية الرئيس فولوديمير زيلينسكي البالغة خمس سنوات، وقال: إن السلطة الشرعية الوحيدة في أوكرانيا الآن هي للبرلمان، الذي يجب أن يتولى رئيسه السلطة في البلاد.

وقال بوتين إن بلاده لم تنسحب أبداً من محادثات السلام مع أوكرانيا، وإنها مستعدة لاستئنافها، وأضاف: إن أوكرانيا هي التي انسحبت من عملية التفاوض.

مؤتمر عبثي

إلى ذلك ندد الكرملين بمؤتمر السلام الأوكراني المقرر عقده في سويسرا الشهر المقبل على اعتباره «عبثياً» نظراً إلى أن روسيا غير مدعوة لحضوره. وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لقناة «آر تي» الرسمية «المؤتمر من وجهة نظرنا ميؤوس منه تماماً لجهة إيجاد طرق لحل النزاع بشأن أوكرانيا»، مضيفاً: إن «الحديث بجديّة عن هذه المسائل من من دون مشاركة بلادنا هو أمر عبثي».

من جانبه اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بوتين بمحاولة «إفشال» مؤتمر سويسرا، وقال خلال زيارة إلى بروكسل «بوتين خائف جداً من قمة السلام» مضيفاً «لقد حاول إفشال هذه القمة، وهو يواصل القيام بذلك».

والتقى زيلينسكي في مطار ميلسبروك العسكري في ستينوكيرزيل، شمال شرق بروكسل، رئيس الوزراء ووزير الدفاع البلجيكيين ألكسندر دي كرو ولوديفين ديدوندر والتقوا الطيارين والمدربين والموظفين الفنيين البلجيكيين لطائرات إف- 16، حيث التزمت بلجيكا بتسليم 30 طائرة مقاتلة من طراز إف-16 بحلول 2028.

شاركها.