شهد اليوم الثاني من مؤتمر ومعرض «جيتكس جلوبال»، بحضور معالي عمر سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد؛ انطلاق النسخة الأولى من «المؤتمر العالمي لرؤساء التكنولوجيا»، أكبر تجمع لمهندسي ومبتكري التكنولوجيا هذا العام.

وألقى معاليه كلمة رئيسية بهذه المناسبة أشاد فيها بجهود القائمين على معرض «جيتكس» و«المؤتمر العالمي لرؤساء التكنولوجيا»، ووصف الحدث بكونه منصة تجمع أفضل وألمع العقول، كما تعزز تبادل الخبرات بين الشركات الناشئة والأفراد والعلماء من جميع أنحاء العالم لصياغة مستقبل التكنولوجيا.

ويجمع هذا الحدث الفريد، ألمع العقول والحكومات ذات الرؤية الاستشرافية والشركات الأكثر تطوراً في العالم لإعادة رسم ملامح اقتصاد الذكاء الاصطناعي وصياغة مستقبل الثورة التكنولوجية التي يشهدها الكوكب.

المدن الذكية: المستقبل هو الآن

تبنت أكثر من 50% من المدن الذكية تقنية الذكاء الاصطناعي المدعومة بشبكة الجيل الخامس G5، مما أثمر عن إمكانات اتصال أسرع وأكثر موثوقية للأجهزة المتصلة، لكن هذه الرؤية تواجه العديد من التحديات مثل المخاطر الخفية للأمن السيبراني، والمخاوف المتعلقة بخصوصية البيانات والتي تهدد كل خطوة نقوم بها، فيما تعرقل قضايا التشغيل البيني وتيرة التقدم.

وكان هناك جلسة حوارية رفيعة المستوى حول مستقبل المدن الذكية تناولت موضوع «تحويل حلم الحياد الكربوني إلى حقيقة: إزالة الكربون من المدن بحلول عام 2050». وشارك في الجلسة كل من كريس وان، المدير المساعد للاستدامة والمسؤولية الاجتماعية للشركات في مدينة مصدر؛ وجوردي فاكير، الأمين العام للرابطة العالمية للمدن الكبرى؛ والدكتور ناصر السعيدي، رئيس مجلس صناعات الطاقة النظيفة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ وتوماس ديباس، العضو المنتدب ورئيس قسم الشراكات في وزارة الخارجية الأمريكية.

وتناولت الجلسة الدوافع الحرجة لتحقيق أهداف الحياد الكربوني في أسرع وقت ممكن، مستشهدة بعوامل عديدة مثل النمو السكاني. وشدد المتحدثون على المهمة المضنية للاستثمار في التنمية الحضرية المستدامة مع استكشاف الحلول المحتملة، بما في ذلك الإلغاء التدريجي لدعم الوقود الأحفوري لإعادة توجيه الموارد نحو أهداف الحياد المناخي، وفرض ضريبة للكربون، وجذب تمويل القطاع الخاص للاستثمار في مشاريع التحول بمجال الطاقة.

مستقبل قطاع التنقل

ومع استمرار طرح تجارب السيارات ذاتية القيادة في مختلف دول العالم، ومن بينها دولة الإمارات، بدأ يتجلى تأثير آلية التنقل الجديدة على الحياة المجتمعية. وتعنى شركة سيارات التاكسي الروبوت «بوني. إيه آي» (Pony.ai)، البالغة قيمتها 8.5 مليارات دولار، والتي تمولها شركة تويوتا العملاقة، بتصميم المركبات ذاتية القيادة مع توزع نشاطها في وادي السليكون، وبكين، وقوانغتشو.

وفي معرض حديثه خلال «جيتكس جلوبال»، قال المؤسس المشارك والمدير المالي لشركة «بوني. إيه آي»، الدكتور ليو وانغ، إنه يرى إمكانية كبيرة للتوسع نحو منطقة الشرق الأوسط. فلطالما وفرت هذه المنطقة بيئة أعمال مواتية، وأبدت استعداداً لتبني أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي يشجع إطلاق المشاريع المبتكرة.

وقال في هذا الصدد: «في ضوء القائمة المتنوعة التي يوفرها «جيتكس جلوبال» من رواد التكنولوجيا العالميين كجهات عارضة، يتيح المعرض طيفاً واسعاً من التكنولوجيا المتطورة لعلامات السيارات الروبوت للمساعدة في تشكيل منظومات صناعية واسعة النطاق».

ومع تصاعد حدة المنافسة في القطاع الناشئ لتكنولوجيا القيادة الذاتية، أعرب الدكتور وانغ عن ترحيبه بالموضوع، حيث قال: «لطالما كانت المنافسة موضع ترحيب كبير بالنسبة لنا باعتبار أن التكنولوجيا وإمكانات السوق تتطور بسرعة مذهلة. مما يجعل أي شركة لا ترغب بأن تكون اللاعب الوحيد في هذا المجال؛ وإنما تطمح للعمل وسط بيئة متنوعة بحيث نتمكن جميعاً من التقدم معاً».

شاركها.