تعد الإماراتية فاطمة الحلامي من النماذج الملهمة للشباب في مجال التغير المناخي، إذ تعمل مفاوِضة في فريق مؤتمر الأطراف (كوب 28) وممثلة لدولة الإمارات في موضوعي «التمكين من أجل المناخ» و«التحول العادل في الطاقة». واستعداداً للمؤتمر يكمن دور فاطمة في بناء العلاقات الدولية، والعمل مع المفاوضين من دول العالم والمنظمات الدولية لتبادل المعرفة والخبرات، والمشاركة في جلسات التفاوض الدولية والإقليمية للبحث عن توافق بين مختلف الدول والأطراف حول السياسات والإجراءات الملموسة للتصدي لتغير المناخ لتطوير السياسات والاتفاقيات، مع الأخذ في الاعتبار توازن المصالح المختلفة.
وأكدت فاطمة في مستهل حوارها مع «الإمارات اليوم»، أن «المرأة ليست مجرد إضافة، بل عنصر أساسي يمنح الحياة نسمة جديدة من التفوق والإبداع»، معربة في يوم المرأة الإماراتية عن امتنانها العميق لكل امرأة أو فتاة تسعى إلى تحقيق أحلامها وتجاوز العقبات، إذ إن إصرارها وإبداعها يشكّلان إضافة قيمة للمجتمع، ترتقي بمكانة الإمارات عالمياً.
وقالت إن «دور المرأة ليس مقيداً بجدران محددة، بل هو متسع لا يعرف الحدود، فانطلقي وكوني الفارق، فأنت جزء لا يتجزأ من مستقبل مشرق ومجتمع متقدم. تحية لك، يا امرأة الإمارات، شامخة وملهمة، ودامت إنجازاتك تزين سماء الإمارات بأجمل النجوم».
وجاء اختيار شعار «نتشارك للغد» ليوم المرأة الإماراتية 2023، لإشراك جميع فئات المجتمع في تحقيق هذه الرؤية، وتأكيداً لدور المرأة في تعزيز ثقافة الاستدامة بين أفراد المجتمع. وأضافت فاطمة: «تلعب المرأة دوراً مهماً في تعزيز ثقافة الاستدامة بين أفراد المجتمع، من خلال تأثيرها في الأسرة والمجتمعات، فهي غالباً ما تكون المسؤولة عن توجيه وتربية أجيال المستقبل، وبالتالي تستطيع توجيه اهتمامها نحو ممارسات تعزز وعي أفراد الأسرة بأهمية حماية البيئة والاقتصاديات المستدامة».
وتابعت: «تستطيع المرأة تقديم نماذج إيجابية من خلال تبني أسلوب حياة مستدام وعمليات استهلاك مسؤولة، وإضافة إلى ذلك يمكنها تشجيع العادات المستدامة داخل المنزل».
وأكملت: «تلعب المرأة الإماراتية دوراً حيوياً في تحقيق عملية الاستدامة على مختلف الصعد. ففي مجال التعليم، تسهم في نقل القيم والمعرفة المتعلقة بالاستدامة إلى الأجيال الصاعدة، من خلال دورها كأم ومعلمة. وعلى صعيد الاقتصاد، تشارك بفعالية في تطوير الاقتصاد المستدام من خلال الابتكار وريادة الأعمال، إذ تشجع على المشاركة في مجالات متعددة مثل العلوم والتكنولوجيا والطاقة المتجددة، ما يدعم تطوير حلول مبتكرة لتحديات الاستدامة ويساهم في تنويع مصادر الدخل وتعزيز الاستقرار المالي».أما في مجال حماية البيئة، فتلعب المرأة، حسب فاطمة: «دوراً مهماً في تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة والاستدامة، سواء من خلال تبني أسلوب حياة صديق للبيئة أو المشاركة في حملات توعية بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية».
باحثة في الاستدامة
تعد فاطمة الحلامي باحثة في مجال الطاقة والتنمية المستدامة، وبدأت مسيرتها في دراسة البكالوريوس في علوم الهندسة الكيميائية، وأكملت الدراسات العليا في مجال الدبلوماسية والشؤون الدولية بمرتبة الشرف الأولى، وانضمت للعديد من البرامج التنفيذية لتطوير مهاراتها التقنية، ومنها فن التفاوض والقيادة من كلية الحقوق في جامعة «هارفرد»، وبرنامج الريادة من أجل الاستدامة في جامعة «ستانفورد». وتعمل حالياً مفاوِضة في مجال التغير المناخي في مكتب المبعوث الخاص للتغير المناخي لدولة الإمارات.