حياة اليوم فيها صعاب ومشاق، وفيها صدامات وحوادث وضغوط نفسية واقتصادية وعملية، بسببها ظهرت جملة من الأمراض العضوية الجسدية وغير الجسدية، مثل ارتفاع الضغط والسكري، والجلطات على مختلف أنواعها، وأمراض أخرى.

والجميع يكاد يتفق على أن هناك أمراضاً تسمى أمراض العصر ويقصدون بها ظهور أمراض في زمننا الراهن لم تكن معروفة فيما سبق من الأزمان، بمعنى أنها أمراض حديثة، وقائمة هذه الأمراض طويلة ومتعارف عليها في الحقل الطبي.

لتجنب مخاطر هذه الأمراض يجب أن نغذي أنفسنا بالتفاؤل، والبسمة، وسعة البال والصدر، بمعنى يجب أن ندرب أنفسنا على تجنب الموترات والمنغصات، وعدم التفكير السلبي، يجب أن نرى الحياة بتفاؤل كبير، ونحوّل الضغوط وزحام الفكر وضيق الوقت إلى سعة في القلب والعقل، هذه العملية ليست سهلة لا في أعمالنا ولا في منازلنا ولا حتى في أثناء سيرنا في الشارع، حيث تلفحنا مشاهدات مثيرة للأعصاب لأناس يخالفون أنظمة السير فيعتدون على حقوقنا بقوة الفوضى التي تحيط بعقولهم، ومع مثل هذه المشاهد على قلتها إلا أنها قد تسبب خصاماً وألفاظاً متبادلة جارحة خارجة عن الذوق العام، فتزيد التوتر وفوران الدم في الجسد.

نحن فعلاً بحاجة للمهادنة مع أنفسنا ومع ذواتنا أولاً ثم مع محيطنا ومجتمعنا. إذا حققنا هذه الخطوة وهي خطوة كبيرة، فسنجد السلام مهما كانت الضغوط التي تعترينا أو تتلبسنا.

يقال إن الإنسان هو من يختار السعادة أو الشقاء، وذلك بطريقة التفكير وبطريقة تعامله مع المحبطات أو الموترات التي تغطي حياتنا جميعنا.

وهذا ما ذهب له الشاعر والعالم الإنجليزي جون ميلتون، عندما قال: «في داخل كل فرد منا هناك فردوس وجحيم. اختر الفردوس، وتحرر من الندم والشعور بالذنب، وتذكر أنه بالحب وحده سوف يخفف الله ألمك ويجعلك أكثر تماسكا».

وبالفعل فإن الخيار هو بيد كل واحد منا، فأنت لن تقوى على تغيير قدرك أو ما أحاط بك من ألمك أو من حزن بسبب موقف أو حادث، لكن بيدك أن تتفاءل وتأمل بغد وتعمل لتحقيق هذا التفاؤل، وكم من القصص التي سمعناها عن أشخاص دمرت تجارتهم أو تم فصلهم من أعمالهم فلم يزدهم إلا ثبات وقوة وعادوا لتحقيق نجاح أكبر وأكثر دوياً، ومن المؤلم أننا نسمع عن قصص بالمثل عن أناس اختاروا الانهيار والموت أمام وقائع الحياة القاسية، فلا تكن منهم، وتفاءل واجعل سعادتك بيدك.

شاركها.