ليس هناك نجاح تحقق عن طريق وصفة جاهزة سار بها صاحبها حتى أوصلته إلى ذلك المدعو ( النجاح ) فكل من وصل إلى النجاح والتقاه وجهاً لوجه، وأخذه النجاح بالأحضان وأجلسه في ذلك المكان الذي لطالما حلم به، فإلى أن حان ذلك الوقت ظل يسعى بصلابة واثقاً في موهبته، صارخاً بأعلى صوته معبراً عن موهبته وإمكانياته. لقد كان في معظم الأوقات وحيداً يستقبل التثبيطات والانتقادات، والنبذ والتجاهل، ولقد حاول البعض ما بوسعهم ليسدوا أمامه الطريق، أو يفسدوا له عربته بوضع بعض العصي في عجلاتها، هذا ما يحصل غالباً مع كل ذي موهبة يقتحم أي مجال كما ضوء البرق !

كل صاحب موهبة محسود كما كل صاحب نعمة، زملاؤه ومجايلوه في المجال الذي يجتمعون فيه يعتبرونه عدوهم لأنه شاركهم حرفتهم وتفوق عليهم، هكذا يؤمن الكثيرون، الصحفيون والكتّاب والروائيون كذلك، والممثلون والشعراء و…. لا أحد يريد لغيره أن يتقدم عليه ويختطف النجاح الذي يعتقد أنه من نصيبه، والحقيقة أن أرض الموهبة بلا حدود وتتسع للجميع، وأن لا أحد يختطف موهبة أحد، لكن هناك من ينجح ويبرز ويذيع اسمه وصيته لأن لديه ما يؤهله للنجاح، وهناك من ينجح زوراً وتدليساً لأسباب معلومة لكن الحقيقة سرعان ما تتكشف.

شيء واحد يفوت الجميع وهم يتأملون مسيرة الناجحين: المحبون والمبغضون، والمعجبون، هو أن النجاح لم يقدم لهم على طبق لا من فضة ولا من ذهب ولا حتى من بلاستيك، لقد خاضوا معارك على جميع المستويات مع الكثيرين، لكنهم صمدوا وأصروا وواصلوا، رغم ما أصابهم في الطرقات من أحجار صديقة وعدوة، فسقطوا ثم وقفوا، بكوا وضحكوا، يئسوا واستعادوا ثقتهم.

إن أحداً لم يقدم لأحد يوماً وصفة الموهبة الحقيقية وإلا كان قدمها لنفسه، كانت مواهبهم حقيقية نابعة من ذواتهم، ربما تلقوا بعض النصائح والتشجيع، وربما اختصر لهم البعض شيئاً من زمن المعاناة، لكن ما وصلوا إليه، كانوا يستحقونه، لم يأت بالصدفة أو من الفراغ كما قد يظن البعض.

شاركها.