لقي ما لا يقل عن 44 شخصاً حتفهم وأصيب أكثر من 135 آخرون بتفجير استهدف تجمعاً سياسياً أمس في بلدة خار في ضاحية باجور بباكستان.

ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن لياقت علي، المشرف الطبي بمستشفى إقليمي في باجور، أن كثيراً من الجرحى في حالة حرجة.

وانفجرت القنبلة داخل مكان عقد التجمع الذي كان مزدحماً ونظمه حزب جمعية علماء الإسلام أحد الشركاء في الائتلاف الحكومي، والذي كان هدفاً لهجمات في السابق.

ووقع التفجير في إقليم خيبربختونخوا الواقع شمال غربي البلاد والمتاخم لأفغانستان والذي شهد اضطرابات عنيفة لفترة طويلة. وكان أكثر من 400 من أعضاء وأنصار الحزب يتجمعون تحت خيمة عند وقوع الهجوم في بلدة خار القريبة من الحدود مع أفغانستان.

ارتباك

ووصف عبدالله خان الذي حاول مساعدة الضحايا، كيف أن «الخيمة انهارت من جانب واحد وعلق أشخاص حاولوا الهروب». وأضاف «كان هناك ارتباك تام».

أما صبيح (24 عاماً) أحد أنصار الحزب وقد أصيب بكسر في ذراعه بسبب الانفجار فقال، «كنا ننتظر وصول القيادة المركزية حين دوى صوت مفاجئ وقوي». وأضاف «وجدت نفسي ممدداً قرب شخص فقد أطرافه».

وقال وزير الصحة في ولاية خيبر بختونخوا رياض أنور، «كان هجوماً انتحارياً، فجر المهاجم نفسه على مسافة قريبة من المنصة».

وأظهرت مشاهد من مكان التفجير نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، جثثاً ممدة في أنحاء موقع الانفجار، فيما كان متطوعون يساعدون على نقل المصابين المضرجين بالدماء إلى سيارات إسعاف.

حزن وإدانة

وأدان رئيس حزب الشعب الباكستاني ووزير الخارجية بيلاوال بوتو زرداري بشدة الانفجار، وأعرب عن حزنه وأسفه للحادث وقدم تعازيه للأسر الثكلى.

وطالب زرداري الحكومة الاتحادية وحكومة خيبر بختونخوا بمحاسبة الجناة. وقال: إن هناك حاجة للقضاء على مخططي الإرهاب. ومن المتوقع أن يتم حل الجمعية الوطنية في باكستان في غضون الأسابيع المقبلة قبيل انتخابات مرتقبة في أكتوبر أو نوفمبر، بينما تستعد الأحزاب السياسية للقيام بحملاتها الانتخابية.

حوادث سابقة

وشهدت باكستان في السابق تفجيرات شبه يومية، لكن عملية تطهير عسكرية بدأها الجيش في 2014، تمكنت إلى حد بعيد من إرساء النظام.

وبسطت السلطات الباكستانية سيطرتها على سبعة أقاليم نائية محاذية لباكستان، وباجور واحد منها، عقب إقرار تشريع في 2018.

ورأى محلل أمني أن الهجوم مرتبط على الأرجح بالانتخابات وليس بدوافع طائفية. وقال امتياز غول المدير التنفيذي لمركز البحوث والدراسات الأمنية «هذا جزء من العنف الإرهابي الذي يبدو أنه يتصاعد في باكستان قبل الانتخابات لإشاعة شعور بعدم الاستقرار، ما قد يؤدي في النهاية إلى تأجيل الانتخابات».

شاركها.