يتحتم على جو بايدن التوفيق بين مهمتين معقدتين، خلال قمة حلف الشمال الأطلسي (الناتو) بعد غدٍ والأربعاء المقبل، الأولى تقضي بتعزيز دعم الدول الحليفة لكييف.

فيما تتطلب الثانية الحفاظ على موقف حازم بشأن طموح كييف، للانضمام سريعاً إلى الحلف، الذي سيجتمع مطلع الأسبوع في ليتوانيا.

ويعتبر بايدن، الذي يصل إلى فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا في ساعة متأخرة غداً ، مسألة تحقيق التوازن تلك أكبر إنجازاته في السياسة الخارجية، أي تمكنه من جمع دول الغرب ضد روسيا،وفي الوقت ذاته تفادي حرب أوسع نطاقاً مع قوة عظمى نووية.

ومع انطلاق الهجوم المضاد الصيفي لأوكرانيا سينضم بايدن إلى سائر قادة «الناتو» في أجواء حازمة.

وقال مستشار الأمن القومي جيك ساليفان : «بفضل قيادة الرئيس جو بايدن إلى حد كبير… سيُظهر الرئيس وحلفاؤنا وحدتنا وحزمنا في دعم أوكرانيا».

حتى في الوقت الذي يحفز «الناتو»بشأن أوكرانيا، سيسعى بايدن لإبداء نوع من ضبط النفس، ويظهر هذا الحذر في كل مرة تتصاعد الضغوط من كييف، عادة بدعم من بولندا ودول البلطيق الثلاث، لتزويدها بأسلحة أقوى وأكثر تطوراً، سواء دبابات أو مقاتلات إف16، وتتعلق آخر نقطة شائكة بامتناع واشنطن عن إرسال صواريخ (ATACMS) التكتيكية البعيدة المدى.

والتي تريد أوكرانيا استخدامها ضد قواعد روسية خلفية.

ويعتبر بايدن أن بعض الأسلحة تغير قواعد اللعبة إلى حد أنها قد تؤدي إلى رد روسي يمكن أن يجر القوات العسكرية الغربية للنزاع، وذلك كما قال مراراً إلى ما يسمى «الحرب العالمية الثالثة».

يتبع بايدن في لحظات مماثلة النهج نفسه تقريباً. يرفض في البدء، ثم يلين موقفه.، فإما يأذن بتسليم معدات مثل دبابات ومنظومات باتريوت المضادة للصواريخ، وإما يعطي حلفاء الضوء الأخضر على الأقل لإرسال معدات عسكرية من ترسانتهم.

وقال بايدن أول من أمس: إن اتخاذه قرار تزويد أوكرانيا قنابل عنقودية، للمرة الأولى منذ بدء الحرب، كان «صعباً للغاية»، إلا أن «ذخيرة الأوكرانيين تنفد».

وعندما يتعلق الأمر بأحلام أوكرانيا الانضمام لحلف الناتو لا يبدو أن بايدن سيغير موقفه في وقت قريب.

دعم استثنائي

ويرى الباحث في معهد «أتلانتيك كاونسل» للأبحاث جون هيربست: إن عدم تقديم نوع من التشجيع الملموس لأوكرانيا بشأن عضوية مستقبلية سيكون «هزيمة للناتو في فيلنيوس».

ويعتقد محللون في واشنطن أنه يمكن أن يقدم لأوكرانيا ما يشبه الترتيب الأمريكي مع إسرائيل، التي تتلقى تمويلاً سنوياً ضخماً للأمن، ما يسمح لها بوضع مخططات بعيدة الأمد.

ويقول فيليب ريكر من مركز ويلسون: إن «هناك مختلف الالتزامات والضمانات الأمنية المعقولة، التي قد تسهم أكثر نحو مصالح أوكرانيا القصيرة الأمد وأهدافها البعيدة الأمد، بما يشمل عضوية كاملة».

وأوضح ساليفان أن مواقف البيت الأبيض الداعمة والحذرة في الوقت نفسه في معركة أوكرانيا ستستمر.

وقال: إن بايدن «كان واضحاً أننا سندعم أوكرانيا طالما استدعت الضرورة، ونوفر لها كمية استثنائية من الأسلحة والقدرات… لكننا لا نسعى لاندلاع الحرب العالمية الثالثة».

شاركها.