أدى هجوم في تل أبيب إلى إصابة 8 أشخاص عن طريق الدهس والطعن، أمس، قبل مقتل منفذه الفلسطيني، فيما بدأت القوات الإسرائيلية الانسحاب من مدينة جنين الفلسطينية في وقت متأخر من مساء أمس، بعد أن نفذت واحدة من أكبر العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة منذ سنوات.
ودهس فلسطيني عدداً من المارة بشاحنة صغيرة في تل أبيب أمس، قبل أن يشرع في تنفيذ هجمات طعن عشوائية مصيباً ثمانية أشخاص.
وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الفلسطيني البالغ من العمر 20 عاماً، وهو من الضفة الغربية المحتلة، قُتل برصاص مدني مسلح.
واعتقلت السلطات الإسرائيلية العديد من الأشخاص المرتبطين بالمشتبه به في تنفيذ هجوم الدهس في تل أبيب، حسبما قال قائد الشرطة الإسرائيلية كوبي شبتاي في مكان الهجوم، وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، داعياً السكان إلى أن يكونوا أكثر يقظة.
إضراب
في الأثناء تعطلت الحركة في مختلف المدن الفلسطينية، ولزم الموظفون العموميون منازلهم استجابة للدعوة إلى الإضراب التي وجهتها حركة فتح بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إن قوات الجيش الإسرائيلي بدأت مساء الثلاثاء الانسحاب من مدينة جنين بالضفة الغربية بعد عملية استمرت 44 ساعة.ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري قوله إن بعض القوات خرجت بالفعل من المنطقة.من جهته ذكر راديو «كان» الإسرائيلي أنه «حتى آخر لحظة، لم يهدأ تبادل لإطلاق النار» بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين في جنين.كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية بوقوع اشتباكات متفرقة مع القوات الإسرائيلية أثناء انسحابها من المدينة.في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ليل الثلاثاء-الأربعاء مقتل فلسطيني ثانٍ في جنين ما يرفع عدد القتلى إثر العملية الإسرائيلية إلى 13 في حين أصيب أكثر من 120 آخرين.
كذلك اعتقلت القوات الإسرائيلية 120 فلسطينياً في هجومها على جنين ومخيمها، الذي يقطنه قرابة 18 ألف فلسطيني، وتقول إسرائيل إنه معقل للمسلحين والمطلوبين الفلسطينيين.
وكان الجيش الإسرائيلي باشر، فجر الاثنين، بعملية واسعة النطاق على مدينة جنين ومخيمها، مستخدماً عدداً كبيراً من الجنود والآليات العسكرية إضافة إلى الطيران الحربي والطائرات المسيرة، بشكل لم يشهده المخيم منذ سنوات.
مخازن أسلحة
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن العمليات العسكرية في مخيم جنين متواصلة للبحث عن مخازن أسلحة وتدميرها.
وقال نائب محافظ جنين كمال أبو الرب لوكالة فرانس برس إنه منذ بدء العملية فجر الاثنين «غادر نحو 3000 شخص منازلهم في مخيم جنين». وأضاف إن «سكان المخيم غادروه بسبب خوفهم من تفجير منازلهم وهم بداخلها».
ووصفت وزارة الخارجية الفلسطينية التصعيد بأنه «حرب مفتوحة على أهالي جنين».
واستهدفت أمس طائرات إسرائيلية شقة سكنية على دوار يحيى عياش بمخيم جنين.
وذكر موقع والا العبري، أمس أن الجيش الإسرائيلي بدأ المرحلة الثانية من العملية العسكرية في جنين. وأفادت قناة «كان» العبرية أن نحو 1000 جندي يشاركون في العملية بجنين ومخيمها، فيما تقول مصادر عسكرية إن موعد انتهاء العملية لم يحدد بعد.
تحذير عربي
إلى ذلك حذر مجلس الجامعة العربية، أمس، إسرائيل من مغبة هجومها المتواصل على جنين، قائلاً إنه ينذر بعواقب وخيمة تهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة، كما يصعب من مهمة إحياء جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط. وحذر مجلس الجامعة العربية من أن «ما يجري في جنين يقلص فرص إحياء عملية السلام، ويعيق الجهود المبذولة لتحقيق التهدئة والتسوية».
وأعلن أن العملية الإسرائيلية في جنين انتهاك واضح للقانون الدولي، وتنذر بعواقب وخيمة. وتابعت الجامعة العربية: «الانتهاكات الإسرائيلية تدمر حل الدولتين.. وحل الدولتين يتحقق فقط بقيام دولة فلسطينية ذات سيادة».