انطلقت في أبوظبي، أمس، أعمال ورشة إعداد مادة الأمن والسلامة التي ينظمها الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات، وتستمر ثلاثة أيام حتى غد، بمشاركة نخبة من الشركاء والمختصين من وزارات الدولة والمؤسسات الحكومية المختصة، وخبراء ومختصين من داخل الدولة وخارجها.
وتأتي الورشة في إطار الجهود الوطنية الهادفة إلى ترسيخ مفاهيم الوقاية، وتعزيز منظومة الأمن والسلامة، وبناء وعي مجتمعي مستدام، من خلال إعداد محتوى علمي وتربوي متكامل يواكب متطلبات المرحلة، ويضمن مخرجات عملية قابلة للتطبيق، تُسهم في دعم استقرار المجتمع وأمنه.
وافتتح الشيخ زايد بن حمد آل نهيان، رئيس الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات، أعمال الورشة، من خلال جلسة نقاشية شارك فيها مع خبراء ومسؤولين، حيث أكد حرص الدولة، برؤية ودعم القيادة الرشيدة، على تعزيز منظومة الأمن والسلامة والوقاية، وفق استراتيجيات وسياسات وطنية تقوم على التكامل بين مختلف الجهات المعنية، بما يُعزّز الجهود الوطنية الرامية إلى ترسيخ مفاهيم الوقاية، وتعزيز السلوك الآمن والمسؤول، ونشر ثقافة الوقاية بين جميع فئات المجتمع.
وأشار إلى أن تطوير مادة متخصصة في الأمن والسلامة يُعدّ خطوة محورية في بناء جيل واعٍ ومدرك لمسؤولياته، وقادر على حماية نفسه ومجتمعه، مؤكداً أهمية العمل المشترك بين المؤسسات التعليمية والأمنية والصحية والمجتمعية لتحقيق الأهداف المنشودة.
وأكد أن منظومة الأمن والسلامة تنطلق من الأسرة بوصفها الحاضنة الأولى للتنشئة، وتتكامل مع دور المدرسة من خلال دليل الطالب، بما يضمن توحيد الرسائل التربوية، وتحقيق أثر وقائي مستدام عبر المراحل التعليمية المختلفة.
وأشار إلى أن الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات قام بإعداد هذا الدليل بالتنسيق مع الشركاء المعنيين، ليشكل إطاراً تربوياً متكاملاً يعالج سلامة الطالب النفسية والجسدية، وأمنه الرقمي، والقيم السلوكية، والوقاية من المخاطر السلوكية والمجتمعية.
وقال: «نؤمن بأن الوعي هو خط الدفاع الأول، وبأن الاستثمار في الأسرة والمدرسة هو الاستثمار الحقيقي في أمن الوطن ومستقبل أبنائه، والمقيمين على أرضه»، داعياً الله أن «يوفقنا جميعاً لما فيه خير دولتنا، وأن يحفظ قيادتنا وشعبنا».
من جانبها، ألقت الدكتورة لمياء الزعابي من الجهاز الوطني لمكافحة المخدرات، كلمة خلال الجلسة النقاشية في اليوم الأول، أوضحت فيها أن هذه الورشة تُمثّل المرحلة الأولى من مراحل تنفيذ المبادرات التي أعلن عنها الشيخ زايد بن حمد آل نهيان، خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، مشيرة إلى أن الورشة تشكل منصة متخصصة لتبادل الخبرات وعصفاً ذهنياً علمياً ومنهجياً، يهدف إلى استعراض أفضل الممارسات والتجارب المحلية والدولية في مجالات الأمن والسلامة والوقاية.
وأكدت أن مخرجات الورشة ستُسهم في تعزيز الأداء المؤسسي، من خلال إعداد المحتوى العلمي لمادة الأمن والسلامة، ووضع الإطار الأولي للوثيقة الوطنية العملية ومحاورها الرئيسة، بما يدعم بناء منظومة توعوية متكاملة، ويعزّز دور مؤسسات الدولة في حماية أفراد المجتمع، والارتقاء بمستوى الوعي والثقافة المجتمعية في مجالات الحماية والوقاية.
وتناولت جلسات اليوم الأول عرضاً شاملاً حول دليل الأمن والسلامة شمل الأهداف والرؤية ومحاور العمل، وآليات دمج المادة في المناهج التعليمية، إلى جانب استعراض التصور المبدئي لمحاور مادة «الأمن والسلامة» وربطها بالمراحل التعليمية المختلفة، بما يضمن التدرج المعرفي والتربوي وفق احتياجات كل مرحلة.
كما تم خلال الجلسات طرح إطار عام لإعداد دليل أسري داعم يتكامل مع المناهج التعليمية، ويُعزّز دور الأسرة كشريك أساسي في العملية الوقائية والتربوية، بما يسهم في بناء بيئة آمنة وداعمة للنشء.
وقدّمت العرض الدكتورة لمياء الزعابي، إلى جانب الدكتور عمرو عثمان الذي استعرض نموذج علم الوقاية من المخدرات كنموذج دولي، متناولاً المبادئ والمعايير والدروس المستفادة، وأعقبت ذلك نقاشات مفتوحة وتفاعلية بمشاركة جميع الحضور، ركزت على أفضل السبل لتطبيق المفاهيم الوقائية بشكل عملي ومستدام.
ومن المقرر أن تستكمل الورشة أعمالها، عبر جلسات تخصصية وورش عمل تفاعلية، تهدف إلى بلورة توصيات ورؤى متقدمة تُسهم في تطوير مادة الأمن والسلامة، وتعزيز دورها في حماية المجتمع، ودعم الجهود الوطنية في مجالات الوقاية والأمن المجتمعي.
