يبرز ركن الحرف التراثية في مهرجان الياسات بدورته الثالثة بوصفه مساحة يلتقي فيها الزوار بأحد الأوجه الفنية والحرفية للتراث الإماراتي، متمثلاً بالأشغال اليدوية النسائية المتميزة، وذلك عبر ورش حية تتجسد فيها مهارات الجدات والأمهات في نسج التفاصيل الدقيقة لتحكي قصة الصبر والإبداع، ويتعلم من خلالها الزوار مهارات “التلي” و”السدو” و”الغزل”، ويلمسون الأدوات والخامات التي تشكلت منها الأدوات التي أثرت حياة المجتمع الإماراتي قديماً.

ويتيح الركن لجمهور المهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للتراث ومجلس أبوظبي الرياضي ونادي أبوظبي للرياضات البحرية بشراكة إستراتيجية مع مجلس الإمارات للتنمية المتوازنة، ويختتم غداً الأحد على الواجهة البحرية لمدينة السلع، مشاهدة خطوات العمل كما كانت تُمارَس في البيوت قديماً، إذ تحرص الحرفيات على شرح دلالات كل حرفة، ودورها في الحياة اليومية للمجتمع الإماراتي، ما يمنح التجربة بعداً معرفياً وتعليمياً يعزز الارتباط بالهوية الوطنية.

وأكدت “أم محمد”، إحدى الحرفيات في الركن التراثي، أن مهرجان الياسات يتيح فرصة مميزة لتعريف الزوار من مختلف الثقافات إلى التراث الإماراتي الأصيل، مشيرة إلى أن المهرجان لا يكتفي بعرض الحِرَف والموروثات، بل يسهم في تعليم الأبناء صناعات الآباء والأجداد بأسلوب تفاعلي يعزز ارتباطهم بهويتهم الوطنية.
وأوضحت أن الورش التي تقدمها الحرفيات تنقل الجمهور في رحلة عبر الزمن إلى تفاصيل الحياة القديمة، ليلمس قيم العمل والصبر والمهارة التي تميز المجتمع الإماراتي. وتضيف أن الإقبال الكبير من جميع الجنسيات على فعالياته دليل على أن التراث الأصيل لغة عالمية تجمع بين المتعة والمعرفة.

ويأتي ركن الحرف التراثية في إطار تحقيق أهداف مهرجان الياسات في إحياء الموروث الشعبي ونقله للأجيال الجديدة بأسلوب تفاعلي يجمع بين المتعة والمعرفة، ليبقى التراث حياً نابضاً في الذاكرة، وليس مجرد حكاية من الماضي.

 

شاركها.