قدمت السيدة الفرنسية الأولى، بريجيت ماكرون، اعتذاراً، عقب تداول مقطع مصور، ظهرت فيه وهي توجه عبارات نابية بحق ناشطات مناهضات للاغتصاب، خلال لحظة غضب أثارت جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والحقوقية الفرنسية.

ويُظهر الفيديو بريجيت ماكرون، البالغة من العمر 72 عاماً، وهي تهاجم أربع ناشطات من حركة نسوية، بعدما قاطعن عرضاً كوميدياً للفنان آري أبيتان، كانت تحضره، ويأتي هذا الاحتجاج في سياق معارضة مستمرة لعودة أبيتان إلى المسرح، رغم إسقاط قضية اغتصاب وُجهت إليه عام 2021 بعد ثلاث سنوات من التحقيق، وهو قرار أيدته محكمة الاستئناف مطلع عام 2025.

وفي تصريحات للصحافة الفرنسية، أعربت ماكرون عن أسفها، قائلة: «أعتذر بشدة إذا كنت قد آذيت النساء الضحايا»، معتبرة أن ما ورد في الفيديو كان تعبيراً شخصياً صدر عنها في لحظة انفعال، وأضافت: «صحيح أنني زوجة رئيس الجمهورية، لكنني قبل كل شيء إنسانة، وقد أتصرف أحياناً بطريقة غير لائقة عندما أكون بمفردي».

وأوضحت أن تصريحاتها صدرت خلف الكواليس أثناء مواساتها لأبيتان، الذي بدا قلقاً، بحسب الفيديو المتداول، حيث قالت له إنها لن تسمح «لأشخاص قذرين» بتعطيل العرض، وبعد انتشار المقطع في اليوم التالي، تصدر وسم «#السيئات» منصات التواصل الاجتماعي، وشارك فيه سياسيون وفنانون بارزون، من بينهم الممثلة ماريون كوتيار، كما عبّرت الممثلة جوديث غودريش، عن تضامنها مع الناشطات.

في المقابل، واجهت السيدة الفرنسية الأولى انتقادات حادة من مسؤولين ومنظمات نسوية، فقد اتهمتها النائبة، سارة ليغران، بإهانة المدافعات عن حقوق المرأة، فيما أعربت منظمة «نوس توت» عن صدمتها وغضبها.

ووصفت النائبة اليسارية، أوريلي تروفيه، تصريحات بريجيت ماكرون بأنها «بصق في وجه» المناضلات ضد العنف الجنسي، بينما اعتبرت زعيمة حزب الخضر، سيريل شاتيلان، ما حدث إهانة لجميع الضحايا والناشطات.

ورغم محاولة مكتب السيدة الأولى التقليل من حدة الموقف، مؤكداً أن الحديث كان موجهاً ضد «الأساليب المتطرفة» التي اتبعها المحتجون لتعطيل العرض، فإن موجة الغضب لم تهدأ، وطالبت مجموعة «غريف فيمينيست»، التي تضم نحو 60 تنظيماً نسوياً، باعتذار علني واضح من بريجيت ماكرون.

وتأتي هذه القضية في سياق أوسع تشهده فرنسا منذ انطلاق حركة «مي تو» المناهضة للتحرش والعنف الجنسي ضد النساء، حيث تصاعدت الاتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي ضد شخصيات ثقافية بارزة، من بينها الممثل جيرار ديبارديو، الذي يواجه بدوره اتهامات ينفيها، وسط جدل سياسي وإعلامي متواصل حول قضايا العنف الجنسي والمساءلة. عن «ديلي ميل»

. السيدة الفرنسية الأولى واجهت انتقادات حادة من مسؤولين ومنظمات نسوية.

شاركها.