حذّر أطباء من أمراض تتربّص بالمسافرين إلى الخارج خلال فصل الشتاء، مؤكدين أن سبعة مخاطر صحية باتت الأكثر شيوعاً خلال هذا الموسم، تشمل الإنفلونزا الموسمية، والتهابات الجهاز التنفسي، والجيوب الأنفية، والالتهاب الرئوي، إضافة إلى الفيروسات المعدية التي تصيب المعدة والأمعاء، والفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، والتهابات الحلق البكتيرية، مؤكدين أن ارتفاع انتشار هذه الأمراض في عدد من الوجهات السياحية يجعل الوقاية والتحضير الصحي خطوة لا يمكن تجاهلها قبل السفر.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن هناك ستة إجراءات ضرورية للمسافرين لتحصين أنفسهم مسبقاً وتشمل «تلقي لقاح الإنفلونزا، وتحديث التطعيمات الروتينية، وتجهيز حقيبة إسعافات متكاملة، وحمل أدوية الأمراض المزمنة بكمية كافية، إضافة إلى التأكد من وجود تأمين صحي دولي فعّال، واعتماد نمط حياة صحي يرفع المناعة قبل السفر».

ونبّهوا إلى ضرورة الانتباه لمجموعة من العلامات الصحية الخطرة التي تستدعي تدخلاً طبياً فورياً خلال الرحلة، أبرزها «استمرار الحمى العالية، وضيق التنفس، وألم الصدر، والقيء أو الإسهال المتواصل، والجفاف، والصداع المفاجئ الشديد، أو ظهور طفح جلدي مصحوب بحمى»، محذرين من أن تجاهل هذه الإشارات قد يقود إلى مضاعفات خطرة تفسد الرحلة وتعرض المسافر للخطر.

وأشار الأطباء إلى أن أخطاء شائعة يرتكبها كثير من المسافرين تزيد من احتمالات الإصابة بالعدوى، مثل السفر من دون لقاحات، والتعرض للبرد دون ملابس مناسبة، ومشاركة الأدوات الشخصية، وتناول أطعمة غير آمنة، وإهمال غسل اليدين، داعين إلى زيارة عيادات المسافرين المنتشرة في كل إمارات الدولة للحصول على التطعيمات والنصائح الصحيحة، والتسجيل في خدمة «تواجدي»، والتعرف مسبقاً على المرافق الصحية المعتمدة في الدولة المقصودة، لضمان رحلة آمنة وخالية من المفاجآت الصحية.

وتفصيلاً، شدّد استشاري طب الأسرة، الدكتور عادل سجواني، على أهمية استعداد المسافرين صحياً خلال فصل الشتاء، باعتباره الذروة السنوية لانتشار الإنفلونزا، داعياً إلى الحصول على اللقاح الموسمي قبل السفر بأسبوعين لضمان فاعليته.

وأشار سجواني إلى أن الازدحام في المطارات، خصوصاً أثناء إجراءات السفر، يُعد من أكثر الأماكن التي تنتقل فيها العدوى، لذا يُنصح بارتداء الكمامات وتعقيم اليدين.

وأضاف أن من الضروري للمسافرين لأداء مناسك الحج أو العمرة الحصول على لقاح السحايا إلى جانب لقاح الإنفلونزا، مع الالتزام بالتطعيمات المرتبطة بالحالة الصحية والعُمر، ومنها برنامج التحصين الوطني للأطفال، ولقاح الحزام الناري لمن هم فوق 50 عاماً، ولقاح المكورات الرئوية لمن تجاوزوا 65 عاماً، كما أشار إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل السفر بشأن لقاحات مثل السعال الديكي والكزاز والدفتيريا، وكذلك اللقاحات الخاصة بالدول التي تنتشر فيها أمراض معينة مثل التهاب الكبد الوبائي (أ) الذي ينتقل عن طريق الغذاء، وأضاف أن عيادات المسافرين المنتشرة في إمارات الدولة تُعد المرجع الأمثل للحصول على التطعيمات والنصائح الوقائية، بما في ذلك الأدوية الخاصة بالملاريا في الدول التي تتطلب ذلك.

ودعا المسافرين للتسجيل في نظام «تواجدي» التابع لوزارة الخارجية والتعرف مسبقاً إلى المؤسسات الصحية المعتمدة في الدولة المقصودة، مؤكداً أهمية اختيار وجهات تتمتع بنظام صحي موثوق، والتواصل مع السفارة عند الحاجة.

وفيما يتعلق بالسلامة الغذائية شدّد على ضرورة تجنب أطعمة الشارع والسلطات الجاهزة، وغسل الخضار والفواكه جيداً باستخدام المياه النظيفة أو المعدنية عند الحاجة، مشيراً إلى أن الأطعمة غير المأمونة مثل السلطات المقطعة تُعد من أبرز مسببات التسمم الغذائي خلال السفر.

وأكدت استشارية طب الأسرة، الدكتورة إيناس عثمان، ضرورة الانتباه للمخاطر الصحية التي قد يتعرض لها المسافرون من الإمارات عند السفر إلى الدول الباردة خلال فصل الشتاء، مشيرة إلى أن أمراض هذا الموسم تتطلب استعداداً ووقاية مبكرة.

وقالت: «إن من أبرز الأمراض الشتوية التي ينبغي الحذر منها الإنفلونزا الموسمية، والتهابات الجهاز التنفسي الحادة، والتهابات الجيوب الأنفية، والالتهاب الرئوي، إضافة إلى التهابات المعدة والأمعاء الناتجة عن الفيروسات الشتوية»، لافتة إلى أن بعض الدول تشهد أيضاً انتشار الفيروس المخلوي التنفسي RSV والتهابات الحلق البكتيرية خلال هذه الفترة.

وأوضحت أن الوقاية تبدأ قبل السفر، وذلك عبر الحصول على لقاح الإنفلونزا الموسمية، والتأكد من تحديث اللقاحات الروتينية، وحمل كمية كافية من أدوية الأمراض المزمنة، إضافة إلى تجهيز حقيبة إسعافات أولية، والتأكد من وجود تأمين صحي دولي نشط، مؤكدة أهمية الحفاظ على نمط نوم وغذاء صحي قبل الرحلة لتعزيز المناعة.

وحول تأثير اختلاف المناخ على صحة المسافرين، أشارت إلى أن الانتقال المفاجئ من طقس الإمارات الدافئ إلى درجات حرارة منخفضة في الدول الباردة يؤدي إلى إضعاف المناعة بشكل مؤقت، ما يزيد من احتمالية الالتهابات التنفسية، لافته إلى أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتهاب القصيبات، بينما يكون كبار السن أكثر قابلية للإصابة بالإنفلونزا ومضاعفاتها مثل الالتهاب الرئوي.

وأضافت أنها استقبلت حالات عدة لأشخاص أصيبوا بأمراض خطيرة أثناء سفرهم إلى الخارج، أبرزها إصابة شخص بالإنفلونزا الحادة بعد السفر إلى أوروبا، وآخر أصيب بالتهابات الجيوب الأنفية الناتجة عن التعرض للبرد الشديد، إضافة إلى حالة إرهاق شديد لدى مريض بمرض مزمن بسبب اختلاف المناخ والضغط البدني أثناء السفر.

وحدد اختصاصي طب الأنف والأذن والحنجرة، الدكتور عمار العساف، مخاطر ومضاعفات تعد الأكثر شيوعاً وتهدد الجهاز التنفسي للمسافرين وتشمل جفاف الأغشية المخاطية أثناء الطيران، وتفاقم الحساسية، والتهابات الجيوب الأنفية وخصوصاً الفيروسية منها والتي قد تؤدي لمضاعفات منها (ضعف السمع، وإحساس انسداد بالأذن، ونوبات الربو، والتهابات الحلق الناتجة عن الهواء البارد والجاف).

وأوضح أن تكرار التهابات الجيوب الأنفية والحساسية لدى المسافرين يرجع إلى عوامل عدة، أبرزها أن الهواء البارد يقلل حركة الأهداب داخل الأنف، ما يؤدي إلى احتباس الإفرازات وزيادة فرص الالتهاب، مشيراً إلى أن اختلاف الروائح والملوثات البيئية في الدول الباردة قد يحفّز الحساسية، إلى جانب التنقل المتكرر بين الأماكن الداخلية الدافئة والخارجية شديدة البرودة، وهو ما يسبب احتقان الأغشية المخاطية وقلة تهوية الأنف والجيوب، ما يجعلها أكثر عرضة للالتهاب.

ونصح بالالتزام بإجراءات عدة، منها شرب كميات كافية من الماء، واستخدام بخاخات الأنف الملحية المرطبة، وتجنب القهوة والمشروبات الغازية، وارتداء الكمامة خلال الرحلات الطويلة للمحافظة على رطوبة الجهاز التنفسي، كما دعا إلى استخدام مرطبات الجو في أماكن الإقامة أثناء السفر لضمان ترطيب الهواء المحيط.

وبيّن أنه استقبل عدداً من الحالات التي عانت من مضاعفات تنفسية بعد السفر، منها نوبات ربو حادة بسبب التعرض للهواء البارد، والتهابات جيوب أنفية شديدة، وحالات احتقان مزمن للأنف، وتفاقم الحساسية الموسمية، والتهاب الأذن الوسطى الحادة.

وأكدت استشارية طب الطوارئ، الدكتورة شفيقة لاسفر، أهمية انتباه المسافرين للعلامات الصحية الخطرة التي قد تستدعي تدخلاً طبياً عاجلاً خلال السفر، مشيرة إلى أن من أبرز هذه الأعراض استمرار ارتفاع الحرارة فوق 39 درجة لأكثر من يومين، وضيق التنفس، وألم الصدر، والقيء أو الإسهال المستمر، والجفاف، والصداع الشديد المفاجئ، أو ظهور طفح جلدي مصحوب بحمى، مؤكدة أن تجاهل هذه العلامات قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، خصوصاً في الدول الباردة.

وأوضحت أن عدداً من الأخطاء الصحية الشائعة بين المسافرين تزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى، من بينها عدم أخذ لقاح الإنفلونزا قبل السفر، والتعرض للبرد دون ملابس واقية، ومشاركة الأدوات الشخصية، وتناول أطعمة غير مطهية جيداً، وإهمال غسل اليدين بانتظام، وعدم حمل الأدوية الأساسية خلال الرحلة.

وحول ما يجب أن تحتويه «حقيبة السفر الصحية»، أشارت إلى ضرورة تجهيز حقيبة طبية شتوية تضم خافضات الحرارة، وأدوية السعال والإنفلونزا، وبخاخ ماء ملحي للأنف، ومعقم اليدين، وأدوية الحساسية، ولاصقات طبية، وخافض حرارة مناسب للأطفال، إلى جانب أدوية الأمراض المزمنة بكمية تكفي كامل مدة السفر.

وبيّنت أنها استقبلت في قسم الطوارئ أخيراً حالات بعد عودتها من السفر أُصيبت بإنفلونزا شديدة تطورت إلى التهاب رئوي، وحالات التهابات معدية فيروسية شتوية، والتهابات حلق شديدة، وجفاف نتيجة السفر الطويل أو الإصابة بالحرارة.

شاركها.