تصرف الملك تشارلز الثالث بسرعة، كما يفعل أفراد عائلة وندسور دائماً، وبقسوة إلى حد ما في التعامل مع شقيقه المحاصر بالفضائح، وأعلن الملك أنه جرّد أندرو من لقب «أمير»، وأنه سيطرد من مسكنه في وندسور قريباً.

تفاصيل صغيرة، مثل أن أندرو كان لديه عقد إيجار صارم في رويال لودج، أو أنه وُلد أميراً بصفته ابن الملكة إليزابيث الثانية، تبيّن أنها تفاصيل مزعجة، وبعد أيام من العناوين الرئيسة المؤلمة، سيُعرف شقيق الملك من الآن فصاعداً باسم أندرو مونتباتن وندسور، وسيغادر قريباً قصر رويال لودج.

وكان من الواضح أن الأمر قد حُسم بشكل لا رجعة فيه، وفقاً للبيان الصحافي الملكي.

وقال المؤرخ الملكي إد أوينز: «تشارلز يتصرف بواجب الحفاظ على الملكية، والحفاظ على سمعتها من خلال التضحية بأخيه»، مضيفاً أن الملكية كان بإمكانها «تجنيب نفسها الكثير من المتاعب» لو تم اتخاذ هذه الإجراءات بعد مقابلة أندرو المشؤومة مع «بي بي سي» في عام 2019.

هاري وميغان

وعندما اقترح الأمير هاري وميغان، اللذان كانا يشكوان مضايقات الصحافة الشعبية، ترتيباً عملياً جديداً، لم تلقِ الملكة إليزابيث الثانية عليه سوى نظرة خاطفة.

وأوضحت أنه لا يمكنهما أن يكونا «نصف داخلين ونصف خارجين»، وأن يعيشا في الخارج بدوام جزئي، مع الاستمرار في أداء مهامهما الرسمية والحفاظ على حمايتهما الأمنية.

وأشار المؤرخ أوينز إلى أنه في هذه الحالة، ربما كانت إليزابيث نفسها أكثر انفتاحاً للتسوية، لكن أفراد البلاط الملكي لم يكونوا كذلك، وقال: «يدير المؤسسة أفراد ذوو دم بارد، لا ينجرفون إلى حروب عاطفية».

الأميرة مارغريت

وفي الخمسينات، أسرت قصة الحب بين الأميرة مارغريت والكابتن بيتر تاونسند، بريطانيا، وأحب تاونسند، الضابط الوسيم الذي عمل في البلاط الملكي، الأخت الصغرى للملكة إليزابيث، التي كانت ساحرة ومرحة، وأراد الزواج منها، لكن تاونسند كان مطلقاً، وهي مشكلة «خطرة» بموجب قواعد الكنيسة الإنجليكانية، التي كانت إليزابيث على رأسها، وطلبت الملكة من أختها الانتظار لمدة عام، وتم إرسال الضابط إلى بروكسل.

وقال أوينز إنه على الرغم من عدم معرفة ما دار بالضبط بين الشقيقتين، يُعتقد أن الملكة أوضحت أن مارغريت إذا تزوجت تاونسند، فسيتعين عليها التخلي عن واجباتها الملكية والامتيازات التي تأتي معها.

الملك إدوارد الثامن

لم تكن هذه هي الحال في الجيل السابق، ولايزال تنازل الملك إدوارد الثامن عن العرش هو التضحية الملكية القصوى، وبعد أقل من عام على توليه العرش، فضّل إدوارد الثامن الحب على الملكية، أو ربما فضّلت الملكيةُ العرشَ عليه، فقد أعاقت الحكومة، والكنيسة التي كانت تعارض في ذلك الوقت الزواج مرة أخرى بعد الطلاق، رغبته في الزواج من واليس سيمبسون، وهي أميركية مطلقة.

وقال في خطاب وجهه إلى الأمة: «لقد وجدت أنه من المستحيل أن أحمل عبء المسؤولية الثقيل وأؤدي واجبات الملك، كما أرغب في ذلك، من دون مساعدة ودعم المرأة التي أحبها».

الملك جورج الخامس

وخلال الحرب العالمية الأولى، خضعت علاقات العائلة المالكة بألمانيا للتدقيق، ولم تكن المرة الأولى، وحكم الملك جورج الخامس بريطانيا خلال الصراع العالمي، وكان دوره كملك في زمن الحرب يتطلب الوطنية والواقعية، وفي عام 1917، مع تصاعد المشاعر المعادية لألمانيا، غيّر اسم العائلة المالكة من «ساكس-كوبورغ» إلى وندسور الذي يبدو بريطانياً تماماً، وجرد أقاربه الألمان من ألقابهم البريطانية.

كما رفض منح اللجوء لابن عمه، القيصر نيكولاس الثاني، ملك روسيا، حليفه في الحرب، خوفاً من أن يؤدي إيواء قيصر مخلوع إلى تأجيج الاضطرابات الاجتماعية في الداخل. عن «واشنطن بوست»

المؤرخ الملكي إد أوينز:

. الملك تشارلز يتصرف بواجب الحفاظ على الملكية وسمعتها من خلال التضحية بأخيه.

شاركها.