تحولت حياة جيس هاري، الأم لطفلين، إلى كابوس منذ أن بدأ طفلها جونيور (21 شهرًا) في تناول كل ما تقع عليه عيناه، من الرمل إلى السجاد والخشب والكرتون.
لم تكن جيس تعرف أن سلوك طفلها الغريب، الذي بدأ منذ صغره بلعق كتبه اللمسية، هو في الواقع من أعراض اضطراب نادر يُعرف باسم «بيكا»، حيث يشتهي الشخص تناول مواد غير صالحة للأكل ولا تحمل أي قيمة غذائية.
تم تشخيص جونيور في سبتمبر الماضي، بعد أن لاحظت مشرفة الحضانة سلوكه وأوصت بإجراء فحوصات دم، كشفت عن نقص الحديد كأحد الأسباب المحتملة للاضطراب.
وراء المواقف الظاهرية الغريبة، تكمن مأساة حقيقية. اضطرت جيس لإخراج جونيور من الحضانة بعد أن تناول «كميات كبيرة من الرمل». وعندما بدأ في أكل سريره الخشبي، نقلته والدته إلى سرير معدني، لكن ذلك لم يوقف محاولاته، فقام بمضغ إطار الباب، مما تسبب في تسرب الرصاص من الطلاء القديم إلى دمائه.
أصبح منزل العائلة مليئًا بالمخاطر، واضطرت جيس لإبقاء جونيور في «مناطق آمنة»، إلا أنه كان يجد دائمًا ما يتناوله. وتستخدم الأم بدائل آمنة مثل جذر عرق السوس أو حلوى «ويتابيكس» لمحاكاة القوام الجاف والمقرمش الذي يفضله، لكن الخوف من الاختناق يحد من استخدامها.
وقالت الأم لوسائل الإعلام، كما نقلت «بي بي سي»: «لا يمكن تركه وحده ولو لثوانٍ. في إحدى رحلاتنا إلى السوبر ماركت لشراء ستارة، خرجنا من المتجر، وعندما وصلنا إلى السيارة، كان قد قضم الصندوق الذي كانت الستارة بداخله. يستغرق الأمر ثوانٍ معدودة. أعلم أن الأمر يبدو لا يُصدق.» وأضافت: «أمزح وأقول إنني بحاجة للعيش في حاوية شحن فارغة».
تأمل جيس في زيادة الوعي حول اضطراب بيكا، الذي قد يكون خطيرًا على حياة الأطفال، كما تؤكد الخدمات الصحية المختصة. وتشعر جيس بالعزلة والإرهاق، وتتمنى أن يحصل جونيور على الدعم المناسب، بينما تكافح العائلة لإدارة هذه الحالة المعقدة، التي لا يوجد لها علاج محدد، وتعتمد إدارتها على إعادة التوجيه واستبدال المواد الخطيرة ببدائل آمنة.
