في قلب قريةٍ هادئةٍ يلفّها الصمت بين الحقول، خيّم الحزن على البيوت كغيمةٍ سوداء لا تنقشع. لم يكن النهار قد اكتمل بعد، حين لفظت الأم أنفاسها الأخيرة وسط دموع ابنتها التي تشبّثت بيديها كمن يحاول إقناع الأجل بالانتظار قليلاً. لكن ما إن مرّت ساعتان، حتى خارت قواها، وسكن قلبها من فرط الوجع، لتلحق بأمّها في رحلةٍ أبديةٍ لم يكن مقدّراً أن تفترق فيها الأرواح كما افترقت الأجساد.

الواقعة شهدتها قرية «تلبنت أبشيش» التابعة لمركز «الباجور» بمحافظة المنوفية المصرية، فقد أدى الأهالي صلاة الجنازة على الأم وابنتها، ومن ثم تم تشييعهما إلى المقبرة.

وزاد من مشاعر التأثر أن الابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة وكانت محتجزة بالمستشفى بسبب تدهور حالتها الصحية التي تطلبت دخولها غرفة العناية المركزة، لكنها لم تحتمل نبأ وفاة والدتها.

وروى شهود عيان أن «الابنة كانت شديدة الارتباط بأمها، عاطفياً ونفسياً، وانهارت حالتها المعنوية بشكل كامل بمجرد أن عرفت بالنبأ الحزين».

أخبار ذات صلة

 

شاركها.