أكد تقرير صادر عن شركة «مايكروسوفت» أن دولة الإمارات حققت المرتبة الأولى عالمياً في معدل انتشار استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بين القوى العاملة، لتسجل أعلى نسبة اعتماد لهذه التكنولوجيا على مستوى العالم خلال العام الجاري، متقدمة على الاقتصادات الرقمية المتقدمة.
وبحسب التقرير، حلّت الدولة ضمن فئة “قادة الانتشار” عالمياً إلى جانب سنغافورة والنرويج، وهي الفئة التي تُصنف الدول التي لا تكتفي باستخدام الذكاء الاصطناعي، بل تساهم في تطويره وصياغة مسارات تطبيقه في الاقتصاد والمجتمع، وتهيئة بيئة شاملة لازدهاره، بما يشمل التشريعات والمهارات والمنصات التقنية المتقدمة.
ويعكس هذا التصنيف الدولي انتقال الدولة من مرحلة بناء القدرات الرقمية والبنية التحتية التقنية إلى مرحلة التوظيف الواسع للتقنيات الحديثة وتصميم حلول مبتكرة تُسهم في دعم تنافسية الاقتصاد الإماراتي وتوسيع دوره في منظومة الاقتصاد الرقمي العالمي.
من رؤية استراتيجية إلى قيادة عالمية
وأوضح التقرير أن ريادة الدولة في هذا المؤشر جاءت نتيجة منظومة شاملة من المبادرات والسياسات الوطنية الاستباقية، أبرزها:
الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031
تطوير منظومة التشريعات الرقمية التي تسهّل تبني التكنولوجيا وتدعم الابتكار
تعزيز البنية التحتية السحابية واستقطاب استثمارات عالمية في مراكز البيانات
تأسيس كيانات أكاديمية وبحثية متخصصة مثل جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي
دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال في قطاع التكنولوجيا
برامج حكومية لتأهيل المواهب الوطنية وبناء قدرات رقمية متقدمة
كما أشار التقرير إلى أن الدولة تُعد من بين أبرز الأسواق العالمية التي تشهد تطوراً سريعاً في دمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الخدمات الحكومية، والخدمات المالية، والطاقة، والنقل، والرعاية الصحية، والتعليم.
تعزيز مكانة الدولة في الاقتصاد العالمي
ولفت التقرير إلى أن الصدارة العالمية التي حققتها الدولة تأتي في وقت تتسارع فيه المنافسة الدولية على تطوير بنية الذكاء الاصطناعي وتنظيمه، ما يُعزز موقعها كوجهة جاذبة للاستثمارات الرقمية ومركز إقليمي وعالمي للابتكار وصناعة التكنولوجيا المتقدمة.
ويؤكد هذا الإنجاز استمرار التقدم في تنفيذ رؤية الدولة نحو اقتصاد مستقبلي قائم على المعرفة، والابتكار، والجاهزية التكنولوجية، بما يسهم في دعم التنمية الاقتصادية، وتحقيق استدامة النمو، وتعزيز الكفاءات الوطنية في القطاعات الاستراتيجية.
“قادة الانتشار”.. ماذا تعني؟
تُستخدم لوصف مجموعة دول محدودة تُسهم في دفع الانتقال العالمي نحو الذكاء الاصطناعي عبر تبنيٍّ واسع للتقنيات، وتطوير تشريعاتها وبنيتها الرقمية، وتوفير مهارات وموارد تكنولوجية تسهم في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي وليس استهلاكه فقط.
وبينما تستمر ثورة الذكاء الاصطناعي في إعادة رسم المشهد الاقتصادي والاجتماعي العالمي، يبرز نموذج الدولة باعتباره من أكثر النماذج قدرة على تحويل التكنولوجيا إلى أداة تنمية واستدامة اجتماعية واقتصادية، وتأسيس منظومة رقمية متكاملة تُسهم في ابتكار حلول مستقبلية تعزز رفاه المجتمع وتنافسية الاقتصاد.
