مع توجه بطولة كأس العالم تحت 17 سنة FIFA إلى قطر للمرة الأولى في تاريخ البطولة، ترسل أفريقيا رقماً قياسياً من 10 ممثلين، وهو رقم قياسي يؤكد اتساع مشهد كرة القدم في القارة والتركيز المتزايد على تنمية الشباب. في الفترة ما بين 3 و27 نوفمبر 2025، ستستضيف الدولة الصحراوية 48 فريقًا فيما يعد بأن يكون النسخة الأكثر عالمية وتنوعًا حتى الآن، وتستعد الفرقة الأفريقية لترك بصمتها.
لعقود من الزمن، كانت بطولة كأس العالم تحت 17 سنة بمثابة نقطة انطلاق لبعض ألمع نجوم القارة، حيث كانت البطولة في كثير من الأحيان المكان الذي تلتقي فيه الإمكانات الأفريقية لأول مرة بالاهتمام العالمي. يمنح الشكل الموسع لهذا العام المزيد من الدول منصة لعرض مواهبها الصاعدة، ومع وجود 10 فرق أفريقية في هذا المزيج، فإن الوقائع المنظورة غنية ومتنوعة.
مالي: المتنافسون المتسقون
عندما يتعلق الأمر بالتميز في كرة القدم للشباب، فإن القليل من الدول الأفريقية تنافس مالي. وصل الفريق القادم من غرب أفريقيا إلى نهائي كأس العالم تحت 17 سنة عام 2015 ويظل واحداً من أكثر الفرق المضمونة فنياً في القارة. كان أداؤهم في كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة (AFCON) الأخيرة بمثابة تذكير لنهجهم المنظم: مزيج من النضج التكتيكي والروح الرياضية والإبداع في خط الوسط.
يتمتع نجوم مالي الشباب بالانضباط في المرحلة الانتقالية والحسم في الثلث الأخير، مما يعكس برنامجًا يعطي الأولوية لتعليم اللاعبين والدقة الفنية. وبفضل خبرتهم واستمراريتهم على هذا المستوى، من المتوقع مرة أخرى أن يقودوا التحدي الذي تواجهه أفريقيا على الساحة العالمية.
التوقعات: سيكون الوصول إلى ربع النهائي أو أفضل منه انعكاسًا عادلاً لنسبهم وهدفًا واقعيًا لفريق يعرف كيفية التنقل في البطولات الكبيرة.
السنغال: عقلية الأبطال
لا تزال نهضة كرة القدم في السنغال تتردد في جميع الفئات العمرية. من انتصارات كأس الأمم الأفريقية على مستوى الكبار والشباب إلى الظهور المستمر في كأس العالم، يجسد أسود تيرانجا الشباب الحمض النووي الجديد لكرة القدم في البلاد: الديناميكية والتنظيم والشجاعة.
سيكون هذا ظهورهم الثالث على التوالي في كأس العالم تحت 17 سنة، بعد مسيرة رائعة في كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة، حيث أظهروا المرونة والذوق. إنهم منضبطون تكتيكيًا، ويفتخرون بمدافعين أقوياء في المواجهات الفردية، وينجحون في التحولات السريعة.
ومع ذلك، كانت الاستعدادات متفاوتة، حيث كانت المباريات الودية الدولية محدودة قبل كأس العالم. قد يؤثر ذلك على الإيقاع المبكر، لكن بمجرد أن يستقروا، فإن كثافتهم وعملهم الجماعي يجعلهم أحد أخطر الفرق في أفريقيا.
التوقعات: إذا استعادوا مستواهم مبكراً، فمن الممكن أن تكون السنغال هي الفريق الأفريقي الذي يحقق أعمق إنجاز، وربما حتى يشكل تحدياً للحصول على مكان تاريخي في الدور قبل النهائي.
المغرب: الدقة التكتيكية والطبقة الفنية
إن صعود كرة القدم المغربية مستمر على كافة المستويات. بعد الوصول إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة، أصبح إعداد الشباب، الذي شكلته أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، معيارا للتنمية في جميع أنحاء أفريقيا. يلعب الفريق بالسيطرة والصبر والذكاء التكتيكي، مما يعكس الفلسفة التي قادت المنتخب المغربي الأول إلى نصف نهائي كأس العالم 2022.
يمزج هذا الجيل المغربي بين البنية والذوق. يتميزون بتماسك دفاعي وسرعة في التحولات، كما أنهم يتمتعون براحة في السيطرة على الكرة والتكيف مع البيئات ذات الضغط العالي. اللعب في قطر قد يمنحهم أيضًا ميزة طفيفة في القارة المحلية، مع توقع الدعم الإقليمي العاطفي.
التوقعات: من بين الفرق الإفريقية الأكثر توازناً وموهبة فنياً، من المفترض أن يصل المغرب بسهولة إلى مرحلة خروج المغلوب، ويمكن أن يهدد إنهاء البطولة ضمن الثمانية الأوائل.
كوت ديفوار: جريئة ومسلية
يعود الإيفواريون إلى المسرح العالمي بثقة وموهبة. تميزت مشوارهم في بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة بالحيوية الهجومية، بما في ذلك الفوز 4-2 على مالي في إحدى المباريات البارزة في البطولة. يعتمدون على كرة القدم التعبيرية، والتبادلات السريعة، واللعب على نطاق واسع، والمهارات الفردية، وهي السمة المميزة لفرق الشباب الإيفوارية على مر السنين.
هذه المجموعة لا تعرف الخوف وتزدهر تحت الضغط. سيكون التحدي الذي يواجههم هو الثبات والانضباط الدفاعي، وهي المجالات التي سيحتاجون إلى تشديدها ضد منافس أقوى في قطر.
التوقعات: توقع الإثارة في كل مرة يلعبون فيها. من الممكن أن تصبح كوت ديفوار هي المفضلة لدى المحايدين، والتي لا يمكن التنبؤ بها، والهجوم، والمسلية دائمًا.
مصر: منظمة ومحددة
لقد كان طريق مصر إلى قطر شاقاً. ضمن الفراعنة التأهل من خلال مباراة فاصلة متوترة، وأظهروا المرونة والنضج تحت الضغط. يبقى انضباطهم التكتيكي ورباطة جأشهم أعظم أصولهم. بفضل ثقافة كرة القدم المبنية على التنظيم والتفاصيل الفنية، فإنهم يقدمون أسلوبًا متوازنًا ومنظمًا للبطولة.
قد يحبط تماسك دفاع مصر حتى أقوى الفرق، لكنهم سيحتاجون إلى المزيد من الإبداع في الهجوم للتقدم في العمق.
التوقعات: قادرة على طحن النتائج. إذا تمكنوا من التسجيل مبكراً في المباريات، فيمكن أن تتأهل مصر بهدوء إلى الأدوار الإقصائية.
تونس: حصى شمال أفريقيا
يجسد منتخب تونس تحت 17 سنة سمات كرة القدم التقليدية للبلاد: التنظيم والفهم التكتيكي والصلابة الذهنية. أظهرت حملتهم في كأس الأمم الأفريقية فريقًا مدربًا جيدًا ويصعب اختراقه وفعال في المواقف الثابتة. قد لا يمتلكون نجمًا بارزًا، لكن تماسكهم قد يكون مصدر قوتهم.
التوقعات: يمكن لتونس أن تفاجئ المعارضين الذين يقللون من شأنها. أصبح الطريق المنضبط ذو الأهداف المنخفضة للخروج من دور المجموعات في متناول اليد.
بوركينا فاسو: ثقة هادئة
غالباً ما تعمل بوركينا فاسو خارج الأضواء القارية، وتواصل إحراز تقدم مطرد في كرة القدم للشباب. أعجب فريق تحت 17 سنة بالطاقة والكثافة والهجمات المرتدة الحادة خلال التصفيات. مع ضغط خارجي أقل، يمكن للفحول اللعب بحرية، والاعتماد على العمل الجماعي والروح الرياضية.
التوقعات: حصان أسود محتمل. إذا تزايد الزخم مبكراً، فقد تتمكن بوركينا فاسو من محاكاة الروح القتالية لفريقها الأول وتحقيق مفاجأة أو اثنتين.
زامبيا: النهوض مرة أخرى
يمثل تأهل زامبيا عودة مرحب بها إلى مسرح الشباب العالمي. يشتهر فريق تشيبولوبولو الصغير بروحه الهجومية وذوقه الرفيع، ويلعب بالسرعة والشجاعة. سيكون التحدي الذي يواجههم هو الثبات والحفاظ على رباطة جأشهم في المباريات الصعبة، لكن حماسهم قد يجعلهم يسببون المتاعب للفرق الأكثر رسوخًا.
التوقعات: توقع كرة قدم جريئة والكثير من القلب. مع التوازن الصحيح، يمكن لزامبيا أن تصل إلى دور الـ16 وتذكر العالم بإمكانياتها.
أوغندا: الحلم الأول
يمثل تأهل أوغندا التاريخي الأول على الإطلاق لكأس العالم تحت 17 سنة FIFA خطوة كبيرة إلى الأمام في تطوير كرة القدم. تميزت حملة تصفيات الفريق بالطاقة والإيمان الجماعي والانضباط التكتيكي. بالنسبة للعديد من هؤلاء اللاعبين، ستكون قطر تجربتهم الأولى في كرة القدم العالمية.
التوقعات: كل دقيقة ستكون تجربة تعليمية. قد تختلف النتائج، لكن حماسهم ووحدتهم قد تجعلهم قصة البطولة المبهجة.
جنوب أفريقيا: عودة أماجيمبوس
بعد عقد من الغياب، يعود فريق أماجيمبو الجنوب أفريقي إلى الساحة العالمية. قام المدرب فيلا كومالو بتجميع فريق مبني على المواهب الأكاديمية المحلية والسرعة والنوايا الهجومية. وقد أدى نجاحهم على مستوى COSAFA إلى استعادة التفاؤل بشأن الهياكل الشبابية في البلاد.
التوقعات: ستهدف جنوب أفريقيا إلى إبراز ذوقها وهويتها. إذا وجد مهاجموهم الثقة المبكرة، فيمكنهم مفاجأة الدول الأقوى وإعادة إشعال وجودهم في كرة القدم العالمية للشباب.
قصة أفريقيا الأوسع
إن بطولة كأس العالم هذه هي أكثر من مجرد مسابقة؛ إنه انعكاس لمدى تطور كرة القدم الأفريقية للشباب. من الأكاديميات المنظمة في المغرب والسنغال إلى الطاقة الشعبية في أوغندا وزامبيا، تتوسع مسارات تطوير اللاعبين في القارة.
ومع مناخ قطر وظروفها المشابهة لتلك الموجودة في معظم أنحاء أفريقيا، يمكن أن تلعب المعرفة البيئية أيضًا ميزة طفيفة. ومع مراقبة الكشافة من جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وآسيا عن كثب، قد تكون بطولة كأس العالم بمثابة بوابة للجيل القادم من النجوم العالميين.
 
									 
					